لقد كانت امرأة ثرية لها إماء وعبيد يخدمونها ويسهرون على راحتها، تسكن قصر من تحب ويسكن هو قلبها ولكن بين ليلة وضحاها اصبحت جارية تستخدم وتضرب وتشتم..
وذلك بعد ان شنت احدى القبائل غارة على قصرها ونهبت اموالها وقتلوا زوجها واستعبدوا ابنائها دون حق، فهذا قانون الغابة البشرية التي يسكنوها آن ذاك..
كانت تطوف حول الكعبة تدعو الالهة فقد احست ان هذه الليلة تخفي امرا عظيم لعله ينقذها مما هي فيه من ظلم.. حتى بدأ يخفت صوتها..
فاستغاثت اخرى: ارجوك... ساعدني... هكذا كانت تدعو صنم من الحجارة ان يساعدها ان تلد مولودا ذكر هذه المرة،
او ان يلين قلب زوجها المتعصب و لا يدس جسد صغيرتها في التراب..
نساء يطفن حول الكعبة يتوسلن ليس بأله الكعبة انما بألهة من الحجارة الصماء ان تستنقذهن من حياة البؤس والشقاء،
التي يعشنها في عصر يأكل فيه القوي الضعيف، هكذا كانت تعيش المرأة في مجتمع يكثر فيه الظلم والفساد، والعنف ضدها،
فأن رق عليها قلب والدها ولم يحكم عليها بالقتل، فأن المجتمع سيحكم عليها انها سلعة تباع وتشترى، وتورث من الاباء الى الابناء، وتضرب وتنتهك حرمتها ويعتدى عليها، وتحرم من ابنائها..
السماء لا تبدو طبيعية هذه الليلة!
يراقب القسيسين والرهبان من على سطح الدير، أهذه الليلة المذكورة في الكتب المقدسة؟
هكذا كان يسأل احد الرهبان من القسيس..
يجيب عند الفجر سنتأكد من ذلك..
يسأل الراهب: هل ترى الشهب والنجوم كيف تسير في السماء؟
القسيس: نعم وان صدق ظني فأن اليوم عند الفجر ستحجب السماء عن الشياطين وسترجم .
لقد كان الكثير في تلك الليلة يشعرون بأن امر ما سيحدث، يراقبون السماء بين فزع وبين متأمل للعلامات لعلها ترشدهم الى امر عظيم حتى ان البعض كان يظن ان الساعة قامت.
بدأت علامات الفجر تقترب وتنزع السماء عنها حلتها السوداء وكأنها تزف بشرى مع خيوط الفجر، حتى ظهر نور اضاء السماء ونور الارض توقفت الوحوش البشرية عن الغناء والعزف، انتفضوا من الكلل تاركين كؤوس الخمرة والجواري والحلل، متخذين لهم ركنا يعصمهم من ذلك النور..
وكأنه كان يخبرهم انه سوف ينتقم للمظلوم وانه ولد رحمة للعالمين ورفقا بالمستضعفين وعونا للمظلومين، ولد ليكون المنقذ للعالم من الظلم والجهل والأستعباد، وضعت امنة (سلام الله عليها) خير خلق الله محمد (صلى الله عليه واله) الذي به سيغير الله موازين الكون....
اضافةتعليق
التعليقات