جميلة هي الأنامل التي تتوق لعمل الخير وتصنع من المستحيل ممكناً ليزهر الحلم ويبصر النور بعد أن توارى خلف ستائر الانتظار، فما أجمل أن نرسم الأمل لمن نحب لتبقى الفرحة بمحاذاته، وما أجمل أن نصنع مهداً ينام به طفل يتيم أو كوخاً يأوي محتاجاً أو مسكين أو محراث أرض يحرث الأرض لتثمر فيأكل الجياع منه، وما أجمل أن نُجمل قلوبنا بالعطاء دون أن ننتظر مقابل.
لنُبحر معا في جمال العطاء، يقول الكاتب والمؤلف المصري أحمد توفيق "يبدأ فقدان الحب بأن نكف عن العطاء" بهذا نجد أن الحب والعطاء في مركب واحد يمكننا أن نعطي دون محبة و لكن لا يمكن أن نحب بدون عطاء فمن يحب يقدم لمن يحب كل شيء.
إذ إن العطاء مقرون بالمحبة فمن أحب الآخرين دون أن ينتظر مقابل منهم سيعطي بما تجود به نفسه الطيبة.
كما يقال (بدل أن تعطي الفقير سمكة قدم له صنارة صيد) عبارة تحمل بين طياتها معنى عميق فبدل أن نُكرم المُحتاج مرة واحدة قدم له عمل ينتفع به ويساعده ويكون مصدر رزقه الممدود بدل أن يكون محدود.
فالعطاء يبقى ذخراً كالدعاء يعول على صاحبه في أوقات الشدة.
ويقال أيضا بأن عطر العطاء يبقى عالقاً في اليد التي تُعطي الورد، ويشير القول هذا بأن اليد تتعطر برائحة السخاء بما تُقدمه للآخرين.
وعندما نتأمل مفهوم العطاء في الإسلام، فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان هي مواقف الكرم التي ميزت حياة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) التي تناقلتها الروايات والأحاديث كما جاء ذكرها في القرآن الكريم بقول الله تعالى (وإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) فقد كانت من جملة صفات النبي هما الكرم والجود حيث كان يفيض سخاءً زاخراً فلا ينفق ما يزيد عن حاجته فحسب وإنما يتصدق حتى بما هو في حاجة إليه.
وبمقدار ما يشيد الاسلام بالعطاء إلا إنه ينهي عن الإسراف به والهدر بغية التباهي والتفاخر أمام الناس.
وهناك لون آخر يجسد جمال العطاء الروحي المتمثل بكمّ كبير في جبر الخاطر والشعور بالآخرين وهذا من أنبل شذرات العطاء، فهنيئا لمن يتجملون بالعطاء ويقدموه دون أن يذكروه، ويتذكر ما يقدمه له الآخرين.
اضافةتعليق
التعليقات