ماذا يضيرنا لو عرضنا الاسلام كدين محبة وألفة وسلام؟ وهل الدين إلا الحب؟!
العصر الذي نحياه، والزمن الذي نعيش دقائقه، لا زال يحمل في جعبته الكثير من الكراهية لنا ولمن ينتمي الينا بوصال، يكفي لنا مطالعة بسيطة وسريعة لما تعج به صحافة العالم ومراكز نشره وكتابات مؤلفيه.. سنرى بلا شك كمّاً هائلاً من النقد السلبي تجاه ما نؤمن به وما ندين به من عقائد، يظنونها لأول وهلة قنابل موقوتة ستنفجر عليهم عاجلا ام آجلا... وهم بالتأكيد واهمون.
ولكن مما لا شك فيه، اننا كمسلمين لم نستطع تقديم الاسلام كدين محبة وسلام، استغراقنا العميق في بطون التأريخ، أغرقنا حتى الأذنين في وحل الحروب القديمة، والتي مرّت ولم يبقَ منها سوى اسماءها وعناوينها.
صحيح أنها أرست دعائم الدين في بداية نشأته، وأنها لولا الحروب التي خاضها الرعيل الاول، ما كانت لتقوم لهذا الدين من قائمة، إلا ان الاصح هو ان نؤسس لحاضرنا دعامات جديدة تتماشى مع روح العصر، ولمعطيات اكثر تناغما مع متطلبات العصر الحديث.
بل الاسلام هو دين التطور والتجدد والانفتاح ولولا هذه العناصر التي اتسمت بها دعوته لما وصلت الينا بالتأكيد.
ولكن البعض نراه مصرّاً على التغنّي بأمجاد الماضي، والتصفيق المتواصل لحروب حدثت وطواها الزمن فيما طواه، بل ويصرّ هذا البعض مستكبرا على اظهار الدين كدين نفرة وجهاد وفتوحات وغزوات وليس شيئا اخر.. متناسيا ان هناك حيثيات خاصة رافقت تلك الحروب مما استوجب قيامها.
ونتساءل: هل هي محاولة لتشويه الدين من الداخل؟! ام انها طريقة آيسة للتشبث بكل ما هو قديم، والاصرار على عدم فتح صفحة جديدة مع هذا العالم الذي يحكمنا ونحتكم اليه؟
نحن نعتقد جازمون، ان ديننا هو خاتم الاديان السماوية وهو افضلها على الاطلاق.. وان نبيّنا محمد صلى الله عليه واله هو افضل الانبياء قاطبة، بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، وليس رحمة للمسلمين فحسب، لذا نجد من الضروري ان نعرض الدين على هذا العالم، عرضا صحيحا كما يليق بعظمته ومكانته بين الاديان، والا فاننا سنغدو متواطئين مع من يشوه هذا الدين من حيث لا يدري... قد يظن هؤلاء انهم يحسنون صنعا عندما يقدمون الدين كوحش يكشر عن انيابه ويشحذ اسلحته للانقضاض على الاخر المختلف، فيسلطون الاضواء اكثر على حروبه وانتشاره في صدر الاسلام الاول عبر الغزوات والفتوحات، متناسين ان الاسلام ما انتشر وتوسعت رقعته لولا موافقته لفطرة الانسان السوي.
نحن لا ننكر ان الحركات المتطرفة والتي تنتمي للاسلام زورا وبهتانا، والتي أُبتليت بها امتنا الاسلامية، قد ساهمت بشكل كبير في تشويه ديننا الحنيف، بل واستطاعت بفترة وجيزة وخاطفة من تحشيد كراهية كل العالم تجاهنا، بسبب ما فعلته من جرائم يندى لها جبين الانسانية، وما اراقته من دماء وما نشرته من خراب وفساد في كل المناطق التي استولت عليها قسرا... متناسية ان لا اكراه في الدين.
الا ان هذا لا يعفينا من دورنا كمسلمين وسطيين، ان نرغّب الناس بمحاسن هذا الدين الجميل، لننشر آيات المحبة والتعاون والتعارف والسعادة والطمأنينة.. ولنركز على كل قيمة اخلاقية نادى بها الشارع المقدس وحث عليها.. كي نرتقي وترتقي كل الشعوب قاطبة، فهل نحن فاعلون؟.
اضافةتعليق
التعليقات