• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

منار قاسم / الأحد 27 تموز 2025 / تربية / 739
شارك الموضوع :

حمل مسؤولية الإمامة في أحلك الظروف: أسيرًا في قافلة السبايا، ثم مُراقبًا في المدينة

تُمثّل حادثة استشهاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) خاتمة مأساوية لمسيرة إمامٍ حمل عبء النهضة بعد فاجعة كربلاء، وحافظ على الإسلام الأصيل من خلال الدعاء والعبادة والعلم وسط ظروفٍ قاسية.

 ١. وريث كربلاء

هو الإمام الرابع عند الشيعة، علي بن الحسين (ع)، الملقب بـ زين العابدين وسيد الساجدين لكثرة سجوده وعبادته، وذو الثفنات من أثر السجود.

شهد فاجعة الطفّ في كربلاء وهو في الثالثة والعشرين من عمره، مريضًا على فراشه، عاجزًا عن القتال، فاقدًا أبيه الحسين (ع) وأخوته وأبناء عمومته أمام عينيه.

حمل مسؤولية الإمامة في أحلك الظروف: أسيرًا في قافلة السبايا، ثم مُراقبًا في المدينة تحت سيطرة الأمويين الطغاة.

 ٢. معاناته بعد كربلاء: جسدٌ عليل وقلبٌ مُثقل

المرض في كربلاء: منعه المرض من المشاركة في القتال، فكان شاهدا حيّا على استشهاد أبيه وأهله، وتكسّر أضلاعه تحت حوافر الخيل كما تشير الروايات المؤثرة والمراثي مثل البيت الذي استشهدت به: 

"السلام على من سمع صوت أضلاع أبيه تتكسر".

أسيرًا في قافلة السبايا: تحمّل أهوال الأسر والتنكيل عبر الطرقات من كربلاء إلى الكوفة ثم إلى الشام، وهو يحمل همّ النساء والأطفال من أهل بيته.

العودة إلى المدينة: عهدٌ من الرقابة والاضطهاد

عاد إلى المدينة ليواجه حكّامًا أمويين (يزيد ثم معاوية بن يزيد ثم مروان بن الحكم ثم عبد الملك بن مروان ثم الوليد بن عبد الملك) يرون في وجوده خطرًا على سلطتهم، فراقبوه وحاصروه وضيّقوا عليه.

منهجه في النهضة: قوة الضعفاء

في ظلّ القمع الشديد، اختار الإمام السجاد (ع) منهجًا فريدًا لإحياء القيم الإسلامية ومواجهة الانحراف الأموي:

الصلاة والدعاء: كانت عبادته أسطورية. عُرف بكثرة السجود حتى سُمّي زين العابدين. جسّدت مناجاته في الصحيفة السجادية أرقى معاني العبودية والتوحيد والأخلاق والتربية الإيمانية، لتصبح "إنجيل أهل البيت" وزبور آل محمد.

العلم ونشر المعرفة: كان مرجعًا علميًا في المدينة. رويت عنه الأحاديث في الفقه والتفسير والأخلاق، وحفظ تراث النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع) والحسنين (ع) ونقله إلى تلامذته مثل أبي حمزة الثمالي.

الإصلاح الاجتماعي: اشتهر بكرمه وسدّ حاجة الفقراء سرًا ليلاً، حاملاً لهم الطعام على ظهره حتى لا يُعرف. ربّى جيلاً من المؤمنين الواعين على القيم الإسلامية الأصيلة.

 ٤. استشهاده: السمّ في طريق العبادة

التاريخ: اتفقت معظم المصادر (الشيعية والسنية) على أن استشهاده كان في محرم سنة 95 هـ(وقيل 94 هـ) في المدينة المنورة.

الجلاد: دسّ له السمّ الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي (بتحريض من والي المدينة آنذاك هشام بن إسماعيل المخزومي، حسب روايات شيعية وأخرى تاريخية).

السبب: خشية الأمويين من نفوذه الروحي والعلمي المتزايد، وتأثيره البالغ على المسلمين رغم حصاره، وخشيتهم من أن تتحول قيادته إلى تهديد حقيقي لسلطتهم الفاسدة.

الوصية والإمامة: أوصى بالإمامة من بعده لابنه الإمام محمد الباقر (ع) ، خامس أئمة أهل البيت.

 ٥. المكان والجنازة: بكاء المدينة

دُفن الإمام السجاد (ع) في البقيع في المدينة المنورة، في نفس المقبرة التي دُفن فيها عمه الإمام الحسن المجتبى (ع) وعمه الإمام محمد بن الحنفية وجده الإمام علي بن أبي طالب (ع) (حسب بعض الروايات)، إلى جانب قبر العباس بن عبد المطلب.

شيّعته جموع غفيرة من أهل المدينة، ولفّ جثمانه الطاهر ببردٍ كان يصلي فيه.

أدار مراسم الغسل والتكفين والصلاة عليه ابنه الإمام الباقر (ع) بحسب وصيته.

 ٦. آثاره وتراثه الخالد

الصحيفة السجادية: أعظم تراثه، وهي مجموعة من الأدعية والمناجات التي تغطي شتّى جوانب العقيدة والأخلاق والعلاقة مع الله، تُعدّ من أعظم الكتب الدينية أثرًا وأدبًا.

رسالة الحقوق: وثيقة عظيمة تُحدّد حقوق الله وحقوق الإنسان (حق النفس، حق اللسان، حق السمع، حق البصر، حق اليد، حق الرجل، حق البطن، حق الفرج، وحقوق الآخرين كالوالدين، الولد، الأخ، الزوجة، السيد والعبد، الجار، الصديق... إلخ) بشكلٍ مفصّل ومبهر في عصرها.

دوره التاريخي: حفظ الإسلام من الاندثار بعد كربلاء، وربّى جيلاً حمل راية العلم والمعرفة والتقوى في عصر الظلم الأموي، مهّد لظهور الإمام الباقر (ع) وابنه الإمام الصادق (ع) وانطلاق الجامعة العلمية الكبرى.

إمامية الصمود

يمثّل استشهاد الإمام السجاد (ع) استمرارًا لمأساة أهل البيت (ع) على يد الطغاة الأمويين. لم يقتلوه بسيوفٍ ظاهرة كما فعلوا بأبيه، لكنهم قتلوه خفية بالسمّ، خوفًا من صوته الذي ارتفع بالدعاء، ومن سكوته الذي كان أبلغ من الكلام، ومن علمه الذي أنار العقول والقلوب.

كان استشهاده شهادةً أخرى على أن نور الإمامة لا يُطفئه ظلم الظالمين، بل ينتقل ليواصل مسيرة الهدى والحق. سلامٌ عليه يوم وُلد، ويوم استُشهد، ويوم يُبعث حيًّا.

الامام السجاد
كربلاء
عاشوراء
الامام الحسين
العلم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    الإمام الصادق والحرية الفكرية

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    علماء يكتشفون سببا مفاجئا لتناول الناس كميات أكبر من السكر

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    آخر القراءات

    إدارة الأولويات المهمة أولاً.. كتاب المناقشة لنادي أصدقاء الكتاب هذا الشهر

    النشر : الأربعاء 10 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الفكر يؤثر على الذهن: وجسدك ينفذ فقط

    النشر : الخميس 01 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    مشروبات الطاقة موجودة في كل مكان. . ما مدى خطورتها؟

    النشر : الثلاثاء 27 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    هل الحميات الغذائية سريعة الأثر مفيدة لصحة القلب؟!

    النشر : الأربعاء 19 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    المدرسة الجعفرية وقائدها المعظم بين الأصالة والازدهار

    النشر : الأربعاء 17 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    قوارير المياه البلاستيكية خطر علينا.. كيف يمكن أن نستبدلها؟

    النشر : الأربعاء 28 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 578 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 422 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 361 مشاهدات

    الثقة.. بين ضرورات العيش وجحيم الخذلان

    • 358 مشاهدات

    الهرمونات: رسائل كيميائية تتحكم في كل تفاصيل حياتك

    • 323 مشاهدات

    اليوم العالمي لمحو الأمية.. رحلة علم تكشف الظلمة عن عيون الدارسين

    • 322 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1172 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1133 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1055 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1040 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1008 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 878 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"
    • منذ 6 ساعة
    الإمام الصادق والحرية الفكرية
    • منذ 6 ساعة
    محاولة الانتقال إلى الأفضل..
    • منذ 7 ساعة
    علماء يكتشفون سببا مفاجئا لتناول الناس كميات أكبر من السكر
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة