• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أَحْسِنوا بِاللَّهِ الظَّنَّ وارغَبُوا إِليهِ

هدى خالد / الأحد 30 تموز 2017 / اسلاميات / 2481
شارك الموضوع :

يحكى ان رجلا جلس يوما أمام مكتبه وأمسك بقلمه، وكتب: \"في السنة الماضية، أجريت عملية إزالة المرارة، ولازمت الفراش عدة شهور، وبلغت الستين من ال

 

 يحكى ان رجلا جلس يوما أمام مكتبه وأمسك بقلمه، وكتب: "في السنة الماضية، أجريت عملية إزالة المرارة، ولازمت الفراش عدة شهور، وبلغت الستين من العمر؛ فتركت وظيفتي المهمة في دار النشر التي ظللت أعمل بها ثلاثين عاماً، وتوفي والدي، ورسب ابني في بكالوريوس كلية الطب؛ لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب إصابته في حادث سيارة، وفي نهاية الصفحة كتب: يا لها من "سنة سيئة للغاية!!" ، فدخلت زوجته غرفة مكتبه، ولاحظت شروده، فاقتربت منه، ومن فوق كتفه قرأت ما كتب.. فخرجت من الغرفة وبعد دقائق عادت وبيدها ورقة، وضعتها بهدوء بجوار الورقة التي سبق أن كتبها زوجها.. فتناول الزوج ورقة زوجته، وقرأ فيها: "في السنة الماضية.. شفيت من آلام المرارة التي عذبتك سنوات طويلة، وبلغت الستين وأنت في تمام الصحة.. وستتفرغ للكتابة والتأليف بعد أن تم التعاقد معك على نشر كتاب.. وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والتسعين وتوفي بهدوء من غير أن يتألم.. ونجا ابنك من الموت في حادث سيارة وشفي بغير أية عاهات أو مضاعفات..، وختمت الزوجة عبارتها قائلة: "يا لها من سنة أكرمنا الله بها وانتهت بكل خير".

هذه القصة وقصص كثيرة مشابهة لها يمر بها بنو البشر لتخبرنا أن المصاعب لاتقاس بحجمها فقط إنما بنظرتنا لها، وسبب اختلاف الناس بجميع مستوياتهم نابع من اختلاف نظرتهم لأمور الحياة برمتها وما يمرون به من مواقف وحوادث وتترتب كيفية معالجتهم لها .

فنعجب حين نرى من يعاني من اعاقة جسدية او مرض عضال أو تعرض لحادث مرير لكنهم يثبتون لنا نجاحهم وتفوقهم ونراهم سعداء راضين بقدرهم ونعجب لقوتهم وصلابتهم وكيفية معالجتهم للأمور واستحداث طرق تجعلهم ناجحين وسعداء وكيف نقشوا مجدهم على الصخور ولم تحطمهم مطارق الظروف والانكسارات، بينما نرى آخرين بعكس هؤلاء ينطفئ عندهم نور اليقين بالله وتهتز ثقتهم بأنفسهم بمجرد مشكلة او موقف صعب فيتوحش اليأس بداخلهم ويفترس البسمة والأمل بمخالبه ناسين ومتناسين قوله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَخَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (1)، ويغيبعن ذهنهم ان الدنيا زائلة وكل ظرف يمر هو تجربة وعبرة ودرس.

فمن قال إن الأمور برمتها تبقى على حالها  مدى الدهر!، أو إذا فشلنا لن ننجح!، او إذا أخطأنا لن نصلح!، او أذا أسأنا لن يغفر لنا!.

ولكن هذه النظرة السوداوية التي تحبط الكثيرين وتقطع حبل رجائهم بالله ونحن نبحر بسفينة الحياة المترنحة بالنفوس المختلفة ساهمت بشكل كبير بتفشي الأمراض الجسدية والنفسية والفقر والجوع والظلم والجهل والفساد بأقوام أنعم الله عليهم بثروات الأرض وطاقات عقلية وجسدية هائلة!.

ولهذا فقد ذكرهم الرسول الأعظم (ص) على منبره وهو يقول: "وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَا يَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِاللَّهِ إِلَّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، لِأَنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ بِيَدِهِ الْخَيْرَاتُ يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَدْ أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ ثُمَّ يُخْلِفَ ظَنَّهُ وَرَجَاءَهُ، فَأَحْسِنُوا بِاللَّهِ الظَّنَّ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ" (2).

فأفضل الجسور التي يبنيها الإنسان هو جسر الأمل بالله ونظرة التفاؤل التي تفتح له الآفاق الواسعة وتحول العسر يسرا..

وأحسن الرؤى هي الرؤية الايجابية التي تزهر عرائش الحب والأمل والطموح مهما هبت العواصف..

وخير شعور هو الشعور بالقناعة والرضا لكل الهبات السماوية مهما كانت صغيرة فكلها نعم تستحق الحمد والشكر للوهاب..

وأنجح الأعمال هو العمل الصالح  المعجون بشغف العطاء الذي يزهر ويثمر عناقيد خير...

وأقوى التوكل وأفضله هو على الله تعالى فقد قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (3).

(1) البقرة: 216
(2) الكافي: 2 / 71
(3) الشعراء: 218  

الايمان
الامل
السعادة الزوجية
الحياة
الانسان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    الشهداء أولاً: اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

    النشر : الثلاثاء 06 آب 2024
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    الذكاء.. هل هو صفة وراثية أم اكتساب من البيئة؟

    النشر : الخميس 09 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    بين الولادة والموت.. أوهام مكذوبة

    النشر : الخميس 26 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    قوارير دون رفق

    النشر : الأربعاء 11 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    الدراما الرمضانية: بين نقل الحقائق وتشويه الصور

    النشر : السبت 25 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    متلازمة توقف التنفس أثناء النوم وأهم الخطوات لعلاجه

    النشر : الأثنين 30 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ دقيقتين

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 657 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 442 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 756 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 22 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 22 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 23 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة