• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

اسراء حسين / منذ 5 ساعة / حقوق / 232
شارك الموضوع :

وربما استنكر الإمام الصادق له إضافة علم الغيب ذاتياً إلى الأئمة الله، حتى لا يكون هناك غلو أو إفراط في التقدير

يبدو أن علم الإمام الصادق (عليه السلام) ذو شقين أساسيين: علم كسبي توارثه من مصادر آبائه لها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعلم لدنيّ، هبة من الله تعالى منح به هو والأئمة الطاهرون تبعاً لإكمال متطلبات رسالة السماء، باعتبار الإمامة امتداداً للنبوة.

والعلم الوراثي الكسبي تصرح به الروايات المعتبرة عن الأئمة (عليهم السلام) وقد يكون هذا العلم مخزوناً، يصل إلى الإمام لدى قيادته للأمة؛ أي عندما ينص عليه بالإمامة، فيتعين إماماً للناس.

فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن عندنا ما لا نحتاج معه إلى الناس، وإن الناس ليحتاجون إلينا، وإن عندنا كتاباً إملاء رسول الله (صلى الله عليه السلام) وخط علي (عليه السلام)، صحيفة فيها كل حلال وحرام، وأنكم لتأتون بالأمر، فنعرف إذا أخذتم بهن ونعرف إذا تركتموه) (1).

وهذه حقيقة يؤكدها الإمام الصادق منذ عهد أمير المؤمنين (عليهما السلام) حتى نهاية عصر الأئمة المعصومين، يقول الإمام:

(١) الكليني : الكافي ١/ ٢٤٢ .

(إن علياً كان عالماً، والعلم يتوارث، ولن يهلك عالم إلا بقى من بعده من يعلم علمه، أو ما شاء الله) (٢).

وأما ما ذهب إليه الأستاذ محمد جواد فضل بأنه قد لا يتجاوز المعقول بالقول بأن الإلهام والكشف أحد مصادر علم الإمام التي يستمد منها، بعناية من الله ولطف» (۳).

فقد لا ينطبق على الأئمة ،وحدهم، وإنما هو عام في رحاب الفلاسفة والنوابغ وذوي الأشراف في النفس والروح، وقد يتواجد عند العرفانيين في الأحساس والإدراك، وهذا وحده لا ينبغي أن ينضم إلى موارد علم الإمام (عليه السلام)، لأنه ينبع من مصادر قد تخطئ وقد تصيب، فهي من المتحوّل الذي ليس له قاعدة وعلم الإمام من الثابت الذي لا يتحوّل، ومن النوع الذي يتسم بالشفافية الصادقة التي لا تتكدر، وما سوى هذا فهو تابع للحالات المتقلبة في ذاتية الإنسان.

وأما العلم اللدني، وهو علم الموهبة، فهو لطف إلهي بعيد عن تلك الملاحظ الأولية في التكسب والتعليم والمباحثة والمدراسة، وهي خصوصية يهبها الله لمن شاء من عباده الصديقين، وكان الأئمة اله أولهم.

وليس ما نقوله من الغلو والمبالغة في شيء، فليس هذا منهجنا على الإطلاق، وإنما هو الواقع المشاهد دون القول الجزاف.

وليس هو من علم الغيب اختصاصاً، ولكنه من علم الغيب إفاضة، وشتان بين الاختصاص والإفاضة، فعلم الغيب بحد ذاته، مما يختص به الله وحده، فهو كصفة ذاتية الله عز وجل، وغيره كحالة ممكنه يخص بها الله من يشاء من رسله وأصفيائه.

وعلم الغيب بالملحظ الأول عبارة عن رصد حقائق الأشياء تلقائياً، والحديث عن الأحداث بلغة قاطعة فوق المنظور الاعتيادي للأمور، باعتبارها واقعة حقيقة دون شك، وهذا ما يختص به الله سبحانه وحده.

ولكن الله عز وجل قد أخبر نبيه بجزء من علم الغيب فيما مضى ومستقبلياً، كما ورد ذلك في القرآن العظيم، كالحديث عن خلق آدم، وقتل قابيل هابيل وقصة نوح والطوفان، وحديث إبراهيم وقومه والأصنام والكواكب والهجرة وبناء البيت، وضيف إبراهيم المكرمين، ونبأ عاد وثمود، وقصص موسى وفرعون، وحياة عيسى ويحيى والأنبياء الآخرين ممن سلفوا.

وتحدث القرآن غيبياً عن غلبة الروم وغلبها، وعن فتح مكة، وعن انهزام الجمع، وعن انتصار المسلمين في زمن مستقبلي.

وكما كان هذا أمراً واقعاً كان غيره ممكناً أيضاً، فالله تعالى قد اختص الأنبياء والنبي محمداً بالذات بإيحاء كثير من علم الغيب، ولا قد أفاض بذلك على أمير استحالة عقلية من أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله) المؤمنين علي (عليه السلام)، والإمام علي أفاضها على المعصوم من ولده، وإذا أمكن هذا عقلاً، فلا مانع من تحققه استقراء.

وكان الإمام علي أمير المؤمنين دقيقاً في الرد على من نسب له علم الغيب، فقال: «ليس هو بعلم غيب، وإنما هو تعلم من ذي علم.. وإنما علم الغيب علم الساعة، وما عدّده الله بقوله: (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)

وما سوى ذلك، فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ودعا لى بان يعيه صدري، وتضطم عليه جوانحي)(٤).

