عندما ننطق أو نقرأ مفردة البراءة فإن سرعان ما يتبادر إلى أذهاننا الأطفال وبرائتهم وعفويتهم وعدم تلوثهم بالذنوب وصفاء قلوبهم من الحسد والحقد والبغض وسلوكهم المحبب، أما اليوم فإن صفة البراءة تكاد تكون بعيدة عن بعض الأطفال إن لم تكن قد انعدمت تماما من سلوكياتهم!!.
لتسليط الضوء على هذا الموضوع والذي غير الموازين وجعل من نظرة بعض الأطفال تلك التي تتسم بالبراءة والصفاء إلى عيون ماكرة كاذبة تدعي البراءة!! ولمعرفة الأسباب كان لنا جولة استطلعنا فيها آراء أولياء الأمور والمختصين؛ وعن السؤال ما الذي غير بعض الأطفال وسلب صفة البراءة منهم أجابت؛ أم رائد: أنا أُم لأربعة من الأبناء؛ قبل أكثر من خمس وعشرين عاما كنت أربي أبنائي وكانت البراءة سمة وصفة لأولادي على اعتبار أنني حريصة على تنشئتهم وتربيتهم تربية اسلامية صحيحة، بصراحة أقول لم يكن من الصعب علي التعامل مع أولادي وتوجيههم نحو الصواب من الأمور، لأن المجتمع انذاك كان الطبع الغالب على أطفالهم صفة البراءة، وحتى مع اختلاطهم مع أقرانهم في المدرسة والأماكن العامة لا يوجد ما هو مقلق كما الوضع الآن.
اليوم أنا أربي أحفادي بجهدي التربوي، وتوجيهي، ورقابتي، ومتابعتي تفوق ما ربيت آباءهم عليه، والسبب أن المجتمع بشكل عام تغير فكيف بالأطفال وهم يقلدون ذويهم.
وأضافت أم رائد: ما أود قوله إن البراءة عند الأطفال موجودة ولكن ليس كما كانت في الجيل الذي سبق بحكم أن المجتمع انعدمت لديه البراءة.
أم عمار وبعد السؤال تقول: في الأجيال السابقة كانت الأم تتصف بالبراءة والأب والعائلة والمجتمع يتحفظون من كل ما يخدش براءة الطفولة والحياء، أما اليوم فأن المجتمع والعائلة غير متحفظين فكما هو معروف إن طريقة الكلام اختلفت والملابس الخليعة استخدمت والمشاهد الاباحية شوهدت فلا نلوم الأطفال على تصرفات تنافي البراءة لأننا نحصد ما زرعنا.
أبو علي وعن السؤال أجاب؛ الله سبحانه وتعالى فطر الأطفال على صفة البراءة وما نراه من تصرفات لدى الأطفال ما هي إلا البراءة بذاتها، الأطفال يكتسبون السلوكيات ممن يحيط بهم ويقلدونها ببراءة وعفوية فإن اختلفت سلوكياتهم ذلك لأنهم يقلدون عوائلهم واصدقائهم، والمجتمع الذي تخلى عن عادات وتقاليد حفظت براءة الكبير قبل الصغير وبتضييعها ذهب الحياء عند الكبير واختفت البراءة عند الصغير.
هيفاء/ خريجة علم نفس ومرشدة تربوية وعن عواقب تلك الظاهرة على الأطفال؛ ترى أنه من المهم جدا توعية الأسرة والمسؤلين عن تربية الأولاد، كون الطفل مقلدٌ أعمى لوالديه ومعلميه والمجتمع من حوله، فكل مرحلة من مراحل الطفولة لها خصائصها التي يجب الاهتمام بها مثل اللعب والتعلم والتحصيل المعرفي، فكل مرحلة من مراحل الطفولة لها خصائصها التي يجب الاهتمام بها مثل اللعب والتعلم والتحصيل المعرفي وتكوين الخيال والحصيلة اللغوية المنضبطة.. فإن محاكاة الطفل بسلوكيات تفوق مرحلة عمره وعدم التحفظ من المواقف والالفاظ والافعال تجعله يتصنع في سلوكياته ويقلد كل مايراه وماهي إلا البراءة بحد ذاتها، ولكن نرى الكثير من الاطفال يبتعد عن عالم الطفولة ويركز مع عالم الكبار وتصرفاتهم ويتوغل شيئا فشيئا في عالم ليس بعالمه ممايفقده سير عملية النمو المعرفي والسلوكي والوجداني بشكل طبيعي.
اضافةتعليق
التعليقات