ورد في زيارة عاشوراء العبارة التالية: (اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد، ومماتي ممات محمد وآل محمد).
لماذا ندعو بأن تكون حياتنا حياة محمد وآل محمد؟.. وما هي حياتهم (عليهم أفضل الصلاة السلام)؟..
لعل البعض يقرأ هذه العبارة ويمر عليها مرور الكرام فحياة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) كانت مأساة إنسانية من التعذيب والتهجير والسجون ونهاية السم أو القتل فكيف يتمنى الإنسان أن تكون هكذا حياته بينما البعض يطلب ويكثر في الدعاء أن يكون سعيداً صاحب جاه ومال، بينما يطلب بزيارة ومقطع مروري عن إمام معصوم (عليه السلام) فكيف يحيى الإنسان حياة محمد وآل محمد.
نجيب على ذلك من خلال ما جاء في الزيارة الجامعة : (اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار، لجعلتهم شفعائي إليك) إذن، فمحمد وآل محمد هم الأقرب إلى الله عز وجل، لذلك نحن نرجو من الله العلي القدير أن تكون حياتنا حياتهم، ومماتنا مماتهم.
من خلال سيرتهم وحياتهم (عليهم السلام) التي وصلتنا عبر التاريخ والرواة. وهي قطعاً نفس القرآن الكريم كما ورد في كتاب الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٥٤٤(باب) (الدعاء قبل الصلاة) 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: من قال هذا القول كان مع محمد وآل محمد إذا قام قبل أن يستفتح الصلاة: "اللهم إني أتوجه إليك بمحمد وآل محمد وأقدمهم بين يدي صلاتي وأتقرب بهم إليك فاجعلني بهم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، منن علي بمعرفتهم فاختم لي بطاعتهم ومعرفتهم وولايتهم، فإنها السعادة واختم لي بها، فإنك على كل شئ قدير" ثم تصلي فإذا انصرفت قلت:
"اللهم اجعلني مع محمد وآل محمد في كل عافية وبلاء واجعلني مع محمد وآل محمد في كل مثوى ومنقلب، اللهم اجعل محياي محياهم ومماتي مماتهم واجعلني معهم في المواطن كلها ولا تفرق بيني وبينهم، إنك على كل شئ قدير ".
فهناك من يكون مصداق لهذه العبارة كما هي الآن الأوضاع الأمنية وملاحقة الشيعة في دول العالم ومنع أحياء الشعائر الحسينية المقدسة وقتل وذبح حتى آخر ما جرى من مجزرة في باكستان ، مع كل تفجير إرهابي وهابي للمساجد والحسينيات والتجمعات الدينية الشيعية في باكستان، والذي عادة ما يذهب ضحيته اعداد كبيرة من الشهداء ، تصدر بيانات ادانة من مختلف المرجعيات الدينية وصفحات التواصل الاجتماعي ، والقاسم المشترك في كل تلك الادانات هو "الاعراب عن الأسف" وكأنها خطأ مطبعي أو خطأ لغوي .
ليست أرواح تحصد وأحلام تذبح وطفولة تحترق .
بينما من ديانة أخرى أو مذهب آخر يعيش الرفاهية والراحة ويمارس طقوسه على العلن من دون اخفاء أو اخفات وبقية مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) تلاحق اتباعهم ومحبيهم إلى يومنا هذا.
وطالب البعض في أن تتخذ الحكومة الباكستانية والمسؤولين الأمنيين التدابير اللازمة والإجراءات الحازمة لمنع أنشطة الإرهابيين الإجرامية، وتجفيف منابع الارهاب، وحظر الجماعات الارهابية وملاحقتهم بينما اخر حصيلة كانت بارتفاع ضحايا المعارك القبلية التي اندلعت الأسبوع الماضي شمال غرب البلاد إلى 225 قتيلا وجريحا.
وأفاد مسؤول آخر بأن عدداً من النساء من ضمن الجرحى، إلا أن عملية التعرف على القتلى لا تزال مستمرة.
وقد دفن عدد من الأشخاص تحت الركام، وذكرت التقارير أن سكان المنطقة هرعوا لمكان الانفجار وبدؤوا عمليات الإنقاذ والمساعدة ونقل الجرحى. فهذه هي القرابين الصادقة التي تحشر مع محمد وآل محمد كما يذكر: بَرِئْتُ إِلى الله وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَأَتَقَرَّبُ إِلى الله ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ وَالبَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالنَّاصِبِينَ لَكُمْ الحَرْبَ وَبِالبَرائةِ مِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ، كما جاء في الحديث الشريف فعن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "ألا ومن أحبّ عليّاً، فقد أحبّني. ومن أحبّني فقد رضي الله عنه. ومن رضي الله عنه كافاه الجنّة. ألا ومن أحبّ عليّاً لا يخرج من الدنيا حتّى يشرب من الكوثر، ويأكل من طوبى، ويرى مكانه في الجنّة. ألا ومن أحبّ عليّاً فُتِحت له أبواب الجنّة الثمانية، يدخلها من أيّ بابٍ شاء بغير حساب. ألا ومن أحبّ عليّاً أعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حساب الأنبياء. ألا ومن أحبّ عليّاً هوّن الله عليه سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنّة. ألا ومن أحبّ عليّاً أعطاه الله بكلّ عِرقٍ في بدنه حوراء، وشُفّع في ثمانين من أهله. ألا ومن مات على حبّ آل محمّدٍ فأنا كفيله بالجنّة مع الأنبياء. ألا ومن مات على بغض آل محمدٍ لم يشمّ رائحة الجنّة.
اضافةتعليق
التعليقات