ماذا لو لم يكن اخطبوط العصر(الانترنت) موجود في وقتنا؟، ولم يكن هناك شاشة التلفزيون في البيت؟، ماذا تفعلين سيدتي؟ لم يخطر في بالك ان هناك وسيلة ثالثة وهو الراديو أليس كذلك؟ صغير الحجم سهل الحمل يسهل نقله من مكان إلى آخر، كما قالوا عنه.
في زمن لم تكن فيه مواقع التواصل الاجتماعي حاضرة، ما كان متوفر في الماضي هو(الراديو) ويتوفر في المقاهي والأماكن العامة، والسيارات، فالإذاعة هي أقدم وسيلة اتصال بشرية، وتعد الإذاعة أهم الوسائل الصوتية المسموعة، يرجع اصلها إلى الكلمة اللاتينية (راديوس) وتعني نصف قطر، ومنه التسمية تنطبق على الإرسال الاذاعي حيث تبث الموجات الكهرومغناطيسية مع تضمين الموجات الصوتية عبر الغلاف الجوي على هيئة دوائر، ظهر الراديو بعد الحرب العالمية الأولى، أي بعد مؤتمر فرساي.
استخدام الاذاعة عند الشعوب
تختلف الشعوب في استخدام الاذاعة منهم من جعلها وسيلة للاتصالات المباشرة لبث خطاب الرئيس واخبار البلد من السياسة والاقتصاد، أو ترويج للسلع كدعاية، ومنهم من جعلها شاملة تسعد المستمع بكل ما يطلبه من الاخبار والمسلسلات الصوتية، والاناشيد الدينية والوطنية.
طريقة التقاط الراديو
هناك طريقة مشهورة لدى العلماء لاِلتقاط الموجات الكهرومغناطيسية وهذه الطريقة مستقبلة ويسمونها البعض (راديو الفضاء الثالث) والطريقة تلتقط من أربع عناصر وهي الإذاعة (الاستديو)، برج ارسال، موجات كهرو مغناطيسي، قمر صناعي، وهوائي. مثل هوائي الراديو للسيارة.
مميزات الإذاعة، يتيح الراديو للمستمعين فرصة الحصول على الخبر والمعرفة وخاصة عند الأميين الذين لا يقرأون ولا يكتبون، يستطيع المستمع القيام بأنشطة مختلفة أثناء سماعه للراديو ويعتمد فقط على حاسة السمع، وبذلك تمارس بقية الحواس.
اليوم العالمي للإذاعة نقلاً عن وكالة (يونسكو)
وتم إقرار اليوم العالمي للإذاعة في ديسمبر (2012) من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة فأصبح بذلك يوماً تحتفي به جميع وكالات الأمم المتحدة، وبذلك تمت موافقة اليونسكو على اعتماد اليوم العالمي للإذاعة في 13 شباط (فبراير) من كل عام، ويرجع ذلك الاختيار إلى اليوم الذي بدأ فيه بث أول إذاعة للأمم المتحدة في عام 1946.
وبحسب اليونسكو يوجد الآن أكثر من 44 ألف محطة إذاعية في العالم، كما دخل الراديو أكثر من 75 في المئة من البيوت في الدول النامية، كما يصل الراديو إلى أكثر من 70 في المئة من سكان العالم عبر الهواتف المحمولة.
العرب والاذاعة
وصلت الاذاعة للعالم العربي متأخرة، فقد عرفها الغربيون منذ عام (1909) وعرفها العرب عام (1920) وكان محصوراً عند بعض البلدان، فكانت مصر أول دولة عربية تبنت اختراع ماركوني وبدأت البث الإذاعي باللغة العربية عام (1920) انطلق صوت المذيع احمد سالم قائلاً "هنا القاهرة".. نافست بذلك المحطات الأجنبية حتى احتلت المرتبة الثالثة في العالم بين المحطات العالمية خصوصا بعد استحداثها برامج أجنبية توجهت إلى العالم الغربي وليس العربي فقط، وكانت محطة "صوت العرب" المصرية من أهم المحطات التي استمع إليها العرب وكانت توجه برسائل سياسية معادية للاستعمار فنالت إعجاب الجميع في تلك الفترة.
