على الأرض العراقية تجد هناك الكثير من العتبات المقدسة والأماكن التراثية، فبين التراث التاريخي والديني جمع العراق وصاله، لكنه مع هذه الإمكانيات لم يقدم شيء للشعب، وبقي يعالج ثغراته وأهمل الجانب الاقتصادي الذي هو أساس تقويم البلاد ولم يُفعل دور السياحة كما كان في السابق، من الجنائن المعلقة وأسد بابل إلى الملوية وأخيراً دخلت الأهوار في التراث العالمي.
تراجعت السياحة في عموم العراق لكثرة الحروب والصراعات السياسية على بعض المناطق مما جعل الاقتصاد السياحي يتدهور، وضاع جانب مهم من جوانب السياحة في البلاد، والتي كان من الممكن الاعتماد عليها لتحسين وضعية البلد وتوفير الأموال من خلال تقديم برامج للسائحين، كما كان في السابق فقد نقل في عام 1973 أنه وفد إلى العراق 500 ألف سائح أجنبي، كانت تشكل نسبتهم 25% مقابل نسبة السياحة الداخلية، حيث أكد تقرير لصحيفة "الميل ديل" إن العراق كان يمثل واجهة مشهورة جداً للسُياح من بلدان مختلفة كاليابان وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وفي عام 1989 بلغ عدد الفنادق 1906 فندق في عموم العراق تتمكن من استيعاب حوالي 5 ملايين سائح، حيث أكدت التقارير وصول 15 ألف سائح أجنبي فقط في عام 1997.
ولكن في التسعينيات سجلت السياحة انخفاضاً بسب الحروب والحصار الاقتصادي على العراق، والسنوات الاخيرة لم يتمكن الاقتصاد من الانتعاش أو النهضة بصورة قوية، لعدة اسباب منها:
ــ اهمال البيئة لبعض المناطق التراثية وعدم المحافظة عليها أو ترميم الأماكن التي تحتاج لذلك، وقد شكى بعض المختصين من إهمال البيئة لهذه الأماكن مما جعلها تتعرض للخراب والتدمير وبعضها قد سرقت وهربت إلى الخارج..
ــ وإن البنى التحتية غير جاهزة لاستقبال السائحين، وأصبحت مختصرة فقط على السياحة الدينية وزيارة العتبات المقدسة، فيبقى الاقتصاد متوقف لفترة من الزمن، لحين إحياء هذه المناسبات، وبعض هذه الزيارات قد تكون سببا في انتعاش الجانب الاقتصادي كدفع (الفيزا)، وتوافد الزائرين على الفنادق السياحية وشراء المنتجات من الأسواق..
بعد عام 2003 انتعشت السياحة الدينية في العراق، ففي عام 2010 دخل أكثر من 1.5 مليون سائح إلى العراق شكل (الإيرانيون ما نسبته 88% منهم حيث اقتصرت زياراتهم بشكل رئيسي على مدن كربلاء والنجف وبغداد وسامراء).
كما في الاحصائية أن عدد السياح الأجانب قفز من 1.4 مليون عام ( 2014 إلى 3.5) ملايين عام 2016، معظمهم قدموا لزيارة العتبات الدينية بسبب تسهيل إصدار تأشيرة الدخول للوافدين إلى البلاد.
هناك سياحة ثقافية أيضا وتعني الذهاب إلى بلدان يوجد على أرضها معالم تاريخيّة قديمة كالآثار، والمساجد، والكنائس، والقلاع اللاتي تحمل قيمة مهمّة وثقافيّة كبيرة كبغداد والمدرسة المستنصرية.
السياحة الترفيهيّة: تعني زيارة البلدان ذات المواقع الجميلة بقصد الترفيه أو قضاء شهر عسل، أو حضور العروض المسرحيّة وغيرها الكثير، ودخلت الشمال أيضا في ذلك من أجمل المناطق في العالم.
السياحة الرياضيّة: تعني زيارة البلدان التي يقام على أرضها العديد من المسابقات الرياضيّة المختلفة في مجالات كرة القدم، والسباحة، والتنس، وكرة السلة، وكرة اليد.
السياحة العلاجية: يوجد في بعض البلدان العديد من المناطق التي تحمل قيمة علاجيّة كبيرة كالينابيع الحارة التي تُزيل الآلام من الجسد، والأطباء المختصين فيها كالهند وتركيا.
أهميّة السياحة
تنوع الثقافات في البلدان، وترويج الحضارة وتعريف السائحين بالأحقاب التاريخية السابقة عن طريق مكاتب السياحة ومرشديها، تحسين الوضع الاقتصادي من خلال قطع التذاكر والحملات السياحية.
تعمل على توفير فرص عمل للشباب، وذلك للحد من البطالة، تهتم أيضا في توعية الجيل الحديث وتزيد من فطنته من خلال المنهاج الدراسي، أو السفرات المدرسية.
العناية بالمناطق التراثية والمحافظة عليها من قبل الحكومة العراقية.
"ستظل السياحة أكثر الصناعات نموا وأكثرها رسوخا وتطورا فهي مرتبطة بتطور العلاقات البشرية والمجموعات البشرية، ورغم دخول دول كثيرة في الفترة الأخيرة إلى سوق السفر والسياحة إلا أن السوق يستطيع استيعاب العالم كله".
اضافةتعليق
التعليقات