عوالم التواصل الاجتماعي استطاعت أن تُدخلنا عنوة إليها، وأن تسيطر على جزء كبير من أوقاتنا، تساءلت يوما كم أقضي وقتا على (فيس بوك) و(انستغرام) و(كوكل) وغيرها من مواقع التواصل، وعند البحث وجدتني أقضي أكثر من ساعة ونصف على الفيس بوك، وأكثر منها على الانستغرام، ولم أجد إحصائية خاصة لتيليغرام بالرغم من قضائي وقتا أكثر عليه، وهكذا ولو جمعت ذلك وجدتُ الكثير من الوقت الذي تسرقه هذه العوالم بالرغم من انشغالاتي التي أدّعي دوما أنني لا أملك وقتا لها.
كثير ما اتصفح في الفيديوهات الموجودة في فيس بوك وينتابني سؤال كيف استطاعوا أن يعرفوا ما أنجذب إليه وأحبه من دون أن أعطيه أي أعجاب أو تعليق، وكذلك في الاكسبلور الخاص بانستغرام، فكيف تُدار الأمور؟
يقول ادوارد توفته: “لا يوجد سوى صناعتين اللتين تطلقان على عملائهما اسم (مستخدمين Users): المخدرات غير المشروعة والبرامج”.
وما زلنا نعيش تحت اسم مستخدمين فإننا مستهدفين لكن ما نوع هذا الاستهداف؟
بالرغم من الفوائد الجمة التي قدمتها مواقع التواصل إلا أنها سلاح ذو حدين، استطاعت أضراره أن تفوق محاسنه فمن أهم سلبياته: الإدمان، الأخبار المضللة، التأثير السياسي، التأثير على الصحة العقلية، ارتفاع معدلات الانتحار، دورها في نشر نظريات المؤامرة ومساعدة الجماعات مثل أصحاب الأرض المسطحة وسيادة البيض، المستويات المرتفعة للاكتئاب بين الأطفال، المعلومات الخاطئة حول كوفيد، الحقيقة الموضوعية لخطر التفكك الاجتماعي.
ولكل هذه المشاكل تفصيلات كثيرة، تضر بالبشرية، وعند السؤال عن أهداف هذه الشركات فإن المسؤولين عنها، أو العاملين فيها يصرحون بأن هذه الخوارزميات قد خرجت عن السيطرة فعلا!
استطاعت هذه الخوارزميات أن تعمل على العقل البشري، وتجذبه بواسطة عرض ما يريده الفرد، والمتعلق به، فضلا عن مكسب آخر لهذه الشركات ألا وهو الإعلانات والتي يتم اختيارها ملائمة لميول ورغبات هذا الفرد وما يعجب به، فتترى عليه حتى تسلب كل وقته، وأحيانا تزاحم أعماله الخاصة، ماذا نفعل حيال ذلك؟
إجابات واضحة لكن تحتاج إلى تطبيق عملي وإرادة حقيقية وقد تكون الحلول متعارفة منها:
1_ وضع قوانين لاستخدام الهاتف خصوصا قبل النوم وبعده مباشرة، وتحديد وقت خاص لاستخدامه.
2_ حذف التطبيقات المكررة فمثلا الآن لو نتصفح في مواقع التواصل، نجد الكثير من التكرار ما موجود في فيس بوك موجود في الانستغرام وغيره من التطبيقات وهكذا فالتقليل منها جزء من كسب الوقت الطائع وتقليل التعلق.
3_ غلق الاشعارات: تكاد هذه النقطة أن تكون الأهم، فدافع الفضول الموجود في الانسان والذي تعمل عليه مواقع التواصل، يمكن أن تحد منه بواسطة هذه الطريقة.
وكونك سلعة لمواقع التواصل لا يجب أن تعامل على أساس ذلك، بل من الضروري أن توقف ذلك على أساس نفسك_ أضعف الايمان_ ثم تتوسع إلى أسرتك لتضع لها مجموعة من المحددات لاستخدام مواقع التواصل من جهة ومن جهة أخرى توفير بدائل أخرى تليق بأعمارهم.
اضافةتعليق
التعليقات