إن التنمر هو استضعاف الآخر فهو شكل من أشكال العنف والإيذاء والإساءة كما السخرية والتهكم والتهديد التي تكون موجهة من فرد أو مجموعة من الأفراد إلى فرد أو مجموعة من الأفراد، حيث يكون الفرد المهاجم أقوى من الأفراد الباقين وهي أحد أخطر الظواهر التي باتت منتشرةً وبشكلٍ كبير في العديد من المجتمعات العالميّة، وأصبحنا نرى هذهِ الظاهرة الخطيرة في كل الطبقات الاجتماعية.
واشكال التنمر التنمر ، اللفظي ويشمل الإغاظة والسخرية والاستفزاز والتعليقات غير اللائقة والتهديد، والتنمر الجسدي ويشمل الضرب والعنف والصفع والطعن وغيرها من طرق الإيذاء البدني، ايضا التنمر العاطفي من خلال الإحراج الدائم للشخص ونشر الشائعات حوله.
ومن أسباب التنمر أن قد يعيش الشخص ظروفاً أسرية أو مادية أو اجتماعية معينة أو يتأثر بالإعلام أو قد يعاني من مرض عضوي ما أو نقص ما في الشكل الخارجي، أو ربما مجموعة من هذه العوامل كلها، والتي قد تؤدي في النهاية إلى أن يعاني من الأمور التالية والتي ستكون بدورها مسبباً لتحوله إلى شخص متنمر .
وينتج عنها اضطراب الشخصية ونقص تقدير الذات، الإدمان على السلوكيات العدوانية، الاكتئاب والأمراض النفسية.
أما ظاهرة التنمر الإلكتروني فهي منتشرة بكثرة في مجتمعاتنا العربية في الآونة الأخيرة وخاصة بين الشباب في المدارس والجامعات والمجتمع وهو استغلال التكنولوجيا والإنترنت وتقنياته لإيذاء أشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية.
وتكون إما الاتصالات والرسائل التي تسعى للترهيب والإيذاء والتخويف والتلاعب والقمع وتشويه السمعة أو إذلال المتلقي أو تعديل صور الأشخاص على الإنترنت ونشرها أو قد يكون التنمر الإلكتروني من خلال انتحال الشخصية، أو استبعاد الشخص من مجموعة إلكترونية.
وزخرت السنة النبوية الشريفة بنصوصها التي تبين أن من صفات المسلم الأساسية أن يسلم الآخرون من أذاه، بل جعلت السنة هذه الصفة لأهميتها تعريفا للمسلم، بحيث لا تنفك عنه، ولا ينفك عنه، وإلا لما استحق وصف المسلم، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال، المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
فلقد وصل التنمر إلى أن أصبحنا نسمع عن طفل ينتحر؛ لأنه لم يعد يقدر على احتمال سخرية زملائه منه، بل سمعنا عن يوتيوبر مشهور وناجح، فكر في الانتحار أيضا بسبب تنمر مجموعة من الناس به، والسخرية من أعماله فالتنمر بالآخرين إفساد في الأرض، والمتنمر ليس من المصلحين، وليس هو القوي في مفهوم الإسلام، وقد حرم الإسلام الإيذاء والاعتداء ولو بكلمة أو نظرة، والضرر الذي وجه الإسلام لإزالته ليس الجسدي فقط، وإنما وجَّه -كذلك- لإزالة الضرر النفسيّ الذي قد يكون أقسى وأبعد أثرًا من الجسدي، قال، (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّع).
وأينما وجد التنمر وبأي شكل من الأشكال فإن تبعاته وتأثيراته على الشخص المتنمر به عادة ما تكون كارثية، خاصة إذا لم تتم مواجهتها ووضع حد لها وقد يرغب المتنمر به إلى الانعزال عن الآخرين أو حتى التوقف عن العمل، وقد يدخل بحالة من الاكتئاب ويصل به الأمر إلى الانتحار إذا لم يلجأ إلى مساعدة طبية في الوقت المناسب.
كما أنه من الممكن أن يلجأ إلى العنف كوسيلة لمواجهة هذه الإساءات، وقد يتحول إلى شخص غير مرغوب به في المجتمع.
كما ينبغي معالجة ظاهرة التنمر ومنع حدوثها من خلال زرع الأخلاق و القيم والمبادئ الدينية في الأطفال منذ الصغر وتعريفهم بكل هذه القيم من احترام الآخرين وعدم الإساءة إليهم بأي شكل من الأشكال.
يجب أن يحرص أولياء الأمور على توفير الظروف المناسبة التي ينشأ فيها أطفالهم حتى ينشأوا بشكل خالي من العقد النفسية، وأهمية العمل على تقوية الثقة بالنفس لدى الأطفال حتى تتشكل شخصياتهم.
اضافةتعليق
التعليقات