لو كان لدي وقت اكثر، لو كنت أذكى، لو كنت ثري، لو كنت في عائلة ارقى، لو كانت الحكومة تعمل بشكل أفضل، لو كان ابي اقل عصبية، لو كانت والدتي تفهمني، لو كان مديري مُحفز، لو كان مجتمعي مُطور، لو ولو...
حتى متى وانت تلعب دور الضحية؟
ضحية فشلك في إيجاد خطط للنجاح، ضحية للمجتمع؟
ماذا بعد كل هذا اللوم للآخرين؟
لا شيء سوى اقناع النفس ان المشكلة التي تعاني منها الآن لست أنت مفتعلها، حُلت، لا بالتأكيد.
لأن حرف اللام يمسك بك لتلتف الواو وتقيدك بالمشكلة.
لوم الناس والظروف: هو اسهل طريق يسلكه الانسان للدفاع عن نفسه عندما يخطأ في الوصول الى مُبتغاه.
كان الكيميائي الأميركي جورج واشنطن كارفر، يقول: (تسعة وتسعون بالمائة من مجموع الاخفاقات تأتي من أناس لديهم عادة تقديم الأعذار والمبررات).
ومما لاشك فيه أن ابناء اللوم هم أُناس متشائمين الى حد كبير، وإلا فإن الانسان المتفائل الواثق بربه وقدراته التي اوجدها الله داخله، قادر على اعادة برمجة حياته وتحسين خططه بلوم نفسه بدلاً من لوم الاخرين إمتثالاً لقول الله تعالى: (وَلَا أُقسِمُ بِالنَّفسِ اللَّوَّامَةِ).
وقد تحدث خبراء التنمية البشرية عن اللوم بصفته عادة تتولد في شخصية من يكررها حتى يدمنها، فيبدأ يلقي اللوم على أي شخص او ظرف عدا نفسه، وقد لا يجد من يوجه لومه له فيلوم حظه!.
لذلك كن على حذر: فبدلاً من اتخاذ منهج لوم الآخرين فلنجد الحلول الواقعية للتغلب على الفشل وتحسين الأداء، لحل المشاكل التي تواجهك:
1. ارجع الله تعالى، تقرب منه: فخالقك هو وحده من يستطيع مساعدتك لفهم ذاتك وحل مشاكلك.
2. حدد المشكلة: تحديد المشكلة ومعرفتها خطوة اساسية للتعرف على اسبابها وبالتالي يسهل حلها.
3. التفكير في حلها: التفكير في كيفية حل المشكلة يولد في داخلك رغبة في حلها فتنتج لك طرق جديدة مختلفة عن ما أدى الى حدوث تلك المشكلة.
4. المبادرة: هنا يبدأ دور العمل، بادر في الحل والسير في الطرق الجديدة التي تولدت داخلك، توكل على الله وثق بنفسك.
5. اخيراً: انسى المشكلة، بعد ان فكرت في الحل وبدأت العمل، حاول نسيان ماحدث لك من مشاكل لتنجح في تخطي الفشل.
من الآن عاهد نفسك ان تكون صادقاً معها في حل مشاكلك والابتعاد عن كلمة (لو)، وتمتع بحياة هادئة واقعية قد تحتوي على مشاكل لكنك قادر على حلها.
اضافةتعليق
التعليقات