في كل مكان تجد هناك فرد كسول أو يتكاسل عن أداء عمله وفي المقابل هناك من يقاتل من أجل عمله ويقدم المزيد في طاولة واحدة وفي مكان واحد ينجمعان هؤلاء لكن الكسول قد يكون ذو حظ عظيم ويمتلك المميزات التي تجعله سعيدا ومقربا من صاحب العمل.
بينما الموظف المجتهد يشعر أن جزء من نجاح المؤسسة هو من كان وراءه.
ومع مرور الوقت يفقد هذا الموظف شغفه في العمل ويكون تحصيل حاصل فقط.
والإحصاءات تقول حوالي ٨٧٪ من الموظفين يشعرون بفقدان الشَّغف وعدم الاندماج في وظائفهم، وفقًا لمنصة "Gall Up".
وقد تنتابك الحيرة كمدير حيال هذا الأمر، فإذا كان الموظفون يمضون أكثر يومهم في العمل، ومن المفترض أنَّهم يقومون بشيء يرغبون فيه ويحبونه، فلماذا يبدون غير مندمجين أو فاقدي الشَّغف، وكأنهم مُرغمون على العمل!
يُفسِّر "توماس كامورو" أستاذ علم النَّفس التجاري بجامعة كلية لندن وجامعة كولومبيا الأمريكيَّة، هذا الأمر بالفجوة بين الحدِّ الأقصى لأداء الموظف وبين أدائه الفعلي اليومي، وعندما يكون اندماج الموظف في عمله مرتفعًا، لن يظهر فرق يُذكَر بين مستوى الأداءين، بمعنى: أن الموظف سيُقدِّم أفضل ما عنده بطريقة منتظمة، ولكن عندما يضعف اندماج الموظف في العمل، ينخفض مستوى أدائه اليومي بشكل ملحوظ.
والمفاجأة أنَّ الأمر لا يتعلق بمشكلة لدى الموظف نفسه، بل في العلاقة بين الموظف وبيئة عمله الجديدة!.
منها عدم القدرة على التواصل بين زملاء العمل كما ثبت في الأبحاث التي أجرتها منصة "Butter Up" في هذا الشأن، تُوضِّح أنَّه عندما يفتقر الموظف للتواصُل بين زملائه في العمل؛ يصبح أكثر عرضة للإجهاد النَّفسي والاحتراق الذَّاتي.
فغياب التَّواصُل الاجتماعي بين زملاء العمل من الأمور التي تجعل الموظف يفقد اهتمامه بالعمل نفسه؛ في حين أنَّ جودة العلاقة بين فريق العمل بإمكانها أن تجعل المهامَّ المُملة ذات معنى كبير للموظفين.
عدم احترام الجهود الفردية
بالنسبة إلى أيِّ موظف؛ فالأيام الأولى في عمله الجديد غالبًا ما تُمثِّل "شهر العسل" بينه وبين الشَّركة، حيث يصبح الموظف حريصًا على بذل قصارى جهده، وفي المقابل يتلقى الكثير من المدح.
بعد ذلك تأخذ الأمور منحًى مختلفًا، حيث يعتاد المديرون على كفاءة الموظف، لكنَّ هذا الموظف في المقابل يبدأ بالشُّعور بأنَّه لم يعُد موضع تقدير، أو أنه اعتاد على العطاء لذلك لا بد من التوقف قليلا.
عدم توفير الاجازات والمنح المالية
الموظف الكفء غالبًا ما يبحث عن فرصة للترقِّي أو التَّعلُّم أو يبحث عن تحديات جديدة لكن عندما يشعر بغياب الفرصة للنمو، يبدأ منحنى أداء الموظف في الانحدار، ، وألَّا يكون مضطرًا إلى الاختيار بين مسؤوليَّات العمل وحياته الشَّخصيَّة أو مسؤوليَّات أسرته.
وعندما يشعر الموظف أنَّ العمل يلتهم حياته الخاصَّة، فإنَّه ينفصل نفسيًّا عن عمله، ولا يعود بنفس الحماس والمبادرة، بل قد يصل الأمر إلى إصابته بالاحتراق النَّفسي.
نقل عدوى الشكوى والتذمر الدائم بين الموظفين.
فإحصاءات موقع "Gall Up" تقول: إنَّ المديرين مسؤولون عن ٧٠٪ من التَّفاوت في درجات اندماج الموظفين.
تقديم باقات الشكر قبل الذم تساعد في رفع معنوياته إذا لم يشعر الموظف أنك تُقدِّر جهوده، فلماذا يستمرُّ في تقديم المزيد؟!
هكذا يُفكِّر الموظف الذي يفتقد شغف العمل.
عليك الانتباه للإنجازات الصغيرة التي يُحقِّقها، كتحقيق الأهداف أو تسليم المهامِّ في موعدها؛ فهذا النَّوع من التَّقدير يحافظ على شغف الموظف تجاه عمله ويجعله يقدم المزيد.
وفي نهاية المطاف لابد أن تعلم عزيزي المدير إنك كنت يوما ما موظف وتعرف جيدا كيف كانت ضغوط العمل والحياة فكن يسيرا ولا تكن عسيرا حتى لا تخسر الشغف بين عمائلك وتحصل على نتيجة أفضل وفي صالحك .
اضافةتعليق
التعليقات