انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة ادعاء ممارسة العلاج الطبيعي من قبل غير المختصين بالمجال العلمي، وبشكل عشوائي يفتقر إلى الأسس العلمية والأكاديمية، وهو خارج عن معايير السلامة والأمان، وغير خاضع للرقابة الصحية. يتم ذلك باستخدام أدوات خاطئة، وحركات عشوائية ومفاجئة للمفاصل والفقرات (طقطقة)، ومساج عنيف أو غير ملائم للحالة المرضية، وطرق تقليدية بأدوات مؤذية، وحركات خطيرة، ومعتقدات علاجية شعبية خاطئة توارثوها من الآباء والأجداد كأنها حِرفة أو صنعة يمارسونها بطريقة موحدة على كل مسكين قد يجرّب علاجهم الفاشل، وبأسلوب تسويقي منخفض السعر وسريع الشفاء!
ولكن، لمن لا يعلم، فهي كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قد تؤدي إلى موت لحظي، أو ربما إلى شلل تام بأهون سبب...! كما قد تسبب إصابات خطيرة ومضاعفة تنهي حياة الإنسان...! أو، في أضعف الأحوال، قد تزيد الأمر سوءًا؛ فبدلاً من أن تُشفي، تُصيب! وقد تحرض إصابةً أخرى على النشوء.
ولو أنها ظاهريًا قد تبدو مفيدة في ذات اللحظة، إلا أنها ليست كما يُسوّق لها في المقاطع المصورة التي تحتوي على أصوات المرضى. إنها، في كل الأحوال، خطيرة جدًا على المدى البعيد، وقد تؤدي إلى أمراض مزمنة بشكل صامت وغير ظاهر آنيًا.
فهي، وبأبسط وصف، غير خاضعة لأي معايير علمية أو تشخيصية للحالة المرضية، ولا تأخذ بعين الاعتبار الاحتياج العلاجي لكل مريض، بل تُستخدم بطريقة مستنسخة لكل الحالات، وتفتقر إلى الخطة العلاجية التي تعتمد على حالة المريض، وعمره، وسبب الإصابة، ونوعها.
بالإضافة إلى الألم الذي تسببه هذه الممارسات، فإنها تفتقر إلى عامل الاستجابة التدريجية من جسم الإنسان في الخضوع للعلاج، وبالتالي عدم القدرة على إظهار النتائج المرجوة.
فهي بذلك تكون مفاجئة للجسم والأنسجة جميعًا، والأصعب من ذلك أنها تتم بدون معرفة علمية بتشريح جسم الإنسان الدقيق، أو بقوانين علم الحركة والميكانيكا الحركية، أو بالمبادئ الأساسية التي يعتمد عليها الأخصائي بعد دراسة معمقة ودقيقة لسنوات، ليبدأ باستخدامها بطريقة صحيحة وآمنة خلال ممارسة العلاج الطبيعي كطريقة علاجية صحية تعتمد على العلمية لمعالجة المرضى، كلٌّ حسب حالته واحتياجه.
فالعلاج الطبيعي له أبعاد علاجية علمية ومهنية كثيرة ودقيقة جدًا، وهو يتطلب تعاملاً حساسًا وتركيزًا عاليًا للقيام به كعلاج آمن وسليم وضمن معايير الصحة العامة.
لذا، لابد من كبح انتشار هذه الظاهرة وعدم دعمها، لأنها تُعد مؤشرًا لكارثة صحية تهدد صحة وسلامة الأشخاص، وقد تؤدي إلى الموت المفاجئ.
اضافةتعليق
التعليقات