• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

زمن الإشباع الفوري: حينما تُباع السعادة بنقرة واحدة

جنان الهلالي / الأثنين 06 كانون الثاني 2025 / اعلام / 634
شارك الموضوع :

هذه الراحة المطلقة أضعفت قدرتنا على التعامل مع لحظات الفراغ، ودفعنا نحو سعي دائم وراء التحفيز اللحظي

لقد دخلنا عصرًا جديدًا من الحياة الإنسانية، حيث أصبحت المتعة والسعادة منتجات تُباع وتُستهلك بسهولة مذهلة. بلمسة واحدة، يمكننا الوصول إلى عوالم الترفيه، التسوق، العلاقات الاجتماعية، وحتى المشاعر التي كان الإنسان يسعى لها عبر التجارب الطويلة والمعقدة. لكن هل هذا الإشباع الفوري يصب في مصلحة الإنسان حقًا؟ أم أنه يفتح الباب لتحديات أعمق؟ أصبحت الحياة تدور حول الوفرة والسهولة: تسوق بلا عناء، ترفيه لا يعرف التوقف، وتواصل اجتماعي أصبح افتراضيًا بالكامل.

هذه الراحة المطلقة أضعفت قدرتنا على التعامل مع لحظات الفراغ، ودفعنا نحو سعي دائم وراء التحفيز اللحظي. وهكذا، تحولت أيامنا إلى دائرة لا تنتهي من البحث عن الإشباع السريع، مما ترك أثرًا عميقًا على عافيتنا النفسية والجسدية.

لكن ما يبدو كعالم من الراحة يخفي في طياته مشكلات جوهرية. فالإشباع الفوري يجعلنا أسرى للملل سريعًا؛ ما نحصده بسهولة نفقد قيمته بسهولة أكبر.

آنا ليمبيكي، الطبيبة النفسية البارعة، في كتاب (أمة الدوبامين) تفتح أعيننا على قوة الدوبامين، هذا الناقل العصبي الذي يشعل فينا شرارة السعادة والرغبة، لكنها أيضًا تبيّن لنا الجانب المظلم: الإفراط في البحث عن السعادة اللحظية يقودنا إلى الملل، القلق، وفقدان المتعة في الأشياء البسيطة. ولخصت أهم خطوات التخلص من خطر وحش الدوبامين.

الصيام الدوباميني: الصيام الدوباميني يساعد في إعادة ضبط الدماغ، من خلال الابتعاد عن المتع الفورية والتركيز على أنشطة ذات معنى. السعادة الحقيقية تُبنى في التفاصيل البسيطة والعلاقات العميقة، وليست في المتع العابرة.

نجد أنفسنا اليوم في دوامة مستمرة من الاعتماد على عادات يومية تبدو عادية، لكنها تحمل طابعًا إدمانيًا: التمرير المتواصل عبر وسائل التواصل، قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات لمتابعة المحتوى، أو التسوق بلا حاجة حقيقية. هذه الأنشطة تحفز الدماغ بإفراز مكثف للمواد المسؤولة عن الشعور بالمتعة، لكنها تترك الإنسان في النهاية محاصرًا بالخواء، التوتر، وأحيانًا في حالة من الحزن العميق.

وعلى الرغم من أن هذه الأدوات توفر الوقت والجهد، إلا أن الإنسان يدفع ثمنًا نفسيًا غير مرئي. الإدمان على الاستهلاك الرقمي يعطل قدرته على الصبر، يقلل من عمق التجارب، ويجعله يبحث عن لذة جديدة بمجرد أن تخبو لذة قديمة. والأخطر، أن السعادة تُصبح مفصولة عن معناها الحقيقي، وتُختزل إلى مجرد حالة عابرة من الإشباع السريع.

العزلة والتقوقع

في عالم يزعم أنه أكثر اتصالًا من أي وقت مضى، يبدو أن العزلة أصبحت السمة الغالبة لحياتنا. مع كل هذه التطبيقات والمنصات التي تدعي تقريبنا من بعضنا البعض، نجد أنفسنا في الواقع نبتعد، ليس فقط عن الآخرين، ولكن عن أنفسنا أيضًا. وكما يبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي خلقت وهماً بالعلاقات الحقيقية. بضغطة واحدة، يمكننا التواصل مع أي شخص في العالم، لكن هذا الاتصال السريع غالبًا ما يكون سطحيًا، يفتقر إلى العمق الذي يحتاجه الإنسان لبناء علاقات حقيقية. الإدمان على هذا النمط من التواصل يجعلنا نُغرق أنفسنا في عالم افتراضي، حيث تكون الحوارات قصيرة، والمشاعر مُختصرة، والتفاعلات مجرد إشعارات.

مع كل هذه السهولة في الوصول إلى كل شيء، من الترفيه إلى التسوق وحتى العلاقات، بدأ الإنسان يختصر تفاعله مع العالم الحقيقي، والتقوقع داخل الذات.

الاجتماعات العائلية استبدلت بالمكالمات المصورة، والأحاديث العفوية أفسحت المجال للرسائل النصية، مما جعلنا نعيش في فقاعات فردية مغلقة. الغريب في الأمر أن هذا الانفصال الاجتماعي يحدث رغم أن الجميع متصلون دائمًا. نعيش حالة من العزلة بين الحشود الرقمية؛ حيث نحظى بالكثير من "المتابعين"، لكن القليل جدًا من الأصدقاء الحقيقيين.

وبلاشك هناك آثار نفسية واجتماعية لهذا الغزو الناعم حيث يؤدي هذا التقوقع إلى مشكلات نفسية متعددة، مثل الشعور بالوحدة المزمنة، القلق الاجتماعي، وفقدان القدرة على التواصل الواقعي. كما أن الاعتماد على العالم الافتراضي يمنع الإنسان من تطوير مهاراته الاجتماعية الحقيقية، ويحدّ من فرص بناء ذكريات وتجارب إنسانية حقيقية.

هل يمكننا العودة إلى الذات؟

الحل يكمن في إعادة التوازن. علينا أن نعيد التفكير في علاقتنا بالتكنولوجيا وأن نُخصص وقتًا للعيش بعيدًا عن الشاشات. لقاء الأصدقاء وجهًا لوجه، ممارسة الهوايات الواقعية، أو حتى قضاء الوقت في التأمل والتفكر، يمكن أن يساعد في تقليل آثار هذا الإدمان.

"السعادة بنقرة واحدة" قد تبدو جذابة، لكنها في جوهرها زائفة. فالسعادة الحقيقية تأتي من رحلة طويلة من السعي والمعنى، وليست مجرد وجهة تُختصر بتقنية أو تطبيق. والعالم الرقمي قد يسهل حياتنا، لكنه أيضًا قد يسرقها منا إذا لم نكن واعين. العزلة ليست قدرًا محتومًا، ولكنها نتيجة لاختيارنا الابتعاد عن العالم الحقيقي، بحثًا عن وهم السهولة والراحة.

وسائل التواصل الاجتماعي
الانترنت
العاطفة
السلوك
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين

    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة

    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟

    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    آخر القراءات

    من قصص الكفاح: فاطمة الزهراء الحاصلة على لقب الأم المثالية في مصر

    النشر : الأربعاء 24 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الحنّاء.. جمال وصحة

    النشر : الثلاثاء 08 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    فاطمة الزهراء.. الحجة على الأئمة الطاهرين

    النشر : الأثنين 27 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    شركات إنترنت عملاقة تتعاون لإزالة المحتوى المتطرف

    النشر : الجمعة 09 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    كيفية التعامل مع الذين يعانون من الكذب المرضي؟

    النشر : الخميس 24 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 39 ثانية

    طريق عشق.. يقال إنه الجنة!

    النشر : الأربعاء 08 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 45 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1257 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 521 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    • 378 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 368 مشاهدات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    • 367 مشاهدات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    • 367 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1362 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1257 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 807 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 656 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين
    • منذ 2 ساعة
    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة
    • منذ 2 ساعة
    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟
    • منذ 2 ساعة
    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة