نوتات نعزفُ عليها لحنَ الشعورِ المتفاوت، مرةً نعزفها حبا، وأخرى فراقا، وقد نعزف عليها بعبثية لتخرج لنا لحنا يمثل ذلك الجزء العميق فينا.
هي رفيق صامت تتعاون حروفها لتُخرج صوتا من صداه نحدد ذبذبة ارواحنا، ما زلتُ كلما رافقني شعور جديد أهديه بعضا منها حتى وإن لم يكن لي!
في صباح كل يوم يتعاونُ ذلك الجهاز المعني بالنطق ليكوّن مجموعة من الحروف التواصلية، ليبث لهذا العالم رسائل تعبر عن وجوده..
منهم من يتعامل معها على قدر جهازه النطقي، فتخرج شعواء من غير هدي تجرح أحدهم وتطيب خاطر آخر من غير استحقاق فتبقى تلطم حروفها أساً على ضياعها، ومنهم من يدخل معها إلى عمق نبضه فتنساق إليه بما يلائم سطوة الحب، وآخر يزجرُها عقله فتكون رمادية خالية من الألوان.
أما لذلك الكاتب فهي لعبته المتبادلة التي لا يستغني عنها ولا تستغني عن اللعب بحروفه، فتارة يكتبها هو، وأخرى تكون لها المهمة، تلك المزاوجة بينهما هبة الأقدار له، ليتسلح بها عشقا وتزاوله رسالة يبعثها عبر رهطا أو يزيد.
حتى رسائل الله هي كلمات تلامس أحداق الروح وتحاكيها _تبعا لنقائها_ فتستلم منها ضوء ينير عتمة الأرواح ويرشدها إلى حرية النور.
فالكلمات رهن نقاء الأرواح كلما استطعت أن تزيد من نقائك تُخرج شهدها وتتناول رحيقها.
اضافةتعليق
التعليقات