الأم هي رمز العطاء والحب الذي لا ينضب قد حباها الله بفضله لتكون الجنة تحت أقدامها، ترسم الطمأنينة لأبنائها لتهب من روحها جزءا لمن هو قطعة منها، هي الحضن الدافئ ومرسى القلوب الذي يلوذ به الأبناء حينما تقسوا الحياة عليهم..
فـي عيدها تجولت (بشرى حياة) لتنقل لكم مشـاعر الأبناء ومـا يعنيه لهم هـذا اليوم المميز وكيفية الإحتفاء به..
أمنيتي الخالدة
حينما كنت صغيرة انفصل أبي وأمي عن بعضهما, رفض جدي أن أكون مع أمي فعشت مع أبي وظل الحلم بالاحتفال بعيد الأم هاجسي الذي لا يفارقني.
أراها بين الشهور زيارة قصيرة تقضيها أمي باكية لفراقنا الذي حتمته الظروف القصرية، مضت السنوات وازدادت رغبتي بإجراء طقوس عيد الأم المقدسة لدي.
فرحت أعدها سرا في كل عام في حجرتي الصغيرة وأنا أوقد شمعة جميلة تشبهها بشعلتها المتوهجة التي تنير عتمة المكان وهي تذوب بالتدريج وإلى جانبها صورة لها أخفيها تحت وسادتي ليلا لأشعر بأنها تنام بمحاذاتي.
هكذا كنت أحتفل بعيد الأم إلى أن كبرت وتزوجت واشترطت على زوجي أن أقيم حفلة سنوية لأمي في بيتنا ودعوتها لزيارتنا وتواجدها بيننا في عيدها, أنا اليوم ممتنة له فقد حقق لي أمنيتي الخالدة.
إلى أمي الراحلة
استهلت الإعلامية وداد هاشـم مشـاعرها المهــداة إلى أمها المتوفــاة قائلة: عـودي إلي فأنا ما زلت طفلة ترنو إلى درب عودتك بشغف العاشق لمعشوقه, ليتك لم ترحلي فما عاد للحياة مذاق وألوان، فرحتي أمست بعدك باهتة ذبلت قبل الأوان, يا أمي العظيمة ما زلت صغيرة برحليك وغيابك, أنا الآن بـدأت للتو ألعب بلعبتي لـم أكتفِ من تناول رحمة كفيك وتأتـأة حروفي عازفة على ترتيــب الكلمات, دعيني أحبو للجنة التي تحت قدميك وألتمـس البركة مـن كفوف الملائكة المحلقة حول جفنيك، التقطي دموعي قبـل سـقوطها كمـا تلتقطيـن حبات المطر لكي لا يمـر الحـزن علـى قلبـي فـي ذاكرتي الأبدية حيـث ترتعـش الطفولـة القاطنـة بيـن أصابعي وهدهـدة قلبـك الـذي يخبرني بهطول نجمة علـى ينابيـع قلبي.
أحبـك رغـم غياب صوتك ووحشـة محرابك، أحبك لأنك وجهي الآخر للبياض، ارقدي بسلام فابنتك تهنئك بعيدك.
يا تاج فخري
ارتسمت علـى شفاه التدريسية سـوزان الشمري الإبتسامة وهـي تسـرد لنـا طقوسها للاحتفاء بعيد الأم فقالـت:
فـي كل عـام نجتمـع أنا وأخواتي لنخطط ونرتب ونبحث عـن شـيء رغبـت أمي به مؤخـرا حتى يكون هديتنا لها ونحاول أن نبقـي الأمر سـرا فنجتمع ونتهامس كيـف وأين ومتـى سـنرتب الزينـة ونضـع الكيـك والهدايـا, نوهـم أنفسنا أننا نسـتطيع أن نخفي عمن تشـعر بنظراتنـا ومـن تقـرأ عيوننـا.
إننا نخفـي عليهـا سـرا, كانت تدرك ذلـك فـي كل عـام لكنها تلوذ بالصمت حيث أشعر بأنها تتغافل فقط لتجعلنا سـعداء, ثـم نفاجئها فترسـم على وجهها نظرة متفاجئة، فنحاول أن نصـوغ لها الكلمات التي تليق بها، ونعبر عن حبنا إليها لكنها تتبعثر فنتدارك الموقف، بالضحك ونكتفي بالعناق فتهدينا مـن أحضانها أجمل حـب وأصـدق الدعـوات, أمي يـا رحمـة اللـه علـى الأرض يا تـاج فخـري بيـن الأنام يـا بركتنـا يـا سـر استجابة الدعاء، أسأل الله أن يحفظك مـن كل سـوء وأن يطيل الله بعمرك وأنت بألف صحة وعافية.
عودي إلي
فـي رمضان الماضي كانت أمـي بيننا، هـي سـيدة المائدة، إلى الآن أتذكر ضحكاتها، كنا سعداء للحد الـذي لا نعرف البكاء فيـه.. حيـث كان الصبـح وجهـك يـا أمـي.
بهذه الجملة بدأ أحمد ميثاق (موظف) حديثه ثم قال: حينما رحلـت أمست كل الأشياء تشـتكي الوحــدة حتــى الأرض لــم تمتلك امـرأة بمقاس روحها.. فــي عيدها أقــول لها وأنا أقف على شاهد قبرهـا: آسف سـامحيني إن كنـت قـد قسـوت عليك دون
قصد أو تجاهلت حديثك يوما، أتمنى أن ألقاك فـي دنيا الآخرة، وكل عــام وكل الأمهات بألــف خيــر.
رحيق الجنة
لا أحد يمكنه انتشال أرواحنا إذا اضطرب نبضها وساءت ملامحها بقدر حضن الأم إذ تحتوينا بكل ما أوتيت من حب يسري داخل وجدانها، لديها القدرة على انتزاع أصفاد الوجع دفعة واحدة تحنو علينا وتهب لنا الراحة الأبدية، كل ذلك العطاء الزاخر تفيضه شوقا دون أن تنتظر مقابلاً, يا رحيق الجنة كل عام وأمهات العالم بألف خير وعافية.
اضافةتعليق
التعليقات