قد أفلح المؤمنون، عند ابتداء اليقظة زمن تسبيحة السحر، وركعة الوتر في الخالدين .أقبل علينا شهر الله الأعظم ( شهر رمضان) وفي أزقة حروفه رحمة ومغفرة لا تقاس بغيرها من الأشهر الحرم ..
التلبية في سناء، والدمع له رجاء حيث أصاب ..عند ابتداء يومه، يستيقظ الضمير لتهجد آياته الكريمة وتستفتح بإسم الله الرحمن الرحيم .
تستغرق الأماني عتبة الطلب، وتسأل كتابها عن كل ذي سغب.. في أول يوم منه، تلتف الأرواح إلى مرادها عند بيت الأولياء وجمال القدرة والطاعة ومثول الولاية أهل البيت سلام الله عليهم.. فيتكرم الصائم بثوبه الجديد، ويتقلد الاحسان عمقا لذوي الكفاف ومن هم بحاجة إلى رغيف ..
تبدأ ساعة الصفر في أول صوت آذان، يكبر فيكبر المؤمنون تبعا بحضرة هلاله المنير، مستترا بين الكواكب الزاهية .
القرآن ربيعه، والترتيل ليس فيه مشقة أبدا ، مع تسابق الزمن وازدحام اللحظات ، يتقدم من أفلح لفتح كتاب الله ، وتدبر آياته الكريمة، ربما في جمع غفير أو مفردا باعتكاف..
تتكاتف الههم وتزدحم النوايا إلى طموح يرتقي السماء، منها إفطار المؤمن، واحتضان جوعه وتبتله وأخرى زيارة الضعيف وكفاية مؤونته..
شهر رمضان فيه تتنوع العطايا والفوائد، فلم يقتصر على مادة الحاجة وافتضاض سؤالها اليومي بل ارتقت إلى سمية الروح وتجليها إلى حيث الرضا والشعور بالرحمة من رب العلى سبحانه ..
وأين أنت أيها الانسان من الشعور وقمة التفاني في دعاء الافتتاح ، استرسال عميق في ذكر الحمد وقد سدد الله الصواب بمنه، هو عين اليقين وذاته المتقدة بالعظمة .. مكرمة تلك العيون التي اكتحلت بخبرة الجهد وقدرة الصبر ، وقد طعمت ذاتها بأرهف النوادر من قصص ومآثر .
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن معجزة محور النبوة، وباب النراقي والتراقي لخلد السماء، فيه الوعد والوعيد والترهيب والترغيب وسمو المذهب بتأويل الآيات وولاية العهد فيه ..
حدائق من الوهج تكسوها أجراس تترقب ساعة الأفق البعيد، وابتسامة ذكية تحرر المسجون من هموم قد كبلت روحه وأغلقت شفتاه الذابلة من ذكر الدعاء وتلاوة شفهية تحب الخير ساحرة أعين الوافدين عليها وقد رتل منها الفيض اجمل الصور .
تبتلي أيتها النفوس المرهفة وتواصلي مع الرب الجليل لتحظي الخير الكثير والنفع العميم والدعوة المستجابة.. رب هيئ لي من أمري رشدا، مقولة الدرب وزاد المؤمن، والتماسه المزمن.
والحمد لله الذي أنزل على عبده فرقانا يغيثه عند كل شدة وبلاء.. القرآن هو الهداية، والتقوى قائمة على مدى سفرة شهر رمضان منها نلتقم الصلاح، وزكاة النفس أو كصيب من السماء نذير لمن اتقى الحرف وجعله غسولا لقلبه ونقاوة لبصره وميزانا لعقله …
(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ).
إنها سبع طرائق ، فلا غفلة على الذين خلقوا، لأن السجود قد تكلم وأفصح عن مخادعهم والصلاة ميزان سكونهم ..
وقد أوحى الله سبحانه أن أصنع الفلك ، لأن مدفع الإفطار قد حان، وإن الجمع قد أكتمل وأشهد إن علي ولي الله له صدى سرمديا في نفوس الذين آمنوا..
وحيث أنا انزلناه في ليلة القدر سلطان المادة إبتداء وانتهاء والشكر الجزيل على تمام نعمه مرهونة أفواه الصائمين استعدادا لقافلة الدعاء وتعجيل فرج الغائب الحاضر حبا وطاعة وكرامة وعدة الافتتاح قد اقترب والأكف مبتهلة رجاء ظهوره في منزل المباركة، والله خير المنزلين، وقل رب اغفر وارحم وانت خير الراحمين فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم .
اضافةتعليق
التعليقات