• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

‏كنز المعارف

‏زينب كاظم التميمي / منذ 11 ساعة / تطوير / 230
شارك الموضوع :

في صفحاتها، لا يقتصر الدعاء على كلمات تُتلى، بل يتحول إلى مدرسة تهذيب وتربية

الصحيفة السجّادية ليست كتاب أدعية يُقرأ في أوقات الشدّة أو السكينة فحسب، بل هي كنز إلهي مُودَع في كلمات الإمام زين العابدين (عليه السلام)، تفيض بالحكمة، وتغمر القلب بخشوع يربط الأرض بالسماء. وقد سُميت بـ "الصحيفة الكاملة" لأنها اكتملت في دقتها وشمولها، فاحتوت على ما يحتاجه الإنسان في مختلف أحواله؛ في فرحه وحزنه، في ضعفه وقوّته، في سرّه وعلنه، حتى غدت خارطة شاملة تعلّم الروح كيف تخاطب خالقها وتسمو فوق أثقال الحياة.

‏في صفحاتها، لا يقتصر الدعاء على كلمات تُتلى، بل يتحول إلى مدرسة تهذيب وتربية، تُعلّمنا كيف نصوغ مشاعرنا بلغة العبودية الراقية، وكيف نُوازن بين مطالب الروح والجسد، وبين طموحات الدنيا والآخرة. ففيها دعاء للوالدين، وآخر للجيران، وآخر لطلب مكارم الأخلاق، بل وحتى أدعية تُعلّمنا كيف نواجه تقلبات الزمان وننهض بعد الكبوات. إن كل نص فيها ينبض بمعرفة عميقة تنقل الإنسان من ضيق الأنا إلى سعة القرب من الله.

‏ولذلك، لا يكفي أن تبقى الصحيفة السجّادية أثرًا تراثيًا يُتلى في المحافل، أو نصًا محفوظًا في المكتبات. إن مضامينها الرفيعة تجعلها جديرة بأن تُدرس كمناهج حية في المدارس والمعاهد والجامعات، لا كمجرد مادة دينية، بل كمنبع للأخلاق ومصدر لبناء الشخصية الواعية. فمن خلالها يتعلم الناشئ أن الدعاء ليس انكسارًا فحسب، بل قوة روحية تدفعه ليكون أرقى في أخلاقه، أصفى في روحه، وأقوى في مواجهة تحديات الحياة.

‏إن إعادة اكتشاف الصحيفة السجّادية هي إعادة لاكتشاف أنفسنا، لنتعلّم أن كل لحظة من حياتنا، من أصغر تفاصيلها إلى أعظم مواقفها، يمكن أن تتحول إلى نافذة نحو الله، ان الصحيفة الكاملة لم تُغفل جانبًا من جوانب الوجود الإنساني إلا وطرقته بدقة بالغة، فجاءت أدعيتها متفردة في مضامينها، لتُعلّم الإنسان كيف يناجي ربّه في أوقات الرخاء والبلاء، وكيف يتعامل مع ذاته، ومع الناس، ومع خالقه في أبهى صور العبودية.

‏إنها أداة لتربية النفس وصياغة للفكر. إن مضامينها أوسع من كونها تراتيل للعبادة؛ فهي دروس في الأخلاق، ومبادئ في بناء الذات، وخارطة لفهم العلاقة بين العبد وربّه وبين الإنسان والمجتمع. ولو أُدرجت نصوصها في المناهج الدراسية، لتعلّم الناشئة كيف يربطون الحياة اليومية بالبعد الروحي، وكيف يتذوقون جمال الكلمة وروحانية المناجاة، بعيدًا عن الجمود والسطحية.

‏فإن التركيز على محتوى الصحيفة السجادية لا يعد رفاهية فكرية، بل هو ضرورة ملحة في عصرنا الحالي. في زمن كثرت فيه التحديات النفسية والاجتماعية والأخلاقية، تكون بوصلة ترشد الإنسان نحو السعادة الحقيقية والاستقرار الداخلي.

‏إنها تحفة أدبية وروحية فريدة من نوعها، ورثناها عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام). إنها ليست مجرد مجموعة من الأدعية، بل هي موسوعة غنية بالمضامين العالية التي تتجاوز حدود الزمان والمكان، فهي ليست إرث تاريخي، بل هي كنز حي ينبض بالمعارف والعبر، تنتظر منا أن نكتشفها، نتدبرها، ونطبقها في حياتنا. تلك الرسالة التي تبني الانسان نفسيا وسلوكيا وعقائديا بشكل متكامل، ناهيك عن رسالة الحقوق فلكل شيء حقٌ علينا من أعضاء الجسد كاليد والعين واللسان إلى الجار والزوج والإبن والوالدين. 

وما سيرة الامام زين العابدين (عليه السلام) هو شموليتهُ وتناولهُ لكل تفاصيل الحياة الإنسانية في الصحيفة الكاملة ورسالة الحقوق التي تُغني الفرد بشكل تام.

الامام السجاد
الدعاء
التربية
الايمان
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    لماذا يجب أن نحمي آباءنا من مواقع التواصل الاجتماعي؟

    حقوق مضاعة في التربية مفاتيحها موجودة في رسالة

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    كل محاولاتك إيجابية

    متلازمة التريند.. الشعب العراقي في خطر

    أعظم معارك التاريخ

    آخر القراءات

    كاظم الغيظ ينتصر على سيوفهم

    النشر : الأحد 27 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    حوزة كربلاء المقدسة.. احياء القلوب في مجالس عاشوراء

    النشر : السبت 20 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    هل تشبهتِ بإمامك ذو البر والتقوى؟

    النشر : الثلاثاء 14 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    شيخ الخطاطين: يوسف ذنون

    النشر : الثلاثاء 07 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    كيف يُذبح الدين على منحر العلم؟

    النشر : الخميس 03 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    عندما توقف مارك عن رسم القلوب

    النشر : الثلاثاء 27 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1002 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 831 مشاهدات

    اليوم العالمي للصفح: رحلة نحو السلام الداخلي والمجتمعي

    • 615 مشاهدات

    جوهر الأفعال.. بين رضا الإمام وغفلة الناس

    • 509 مشاهدات

    الامام السجاد: حين يصبح الدعاء ثورة

    • 491 مشاهدات

    الوضع السياسي والاجتماعي للأمة في عصر الامام زين العابدين

    • 447 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1320 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1002 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 939 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 831 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 804 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 682 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    لماذا يجب أن نحمي آباءنا من مواقع التواصل الاجتماعي؟
    • منذ 11 ساعة
    ‏كنز المعارف
    • منذ 11 ساعة
    حقوق مضاعة في التربية مفاتيحها موجودة في رسالة
    • منذ 11 ساعة
    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة
    • منذ 11 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة