العالم مليئ بالكائنات المتوحشة والأطراف الحادة ونحن في طريق تقدمنا نحاول أن نتجنب هذه الكائنات وإصابات هذه الأطراف، غير أن المشاكل تصيبنا جميعاً ودون استثناء - وجميعها مؤلمة، ولعلك تكون قد وقعت في مشكلة مؤخراً، فربما عاملك المدير بشكل سيء أو كنت ضحية لظلم فادح، أو تكون تعاني من مشكلة صحية خطيرة فماذا بعد؟
الاختيار هو مواجهة المشكلة وجهاً لوجه
الكثير منا يتعامل مع هذه المواقف بشكل سيء فتراهم يقومون بأشياء غبية تزيد الأمور سوءاً، وتضعف من قدرتهم على معالجتها بشكل فعال، وهناك فكرة مهمة عليك أن تضعها دائماً في حسبانك: الإنسان دائماً ما ينمو عاطفياً، واتجاه النمو يعتمد على اختيارك أنت، فقد يكون اختيارك خالياً من الحكمة، فتسلم نفسك مشكلة تستسلم لها، أو ترفضها وتحاول الهروب منها، أو تشفق على نفسك أو تنتقم لها، أو تسير قدماً في إتباع وسائل عفا عليها الزمن الاختيار الآخر هو مواجهة المشكلة وجهاً لوجه، والعمل على التغلب عليها بشكل مثمر وفعال واعمل على أن تعلو فوق هذا التحدي فإذا فعلت هذا سوف تصبح أكثر حكمة وقوة، وسعادة .
مشكلة عدم الثقة في الذات
من السهل الاعتياد على أن تكون شخصاً عادياً، وقبول نفسك على هذا الوضع بمرور الوقت، وما لا نلاحظه هو أن عيوب الشخص الصغيرة والمتعددة وميله إلى أن ينهي يومه كفافًا في كل شيء، هذه الأمور يمكن أن تعوقه عن فعل أي شيء مميز أو ذي قيمة، وبهذا يصبح عبداً لروتين يومي يتمثل في أن يألف أداء المهام بشكل تلقائي .
ومن الصعب التغلب على شرك الاعتيادية، وبذلك لأن هذه الصفقة تتسرب إليك بشكل تدريجي، وتظل مختفية لسنوات عديدة، وهي مثل الكرمة المتسلقة التي تتسلق ببطء، لتغطي الأشجار (المواهب، الغرض الذاتية) حتى تحجب الغاية التي كانت كما أن "فاكهتها" وهي العنب تكون صغيرة وحامضة ولا تطاق .
وعسى أن يكون اتخاذ الخطوات السليمة هو الحل للتغلب على هذه المشكلة فالمهم هو أن تتوقف عن انتظار وصول النجاح، وتخلق نمطاً من الإنجاز الشخصي يبني فيك الثقة بالنفس، ويشجعك على الأداء بشكل أفضل، وهذا يتضمن عائقين: فعل الحد الأدنى المطلوب عادة، والمشكلة الثانية هي عدم الثقة في الذات والتقليل من شأنها، والعائق الأول يقود للثاني كما أن الثاني يعزز الأول، إذن كيف الخروج من هذه الدائرة التي تؤدي إلى عجز المرء.
الرغبة الأكيدة في تحقيق المستحيل
بداية اكتب قائمة بما تحب فعله، وما الذي تشعر نحوه بإثارة فيما يتعلق بعملك، وبعد ذلك حدد مهاراتك وقدراتك والأشياء التي تجيدها، ثم حدد أيضاً بعض التطورات التي يمكنك إنجازها، وتستلزم منك أن تستخدم واحدة أو أكثر من مواهبك مهما بدت هذه المواهب صغيرة أو غير مكتملة في وقتها، ضع أهدافاً لنفسك قابلة للتحقيق وحدد الخطوات الواجب إتباعها لتحقيق هذا الهدف، وفي النهاية قم بتنفيذ هذه الخطة .
يتم معظم العمل في الحقيقة بشكل أفضل عندما يكون لدى الناس أهداف وخطط عمل يسيرون عليها والخطط لابد أن تكون منطقية، إذ إنها نتاج العقل، غير أن هناك أمراً آخر في أهمية التخطيط - إن لم يزد عليه لابد منه لتحقيق النجاح .
ففي نفس الوقت الذي يضع فيه الشخص خطة منطقية للعمل لابد أن يكون لديه قناعات سليمة تمكنه من تنفيذ الخطة في مواجهة أي عائق قد يظهر في الطريق والحديث هنا عن الأبعاد العاطفية بأن يكون لديك إيمان شديد بأن المستقبل سيكون أكثر إشراقاً، ورغبة أكيدة في الإصرار على تحقيق المستحيل عندما يظهر الفشل في الأفق كل هذه أمر من نتاج القلب وهب أمور يستلزم وضعها جنباً إلى جنب مع خطة العمل وذلك قبل أن تشرع في عمل أي شيء، وحتى تظهر أفضل ما لديك فيجب أن تتعامل مع ما تفعله وأنت تؤمن بأنك ستنجح فيه.
أظهر عزيمة لا تلين
يعطينا التاريخ البشري أمثلة كثيرة تبرهن على أن هناك بذرة من العظمة تكمن داخل كل واحد منا وهذه البذرة قد تكون ساكنة وتنتظر من يحركها ولكنها موجودة، حيث يكمن فيها روح اتخاذ الخطوات الإيجابية والنهوض من الكبوة - إنه روح الفوز، وحينما تقع كارثة وتقل احتمالات الوصول إلى نتيجة إيجابية يمكنك أن تدع هذه البذرة تساعدك في التغلب على مشاكلك والاتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجهها، وذلك من خلال ما تمدك به من الشجاعة والحيلة والعزيمة.
حاول تفعيل القوة الخارقة
حاول أن تتذكر موقفاً ماضياً فيه تفعيل هذه القوة الخارقة هل تتذكر كم زادت ثقتك بنفسك عندما نجحت في تنفيذ ما خططت أو عندما وجدت حلاً لمشكلة حيرتك؟ وهذا العنصر الذي يتعلق بنفسك الداخلية يمكن أن يساعدك على التغلب على العقبات التي تبدو مستحيلة، كما يمكن لهذه البذرة مساعدتك على التخلص من مشاكلك إذا تركت لها فرصة نيابة عنك. ولكن عليك أن تفعل شيئاً لتجعل هذا ممكنا، ركز كل اهتمامك وجهدك على أدائك وأهدافك ليس على آلامك .
وهناك على الأقل قاسم مشترك واحد يجمع ما بين عظماء العالم، وهو أنهم يتمتعون بحماسة لا تفتر تجاه ما يفعلونه، فهم ينتجون إنتاجاً هائلاً لأنهم يعيشون بشكل إيجابي، كما أنهم يصرون على العمل، والسر في تغلبهم على مآزقهم هو أنهم يركزون تركيزا كاملا على أدائهم .
اضافةتعليق
التعليقات