تشتاقني المدن القريبة اطير اليها محملة بالفضاء بكل كواكب المجرة اطوف في ازقتها واعيش بها اعرفها من عيون ساكنيها والعيون رسل ومطارات وسكن...
تعلمت يا امي كل لغات العالم عبر الدمعات والعقول والايدي... انصت للحب وعرفته كما عرفت البغض.
في رحلاتي اشتريت لكل الجائعين الخبز والطعام وتحننت على المتشردين والفقراء، لوحت بسيفي امام الطغاة لكني مازلت يا امي كعصفورة مكسورة الجناح امام دمعاتك.
امي... ايتها الرؤيا التي اعيش تفاصيل حياتها في كلماتها ومواقفها اترنم باشعارها وقت الاحزان والافراح البس جلبابها وقت الانتصار واغدو ابنة بارة كما كانت بأبيها....
لعلكم عرفتم من اقصد في ثلاثة احرف اختزلت بها اربعة عشر حرفا كما الانوار وقطرات ندى تلون وجه زهراء...
في التاريخ برزت عدة نسوة اعتلين صهوة المجد عبر مراحل مختلفة في حياة البشرية لعلنا وبحكم كوننا مجتمعا يميل الى السماوات اكثر من ميله الى التراب رغم ما للتراب من اصالة في وجودنا نرى في صاحبات القيم الرسالية امثولة وقدوة ومن يستحقين الخلود في كل عيد للام والمرأة.
ونحن مازلنا شعبا مترفا بالاحاسيس والمشاعر لكل من قدم التضحيات من اجل استقامته وسعادته....
نعم في التاريخ امثلة كثيرة للعديد من النساء اللواتي صنعن للحضارة والامم مايزيد على تقدمها وتطورها سواء كن امهات او اخوات او بنات ازهرن بعلمهن وتقدمن بجهدهن على الكثير من الرجال منهن المعلمات والشاعرات والمحاربات والمهندسات والعابدات لكل واحدة منهن تاريخ وثمار.
لكن هذا التاريخ لطالما رفدنا بإثباتات على ان التقدم المادي رفيق للتقدم الروحي فكل عصور النهضة في مختلف الامم كانت عبارة عن نهضة في الجانب الديني الى جانب التقدم الحضاري ومتى كان الانحدار الديني كانت الحضارة منحدرة ايضا.
ففي الحضارة الاوربية وفي اوج تقدمها العلمي كانت الكنيسة ومازالت هي المحور الذي يدور في فلكها ابناء المسيحية.
وفي ايام النهضة الاسلامية برز العديد من العلماء في مختلف المجالات يوم كان الدين هو الركيزة التي ينطلق منها ابناءه في بناء المجتمع. لذا من الطبيعي ان قدوات هذه المجتمعات هن من ارسين بتقواهن دعائم السماء بل هن من كانت القوى العليا قد اختارتهن لبناء الانسان.
إن الرسالات السماوية تتفق على كون النبي ابراهيم هو الجامع لها ومن شجرته المباركة تفرعت افنان الاديان فنبي الله موسى ثم عيسى ثم محمد عليهم افضل الصلاة والسلام.
ولو تتبعنا حياة كل نبي على حدا لو وجدنا ان للمرأة دور كبير في حفظ الوجود الديني.
فإبراهيم عليه السلام كان متزوجا من اثنين من النساء وموسى عليه السلام كان لامه ولاخته دور في نجاته وحمايته كما كان لاسيا دورها في نصرة دينه. كذلك نبي الله عيسى عليه السلام كان لوالدته وتقواها سبب في وجوده المبارك.
وفي حياة رسول الله صل الله عليه واله كان للنساء دور في مسيرة الاسلام وحفظ رسوله وحمايته... وكل ذلك بعين الله وكان الله سبحانه يسخّر هذا المخلوق المرأة لاصحاب الرسالات ليكن سندا وسببا.
لذلك فإرادة الله سبحانه تترجم بأن المرأة هي العنصر الاقوى كما هي العنصر الاضعف. وقد عرف ذلك كل من واكب الدراسة وتتبع العلم فرأى كيف يستغل الاشرار ضعفها وكيف يقوي الاخيار وجودها.
فإلى جانب من نكون كي نقوي وجودها، كيف نرفع شأنها، كيف نعطيها حقها، هل نراها!..
اضافةتعليق
التعليقات