دفعنا ضريبة كبيرة لعدم توحدنا وسكوتنا وتهاوننا على فساد الحكومة من عمرنا وحياتنا ومستقبل البلاد، ووقعنا في دوامة الانكسارات والتأنيب والأمنيات الضالة، ولتعويض خيبة أملنا بإعادة أمجاد هذا البلد ولكي نداوي جراحنا تغنينا بالماضي العتيد لإنجازات بلاد النهرين وما قدمه العلماء والمفكرين والشجعان ونحن نعلم علم اليقين أن الماضي والتراث الزاخر لا يصنع مستقبلا إلا اذا استوحينا واستلهمنا منه لنصنع حاضر يبنى بأيدينا.
ويحيطنا التأنيب والأمنية في آن ونحن نردد قوله تبارك وتعالى (إِن الله لا يغَيّر ما بقومٍ حَتَّى يغيرُوا مَا بِأَنفسهِم) ونتمنى إن تتحقق فينا. ثم تغير الحال وجسدت لنا هذه الأيام ومنذ انطلاق ثورة تشرين الشبابية المجيدة، وتلاحمهم وتكاتفهم، قوله تعالى (إِن الله لا يغَيّر ما بقومٍ حَتَّى يغيرُوا مَا بِأَنفسهِم) وشع نور التغيير والاصلاح بأهداف واصرار الشباب الثائر، وجرى في اوردة المواطن التفاؤل وتفتحت كالورود الذابلة من جديد بعد ان احتلها ودمرها التخاذل وانتشار فايروس ضعف الارادة والعجز واليأس.
ولعلنا لسنا الوحيدين الذين أحسسنا بتدفق الثقة والهدف الواحد لإنقاذ البلد، والإعلام العالمي أيضا نقل هذه الصورة الحسنة، منها صحيفة واشنطن بوست جاءت بوصف جميل قالت فيه: (المتظاهرون العراقيون لم يغيروا نظام الحكم بعد، لكنهم غيروا الانسان العراقي وزرعوا الثقة بنفسه وجعلوه مؤمنا بقدراته).
انتصر المتظاهرون بتوحيد كلمتهم وأجبروا المتشبثين على كرسي الحكم لتحقيق مطالبهم، وإن كان الطريق أمامهم طويل والمطالب كثيرة، والطرق الشيطانية التي لا تخطر على بال الانسان السوي تبعها المخربون من قتل واغتيالات وأساليب بغيضة هدفها تشتيت أفكار المتظاهرين وتفريق شملهم وتشويه صورتهم أمام العراقيين والعالم، ونود أن نستعرض أهم ثمار الثورة:
1- اتحاد الكلمة وأصبح لهم رأي وتحولوا إلى قوة كبيرة، يهابها الكبير قبل الصغير.
2- دعم للمنتج الوطني والذي أسهم بوقت قياسي برفع المنتج المحلي في (المصانع، المعامل، المنتجات الزراعية ...الخ) من خلال إقبال المواطنين على شراء المنتوج المحلي وضعف الإقبال على المنتج المستورد.
3- الوعي في تغيير الأحداث وتحركات الأحزاب من تصريحات وبيانات أو أفعال غرضها تفكيك وحدتهم وأهدافهم، وتحليلها وكشفها على وسائل التواصل الاجتماعي وهو ضغط جديد على الفاسدين.
4- نبذ الطائفية واجتمع في الخيمة الواحد الشيعي والمسيحي والصابئي والسني وغيرهم وكانت حواراتهم ثقافية، سياسية، اجتماعية... الخ.
5- أضاقوا الخناق وأفشلوا مخططات أصحاب النفوس الضعيفة الذين أرادوا استمالتهم للدخول بنفق الكره والبغض على القوات الأمنية والشرطة والجيش والحشد الشعبي لغرض اضعاف المظاهرات والمتظاهرين.
6- استقالة رئيس الوزراء.
7- تعديل قانون الانتخابات وهناك مطالب بتعديلات أخرى.
ونحن بانتظار المزيد ليحيا المواطن ويحيا الوطن.
اضافةتعليق
التعليقات