(يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْض )، كلنا نعلم أن الإنسان هو رسالة وواجب كل فرد أن يركز في رسالته فالعمر هو الوقت المحدد لتطبيق الرسالة التي خُلق الإنسان لأجلها ومن ثم العودة لخالقه. والكثير من المقالات والبحوث ركزت على هذا الموضوع والبعض يعتقد أن الرسالة لم تكن للمرأة لعدم توفر الوقت والمسؤوليات المناطة بها وهي تختصر على الرجل وإن كانت المرأة أيضا من قُصدت في الآية.
وهنا كان من المفترض تناول الموضوع ونستشهد بخير الرساليات أمنا السيدة الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فالكثير من تناول سيرتها بشكل مفصل لكن ما تم التركيز عليه أكثر هو حياءها وعفتها وكيف تقتدي المرأة المسلمة بها..
في هذا المقال الذي بين أيديكم سنتحدث عن كيف تكون المرأة قائدة وهذا الأمر ليس مستحدث، فقد يعتقد البعض أن النساء أصبحن قائدات في مجال معين بعد تطور وتقدم العلم وتشعب الثقافات، ولكن في واقع الأمر أن هناك نساء قائدات بالفطرة وقد شهد لهن التاريخ الإسلامي بذلك وأبرزهن السيدة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) في قضية العلم ونشر العلم فهي أفضل شخصية يمكن للمرأة أن تتخذها قدوة في نشر العلم والحث عليه فالعلم مثله مثل الماء في الحياة وهو الركيزة الأساسية لكل مجتمع واعٍ.
والمرأة بالتحديد تُعتبر البذرة الأولى في المجتمع إذا لم تكن هي أساسه وتحصين المرأة بالعلم والمعرفة دليل على نجاح والدتها وهي أساس النشأة لذلك لا بد على المرأة أن تُحصن نفسها كما تُحصن عائلتها من الضياع في ظل هذا الزمن الذي ينحدر للأسوء يوما بعد يوم.
إن تحصين النفس والعائلة غير كافٍ؛ فالسيدة الزهراء لم تكتفِ بتطهير وتحصين نفسها وأهل بيتها بل كانت الداعية الحقة لنشر العلم والمعرفة على النساء أجمع ولم تكن أعمال المنزل والمسؤوليات لها تمنعها من إعطاء الدروس للنساء وتوعيتهن ونشر الرسالة العلمية والعملية والدينية فقد كانت الفقيهة العالمة والمرشدة الصالحة وكانت تؤسِّس لترصين آداب العلم والتفقه لدى النّساء للنهوض بهن، وماعلينا إلا إتمام ما بدأت بهِ أيًا كان مجال عملكِ فهو رسالة لذا عليك أيتها المرأة الاقتداء بالأم العظيمة وعدم التضجر وإعطاء مبررات واهية غير مُقنِعة وغير عقلانية بحجة أنَّ المسؤوليات تأخذ حيزًا كبيرا من حياتي لذلك لا أستطيع ترك رسالة وذكر أُذكر فيه في حياتي و بعد مماتي لأن المسؤوليات لا تنتهي، والعمر يسير، والحياة مَرة واحده نعيشها ثم نرحل؛ ولا يبقى لنا غير الأثر الذي نتركه.
فحاولي سيدتي التركيز على حياتك ورسالتك، أبدعي وانشري وتحرري من قيود الجهل فأنتِ تستحقين الذكر ولولا أهميته لما عملت به الزهراء سيدتنا أجمع..
اضافةتعليق
التعليقات