لو نبحث عن معنى الجمال ستكون هناك مئات الأجوبة عن معنى الجمال سيتكلم كل شخص حسب قناعاته حيث يختلف معنى الجمال من شخص إلى آخر لذلك من الصعب أن ندرك معنى مارأيت إلا جميلا!.
كيف لأجساد عاريات و الرؤوس المفرقة عن الأبدان أن تكون جميلا؟
و في مكان آخر من الواقعة نجد رائحة الدخان و النار الملتهبة وصراخ الأطفال و نساء لا يعرفن أين المفر و أطفال تُسحق تحت أرجل الخيول أي عقل يقبل بأن يقول هذه المآسي جميلة؟
أي شخص يرى عباءة محروقة و الجلد و ضرب السياط جميلة؟
و هناك آلاف الأحداث التي تطحن العظام و تحرق القلب و تخنق الروح.
بالتأكيد هذه الكلمات بعد هذه المشاهد المؤلمة تحاكي عن سر عظيم و موقف يُذهل العقول
كيف يمكن أن أعظم المصائب في التاريخ أن تكون جميلاً في عين أم المصائب تلك التي جرعت الصبر و ذُبحت مع من ذُبحوا و ضُربت مع من ضربوا و سُحقت وأسرت؟!
تلك المصائب التي أثّرت في قلب مولانا زين العابدين
الشريف تلك التي يذكرها لأبي حمزة الثماليّ حيث دخل عليه يوماً فرآه حزيناً كئيباً على عادة الإمام فقال له: سيّدي، ما هذا البكاء؟ أما آن لحزنك أن ينقضي، إنّ القتل لكم عادة وكرامتكم من الله الشهادة، فقال له الإمام عليه السلام: شكر الله سعيك يا أبا حمزة، كما ذكرت، إنّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، ولكن يا أبا حمزة هل سمعت أذناك أو رأت عيناك أنّ امرأة منّا أسرت أو هتكت قبل يوم عاشوراء؟! والله يا أبا حمزة ما نظرت إلى عمّاتي وأخواتي إلّا وذكرت فرارهنّ في البيداء من خيمة إلى خيمة ومن خباء إلى
خباء، والمنادي ينادي أحرقوا خيام الظالمين..
عندما يكون العمل خالصا لوجه الله سيكون رحمانيا من صبغة الله
سيصبح خالداً مخلداً .
لذلك تعلمنا أم المصائب كل شيء سيهون إن كان لإمام زمانك.
في واقعة الطف كل ناصر كان يُستشهد كان يقول لسيد الشهداء أوفيت يابن رسول الله؟
خنقتني العبرة…
يا ترى هل سألنا أنفسنا يوما أوفيت يا صاحب الزمان؟
كم من أعمالنا هي خالصة مخلصة تُقدم في طبق الصدق الى مولانا الحجة (عجل الله فرجه الشريف)؟
كم صبرنا و حاولنا و قدمنا ؟
أين نحن من نداء مسلم بن عوسجة في حق امام زمانه : أما والله لو إني أقتل ثم أحرق ثم أنشر في الهواء ثم أحيا ثم أقاتل ثم أقتل ثم أحرق ثم أنشر في الهواء يفعل بي ألف مرة ما تركتك يا حسين.
كيف وصلت تلك النفوس الى هذه الدرجة العالية من المعرفة والتفاني؟
كيف استطاعت أن تترك كل تلك المغريات و تنجو بنفسها؟
كيف ارتقت ؟
فقد قال زهير بن القين : قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين لآثرنا النهوض معك على الإقامة. المعرفة والايمان بالمبدأ و العقيدة هي أهم عامل لترفيع المعنويات والتمسك بثبات فمن يعرف ماذا يريد لايمكن هزمه ولا يتراجع أبدا.
وكذلك نجد في امتحان النيات كلام آخر يحاكي عن أهمية الإخلاص و صدق النية و التسليم التام للامام (عليه السلام) عن هلال بن نافع البجلي :
والله ما كرهنا لقاء ربنا وإنا على نياتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك
ونجد التفاني لأجل المعصوم و الايمان بالمعاد في أعلى المستويات كما قال: برير بن خضير : الله يا ابن رسول الله لقد من الله بك علينا أن نقاتل بين يديك وتقطع فيك أعضائنا ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة.
الطريق واضح كوضوح الشمس والخريطة مرسومة أمام كل باحث عن الحق و الحقيقة ولكن امرهم صعب مستصعب يحتاج الى قلب قوي و عزم راسخ و نية صادقة و البصيرة بالمبدأ!
لذلك نحتاج أن ننظر من منظار أولئك الشجعان إلى الواقعة لنرى الجمال !
و نعرض أعمالنا في كل وقت وحين إلى ولي أمرنا صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) و نقول:
أوفيت يا صاحب الزمان أرواحنا لك الفداء؟
اضافةتعليق
التعليقات