نقف امام المرآة ونرى أناقة ثيابنا وتناسق الالوان وهل تناسب بشرتنا؟ وهل قياسها مناسب؟ ام تحتاج الى تغيير او تبديل ام انها غير مناسبة لنا بسب القصر أو الطول.. لا أحد منا لا يفعل ذلك كل يوم عند خروجه الى العمل او الزيارة، فالأناقة دليل على شخصية الانسان، هل فكرنا يوما بتغيير عقولنا؟؟ لا تنصدموا، نعم لعل عقلنا لا يناسب عمرنا، افكاره، معتقداته ليست انيقة؟ لنقف امام مرآة الحقيقة وليظهر العقل أمام المرآة، هل هو أنيق؟ جميل؟ ناجح؟ صحيح المسار؟ يناسب عمر الانسان وثقافته؟.
ان كان عقلك يحمل هذه الاوصاف فأنت إنسان، فَتَّان، مَلِيح، حَسَن، وان كان لا، عليك الان بتغيير افكارك وسلوكك ليناسب عقلك وجسمك، أكمل رحلتك معنا لعلك تجد ما يناسب عقلك لتبهر به المجتمع. كثيرا ما يحصل لدى الانسان بعض الافكار الخاطئة، سواء كان مصدرها البيئة أو المجتمع، فانه اذا انتبه على أن بعض افكاره ليست صحيحة وسليمة يسعى لتغييرها، وتحويلها الى أفكار صالحة وسالمة، نعم يحتاج الى وقت وجهد وعناية ومتابعة، فكثير من شبابنا يتأثر بالغرب بقصات الشعر والموضات ومتابعة الازياء بعيدا عن تلك التسميات التي لا علاقة لها بالدين والعرف، ويعتبرها كحرية شخصية ليس من حق أحد ان يمنعه من ارتداء هذه الملابس فضلا عن قصات الشعر في الاماكن المقدسة ويتهجّم بقوله انهم يمنعونه من حريته ويحكم عليهم بالتعقيد، وغيرها من الافكار السيئة التي تضر الشباب جسميا ونفسيا.
نحن لسنا ضد التطور والتقدم وحبس الشاب بالدين والعرف، بل نحن نشجع على التطور واخذ ما هو مفيد نافع للشباب وللمجتمع اي لا يكون على حساب الفكر والمعتقد فأخذه بهذه الافكار يكشف للأخرين انك مقلد لمثل فلان. مما يولد طابعا سلبيا تجاه الفكر والشكل الذي اظهرته، واغلب ما نراه اليوم بين الشباب هو التقليد الذي يرتدي قناع لا يناسب عمره ولا افكاره.
على سبيل المثال شاب في العشرين من عمره تراه بملبس مختلف بموديل شعر مختلف، جانب طويل والاخر صحراء لا شعر فيه، بيده اساور رسم عليها الصليب..!!
اذا كان هنالك خلل في سلوك الانسان وتصرفاته الغير صحيحة فسيبحث عن بدائل لتلك السلوكيات ويغيرها نحو الافضل، وبعد فترة يجد ان حياته تغيرت وبثمار هذا المرآة الروحية التي اظهرت عقليته وسلوكياته امامه، فيبدأ بالبحث عن الصورة الجميلة والزهية لأفكاره، لان سلوك الانسان مهم جدا وله تأثير مباشر في تحديد شخصيته فتبدأ عملية التغير الشاملة من السلوك الى الالفاظ الى المظهر ليخرج بحلة جديدة وبهية وهذا ما يطلق عليه التغير الايجابي، لذا علينا جميعا ان نغير من افكارنا بقدر ما يناسب عقولنا وما هو نافع ومفيد ولا مانع ابدا من التغير نحو الافضل والاكمل، ما يُشير إليه قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (سورة الرعد: من الآية 11) .
ومعنى هذا أن حكمة الله تعالى وإرادته سبحانه وتعالى، جعلت مسألة تغير المجتمع راجعةٌ إلى تغير ما في أنفس أفراده، فإذا غيَّر الأفراد ما بأنفسهم نحو الأفضل تغير المجتمع نحو الأفضل أو التغير نحو الاسوأ، أمرٌ يقع في نطاق البشر، وعليهم تقع مسؤولية اختيار أحد السبيلين: اما صالحا واما فاسدا.
اضافةتعليق
التعليقات