أول راديو في بغداد
راديو بغداد أو إذاعة بغداد هو ثاني محطة اذاعية سُمِع صوتها في الوطن العربي بعد راديو القاهرة حيث أفتتح رسمياً بتاريخ (1 يوليو 1936) فكان ايام الملك غازي إذاعة بسيطة مصغرة في قصر الزهور يرضي بها هوايته الشخصية، فاتجهت النية إلى جعلها إذاعة رسمية للدولة، وقد بدأ الإعداد لها بالفعل وتم افتتاحها باحتفال كبير، وعند افتتاح الإذاعة ترك الناس بيوتهم وتجمهروا في الساحات العامة التي نصبت فيها أجهزة الاستقبال لمشاهدة بداية هذا الإنجاز العظيم، في منطقة الصالحية في بغداد، لا تضم المحطة سوى غرفة المدير واستوديو للمذيعين وآخر للموسيقى والغناء والقرآن الكريم وكانت تذيع ثلاث مرات في الاسبوع أيام السبت والأثنين والخميس ساعة في الصباح وساعة في المساء وكانت مرتبطة بوزارة الأشغال والمواصلات، في عام (1932) قامت الحكومة العراقية بأول بث اذاعي ما بين الساعتين 8.30-10.30 وبهذا يكون يوم (22 آذار 1932) هو أول يوم بدأ البث الاذاعي في العراق وقد سمعت الجماهير في الساعة التاسعة الكلمات التي بثها فائق شاكر مدير البريد والبرق العام وكان الهدف من ذلك تجربة آلات البث وقد سمع البث في أنحاء متفرقة من العراق، كما وردت برقية من القاهرة تفيد بسماع الكلمة التي القاها فائق شاكر الذي اشار في كلمته إلى تشجيع اصحاب رؤوس الاموال بتأسيس مصانع لإنتاج الراديو.
وفي خضم الحرب العالمية الثانية وازدياد النفوذ البريطاني في العراق بعد فشل ثورة 1947 فقد قدمت السفارة البريطانية بعض المعونات في مجال الاذاعة حيث زودت دائرة البريد والبرق العامة بمرسلة اذاعية جديدة أقوى من المرسلات المستعملة في ذلك الوقت وقد استخدمت كإذاعة تجريبية جديدة بدأت البث في بغداد، قدمت أول تمثيلية إذاعية في العراق باسم مجنون ليلى باللغة الفصحى، أوائل المذيعين الذين عملوا في الإذاعة، حسين الكيلاني، محمد عبد اللطيف، أهم برامج الإذاعة، نادي الإذاعة، عراقنا الرياضي.
المذيعة العراقية الرائدة "امل القباني"
عملت المرأة في الاذاعة العراقية ولم تمنعها العادات والتقاليد من الدخول في عالم الاذاعة فكانت السيدة "أمل القباني" في اذاعة بغداد عام (1955 ) حتى عام (1959) اتجهت نحو اذاعة بغداد بصفة مذيعة بعد حصولها على درجة التفوق في الامتحان الاذاعي، تزوجت من الاذاعي الملقب بمذيع الملك، مما قوى عزيمتها ونجاحها، تميزت بلفظها السليم من الاخطاء في اللغة العربية وصحة نطقها للحروف، كونها درست اللغة العربية التي ازهرت لغتها الاذاعية، فحصلت على الماجستير.
(بين الاذاعة والمستمعين) قدمت هذا البرنامج بصفة منوعات يجيب على اسئلة المستمعين، و قدمت برنامج (في التليفون) برنامج مكالمات حيث كان فريداً من نوعه في الاعمال الاذاعية، برنامج (قالت شهرزاد) عام (1961) الذي كان يعده الاديب عبد الحميد الملا وكان من تقديمها.
رحلة ابداع من بغداد الى اذربيجان
غادرت امل القباني و زوجها حافظ القباني وابنها (سلام) بغداد قاصدة اذربيجان، عملت عام (1963) مذيعة في اذاعة (باكو) قارئة لنشرات الاخبار العربية والاحاديث الادبية، و تابعت دراستها العليا فقبلت في جامعة موسكو طالبة دكتوراه في الادب العربي اذ حصلت على الشهادة في موضوع الشعر الحر عام (1969) عادت مع عائلتها الى العراق، وعينت مذيعة في اذاعة بغداد حيث (1978) اسندت لها رئاسة القسم الروسي في الاذاعة العراقية وقدمت برنامج (لقاء وحوار) وهو برنامج مقابلات لشخصيات معروفة في المجتمع في مجالات الفن والادب والشعر.
اضافةتعليق
التعليقات