وقد سئل الأئمة عن هذه الظاهرة لديهم، فكانت الإجابات متقاربة، يتمم بعضها بعضاً، فعن عمار الساباطي، قال: سألت أبا عبد الله عن الإمام يعلم الغيب؟ قال: لا، لكن إذا أراد أن يعلم الشيء، الله ذلك) (٥)

وهنا نكتة دقيقة، أن الإمام نفى عنهم علم الغيب ذاتياً، ولم ينفه عنهم عرضياً، وأثبته للإمام إذا اقتضت الضرورة الدينية ذلك.

وعن معمر بن خلاد، قال: سأل أبا الحسن، رجل من أهل ،فارس، فقال له: أتعلمون الغيب؟ فقال: قال: أبو جعفر (عليه السلام): يبسط لنا العلم فنعلم، ويقبض عنا فلا نعلم». وقال: سر الله ، أسره إلى جبرئيل، وأسره جبرئيل إلى محمد الله وأسره ه محمد إلى من شاء» (٦).

وربما استنكر الإمام الصادق له إضافة علم الغيب ذاتياً إلى الأئمة الله، حتى لا يكون هناك غلو أو إفراط في التقدير.

فعن الإمام الصادق: أنه خرج إلى مجلسه يوماً وهو مغضب، فلما أخذ مجلسه قال: «يا عجباً لأقوام يزعمون إنا نعلم الغيب، ما يعلم الغيب إلا الله ، لقد هممت أن أضرب جاريتي فلانة، فهربت مني، فما علمت في أي بيوت الدار هي)(٧).

هذا الطرح من الأئمة يوحي صراحة أن علم الغيب خاصة الهية، ولكن الله قد يفيض من هذا الرافد على رسوله، ورسوله يفيضه على أهل بيته، وأهل بيته قد يتحدثون بجزء منه بضرس قاطع، فينبئون عن الأحداث المستقبلية بلغة الحتم، لأنهم استمدوا ذلك من النبي (صلى الله عليه وآله) عن جد، وقد تقتضي المصلحة نشره، وعدم التكتم عليه، وذلك لإظهار الحق، أو صد الباطل، أو التحذير من الفتنة، أو حقن الدماء.

وقد يقتضي مقام الإمامة فرض ذلك لكشف الشبه، ودفع الظنون، ودرء الإشكاليات، وقد يكون لتطمين اتباع أهل البيت، وسلامتهم من الضلال والانحراف، والحرص عليهم من الجري وراء المظاهر الخادعة، والإبقاء عليهم من التداعي والاستجابة للحركات الدامية.

لقد سئل الإمام عن محمد ذي النفس الزكية، فقال: (إن عندي لكتابين فيهما اسم كل نبي وكل ملك يملك لا والله، ما محمد بن عبد الله في أحدهما)(٨).

وهنا ينسب الإمام إخباره بهذا الشأن إلى كتاب فيه أسماء الأنبياء والحاكمين، بل إلى كتابين ليس في أحدهما اسم محمد النفس الزكية ولا مانع من هذا شرعاً وعرفاً وعقلاً، فهو يزن بهذا الميراث ملامح وأسماء القوى الفاعلة في عصره وسواه، لانتقاء السلوك الأمثل على بصيرة من الأمر.

١ الكليني، الكافي ٢٤٢/١.

٢ المصدر نفسه، ٢٢١/١.

٣ محمد جواء فضل الله، الإمام الصادق ٩٣.

٤ محمد عبده، شرح نهج البلاغة ٢٣٩، طبقة دار الاندلس.

٥ الكليني، الكافي ٢٥٣/١.

٦ المصدر نفسه، ٢٥٦.

٧ المصدر نفسه والصفحة.

٨ محمد بن الحسن الصفار: بصائر الدرجات ٤٥/٤.

الامام الصادق
العلم
التاريخ
الدين
الشيعة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    لماذا تعيش النساء أطول من الرجال؟ طبيبة تكشف سر بنات حواء!

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    الإمام الصادق: النبراس الذي أنار دروب العلم والإنسانية

    آخر القراءات

    كيف تحول أعمالك اليومية إلى عبادة؟

    النشر : الخميس 27 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    علم الطاقة الكونية: حقيقة أم دجل؟

    النشر : السبت 18 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    بعض من ثمار ثورة تشرين المجيدة

    النشر : الثلاثاء 31 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    أوفيت يا صاحب الزمان (أرواحنا لك الفداء) ؟

    النشر : الخميس 31 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    اصدار جديد عن السيدة الزهراء في رؤية معاصرة جديدة

    النشر : الأحد 31 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    القيادة وتأثيرها في فكر الامام الجواد

    النشر : السبت 12 شباط 2022
    اخر قراءة : منذ 16 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 524 مشاهدات

    الحقيقة المطلقة

    • 401 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 376 مشاهدات

    هل ينتهي حزن الثقلين؟

    • 375 مشاهدات

    الحزن أم الاكتئاب؟ كيف نميّز بينهما ولماذا هذا التمييز مهمّ

    • 370 مشاهدات

    الثقة.. بين ضرورات العيش وجحيم الخذلان

    • 337 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1553 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1482 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1161 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1116 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1112 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1044 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية
    • منذ 5 ساعة
    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف
    • منذ 5 ساعة
    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد
    • منذ 5 ساعة
    لماذا تعيش النساء أطول من الرجال؟ طبيبة تكشف سر بنات حواء!
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة