إن الحياة العادية في القرن الحادي والعشرين تشكل ضغوطا غير عادية بالنسبة للأطفال، الاحداث العالمية تقتحم أكثر العائلات والتليفزيون فتح أعين الأطفال على مشاهد الإرهاب والحروب والكوارث الطبيعية، فيشعر الطفل بأن الكوارث تكون قريبا من بيته.
أما الاعتدءات البدنية والجنسية على الأطفال صارت تشكل خطرا كبيرا على حياتهم، وهناك ضغوطات مثل موت أحد افراد الاسرة أو رحيل أحد الابوين أو الانفصال بينهما.
إنما الضغوطات هي استجابة الجسم للمواقف التي تشكل تهديدا على الإنسان وهو إفراز هرمونات الضغوط والتوتر مثل الأدرينال والكورتزول، وفي حالة المستويات العالية فإن هذه الهرمونات تسبب بإطلاق ردة فعل مثل هروب أو قتال، وفي هذه الحالة تتزايد سرعة النبض
ويرتفع ضغط الدم وتتوتر العضلات أما وظائف الجسم مثل عمليات الهضم فإنها تتوقف عن العمل ويقلل التركيز في هذه الحالة.
إن الأطفال الذين يعيشون الكوارث بشكل مباشر أو من خلال تكرار رؤيتهم لها على شاشات التلفيزيون هم أكثر الأشخاص الذين يعانون من الضغوط النفسية وعلى الأباء الانتباه على ردود أفعالهم تجاه الضغوطات فالأطفال يتبعون في العادة ما يقوم به الآباء.
أما في الاعتداء البدني إن الشخص البالغ الذي يقدم على ايذاء الطفل هم من الذين فقدوا السيطرة العاطفية والبدنية على انفسهم وهم تعرضوا في طفولتهم للإهمال أو الإساءة وبهذا الشكل يعلمون الاطفال حل المشاكل في العنف، فالأطفال الذين يتعرضون للضرب بشكل متكرر هم يتبعون نفس الطريقة في حل المشاكل.
أما بالنسبة الى العنف المنزلي فلكل عائلة خلافاتها وفي كثير من الأحيان تتحول النقاشات الى صياح ثم الى تهديدات وضرب، الأطفال الذين يشهدون أن أحد الوالدين يؤذي الآخر، معرضون للغضب والعجز في آن واحد وفي أثناء العراك يتكومون في أحد الاركان ثم يجدون أنفسهم ميالين الى الإلتصاق بأحد الوالدين وعادة ما يكون الام، فهؤلاء الاطفال يجدون صعوبة في النوم وفي التركيز بالمدرسة ويصبحون عدوانيين.
ومن الضغوطات التي تؤثر على نفسية الاطفال موت أحد أفراد الاسرة، فأفكارهم تتأثر في مرحلة ما قبل المدرسة بشكل انهم يعتقدون أن الاموات سوف يعودون للحياة يوما وايضا يميلون الى هذة فكرة أنهم مسؤولون عن كل شيء بما يحدث من الموت في عالمهم، فالآباء يستطيعون مساعدتهم على التعامل مع الحزن، فليس على الآباء اخفاء حزنهم ولكنهم قادرون على التحكم بمشاعرهم بشكل سليم وهكذا يتعلم الطفل بأن لك مشاعر قوية وأن يتأقلم مع مشاعره بشكل سليم.
وأما الانفصال عن أحد الأبوين يسبب بفقد احساس الأمان الذي يعيشه الطفل ويخلق له صعوبات بعيدة المدى، يشعر الطفل بالإكتئاب نتيجة الانفصال عن الوالدين ويصاب الطفل بقلق عميق فعلى الوالدين شرح وتفسير الخلاف بينهما دون التركيز على التأنيب والتوبيخ ومن الحكمة ألا تصل كلمة الطلاق الى مسامع الاطفال وعندما يحدث الطلاق فلابد من مناقشة الامور مع الأطفال، فإن الاسرة في فكر الطفال عالم يتكون من شخص الام والأب ومجرد اقتراح هدم الاسرة يعني لهم نهاية العالم.
فمن الضروري شرح الطلاق لهم بحرص شديد، وإقناعهم للعيش مع احد الابوين معظم اوقاتهم ولكن يقدرون التواصل مع الأم أو الاب ويطرحون مشاكلهم وأسئلتهم ومن الحكمة تصويب فكرة اسباب الطلاق.
اضافةتعليق
التعليقات