• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من كل قُطرٍ يتيمة!

فاطمة أسد / الأربعاء 31 آب 2016 / حقوق / 1632
شارك الموضوع :

على مائدة الطعام كنا نتناول " الباقلا بالدّهن" ليست فاخرة لدي كثيرا و لكنها ممتعة بالنسبة لي ولاخوتي، ابي يلاطفنا كعادته وامي تسكب المزيد لم

على مائدة الطعام كنا نتناول " الباقلا بالدّهن" ليست فاخرة لدي كثيرا و لكنها ممتعة بالنسبة لي ولاخوتي، ابي يلاطفنا كعادته وامي تسكب المزيد لمن ينهي طبقه اولاً، بينما كنا نستمتع بهذه الاجواء الحانية بسلام، قُصفنا بلحظة عابرة.. لحظة لا اعلم كيف حلّت بنا وكيف مرّت، كانت الملعقة بيدي وصحني ممتلئ امامي ولم انتبه الا و السقف يسقط مخيماً علينا دون رحمة..

حينما اتت فرقة الانقاذ لإسعافنا اخرجتني من ركام سقفنا بسلام ولكنها لم تخرج معي الملعقة، لأنها بقيت مع يدي المبتورة تحت الانقاض، وحين وعيت من صدمة المشهد علمت حينها بأن ابويَّ واخوتي اكملوا عشاءهم عند الله اما انا اصبحت اليتمية، تلك هي قصة فاطمة هنا..

و انتِ يا هدى ما هي قصتك؟!
 كنا نتبضع انا وامي في "سوق الخضرة" في بغداد، تسير امي بسعادة معي لأنها تحاول بأن تعتمد علي في شراء حاجاتها و لأكون يدها الثالثة التي تعينها على الحياة، إشترينا جميع ما نحتاج لعشاء تلك الليلة التي نوينا بأن ندعو بها خالتي لمياء واطفالها، و حين عودتنا انفجرت تلك السيارة المفخخه بقوة، تطايرت اوصال البشر من حولها واختلطت الدماء بالأرض بوفرة و لكن لا اعلم كيف وصلت نيرانها بأمي واشتعلت بها دون ان تصل لي، تهاوت حبيبتي على الارض ككيسٍ فارغ، ذبلت واستشهدت وذبلت معها ايامي التي اوصلتني وحيدة الى هنا..

و انتِ يا زينب؟!
 قُتل ابي في حشد المقاومة في السنة الماضية ولم تستطع امي بأن تتحمل مسؤليتي انا واخوتي الثلاث لوحدها.. مما اضطرت لأن تتزوج بمن يعينها على تربيتنا، ولكن المؤسف هو بأن زوج امي لم يكن انساناً سوياً لكي يحسب نفسه اباً حنون على طفلة بسن الثانية عشر، لا بل كان يرمقني دائماً بنظرته المخيفة الشاذة مما جلب خوف والدتي علي و اودعتني هنا بأمان دار الايتام.. تحججت بذلك على انني سأمتلك اخوات كثيرات في الحين الذي هي لم تستطع بأن تنجب لي اخت تؤازرني في اكمال مسيرة الحياة !! يا لسخرية القدر..

 صمتنا قليلاً كصمت شواهد القبور بعد سماع حكاياتنا المؤسفة، القيتُ بنفسي مثل بطانية ناعمة عليهن لأدفّئ صقيع ارواحهن الحائرة و غدونا ننظر تارة لأعيننا البائسة و تارة لضوء القمر الصارخ،  ذاك الذي لا يكترث لحزن احد و لا لفرحة احد بل يظهر بارزاً في كل منتصف للشهور على طي السنين، ليستمتع ببهاءه و شعاعه و كأنه يخبرنا بأن الحياة لا تستحق الحزن و إن حدث ذلك و غُيّبت الفرحة تحت الظلام، لا بأس ستظهر مشعة مرة اخرى..
فها نحن يتامى الآن دون ولي امر، دون مأوى وسكن ولكننا تحت ظل هذا الدار الرحيم نأكل وننام بسلام و رزقنا بصحبة تحن علينا اكثر من اخوتنا الحقيقيين.. ولكننا لا نعلم بأي لحظة سيحين دورنا للإلتحاق بركب الشهداء، فبلادنا اصبحت غادرة تقصفنا بلحظات الحنان و تفخخ وسيلاتها لتفجرنا بساعات الفرح، اي حرباً غادرة تلك، ليت حروبنا كانت في الميدان وجهاً لوجه، ينتصر احدهم و يخسر الآخر وتستقر الاوضاع، لكنها غادرة منافقة تلقلق السلام على لسانها وشفتها و تجسد عكسه بكل شيئ!!
اعلم تماماً بأن الكثيرات في العراق كيتمي انا وهدى وزينب و غدير و سحر و.....  
 اعلم ايضاً بأنهن ربما لا يملكن اي مأوى واي وسيلة للإستقرار سوى التشتت والضياع، ولكن اين التقاة من ذلك؟! اين الراغب بالمكوث بجانب النبي في جنان الرحمن كما وعدهم بأن كافل اليتيم يجاوره في الجنة..
قليل ما نرى تجسيد هذا المعنى وهذا الاجر الوفير.. فماذا لو تبنت الاسر الثرية الاطفال اليتامى لكي تعينهم على التئام جروحهم الجسدية والنفسية و ماذا لو ازدادت الصدقات و العطاءات من الاخيار حتى تستطيع دور الايتام بأن تكمل مسيرة عطائها دون تراجع..
نحتاج بأن نفكر بغيرنا في مسيرة الحياة فربما نُبتلى في يوما ما بنفس بلائهم!!
نحتاج بأن نفكر بيتيمات العراق اللاتي يتزايد عددهن مع كل قصف مع كل انفجار مع كل شهيدٍ حشدي..
 من ليتمهنّ يا ترى؟!

العراق
الارهاب
اليتيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    لماذا أنجبتني؟

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    آخر القراءات

    أبواب متفرقة

    النشر : الأثنين 28 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الظواهر السلبية.. موجة أم حرية؟

    النشر : السبت 19 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أجساد بطعم الفحم: كفن وتابوت

    النشر : الخميس 15 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الطقوس وتأثيرها على تناقل الثقافات والأديان بين الازمنة 

    النشر : الثلاثاء 05 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    من الأفضل في رحلات الفضاء المرأة أم الرجل؟

    النشر : الأربعاء 14 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    هاتف اليوم بديل صحيفة الأمس

    النشر : الأحد 19 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3743 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 455 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 365 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 313 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3743 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1346 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1324 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1194 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 867 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 852 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن
    • منذ 10 ساعة
    لماذا أنجبتني؟
    • منذ 10 ساعة
    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف
    • منذ 11 ساعة
    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • الأثنين 19 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة