• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

النهضة الحسينية.. تجسيد لمنهج القرآن في شجب الظالمين

جنان الهلالي / الثلاثاء 16 آب 2022 / ثقافة / 1394
شارك الموضوع :

عاشوراء ليست مناسبة دينية فحسب ولا هي مناسبة لأداء الشعائر فقط إنما هي بيعة ولائية لتجديد وتجسيد مبادئ القرآن

شكلت مدرسة عاشوراء ومضامينها، مدرسة حية وشاخصة، أمام البصائر والأبصار، ينهل منها من يرغب من الناس، أفكار الفضيلة والسمو والترفع عن الصغائر ونبذ الظلم والجور، تطرح أفكارها وشعاراتها المستمدة من القرآن كلام الله، وتترك الخيار للإنسان ليميز الخبيث من الطيب، أو يعيش عبداً يقبع في براتين الجهل والظلم، أو حراً أبيّاً، حتى وإن استدعى الأمر أن يقدم التضحيات الجسيمة في سبيل تلك المبادئ والقيم التي نص عليها القرآن الكريم واتخذها الرسول شعاراً لدولته.

وخرج الحسين -عليه السلام-  ينادي بطلب الإصلاح في أمة جده، حيث قال سلام الله عليه: "من أقر بالذل طائعاً فليس منّا أهل البيت".

لترسيخ المبادئ العظيمة التي فرضها الله على العباد، كونه إمام زمانه وتفرض عليه الإمامة نصرة الدين وإغاثة المظلوم بما لحق بالأمة إبان حكم الطاغية يزيد بعد أن تهافتت عليه الرسائل في الإصلاح وتخليص الأمة من الظلم والجور.

ولكن ينبغي أن لا ننسى بأن المدرسة العاشوررائية العظيمة، وصلت إلينا بعد التضحيات الجسيمة، التي قدمها الحسين -عليه السلام-  وأهل البيت وأصحابه وهم الفئة القليلة أمام الكثرة المهولة لجيش عمر بن سعد.

حيث واجهوا الصعاب والمخاطر، ولا سيما من قبل الحكام الطغاة، فكانت قيم عاشوراء، ولا تزال تشكل خطرا على الظالمين وحكام الجور لكل بلدان العالم، هي شعارات غير محصورة بفئة معينة، متجسدة من كلام الله، هي مسيرة لا بد لها أن تستمر ومبادئ ترسو عليها قيم أهل الأرض فمن الْمُسَلَّمَات أن تمتد إلى الأجيال القادمة.

استذكار النهضة الحُسينيّةِ اعتقاداً وفكراً ومنهجاً وسلوكا:

إن طبيعة الإنسان تدفعه للتعلق بالدنيا، والاستجابة لإغواءاتها من حيث الجاه والمكانة والسلطة والنفوذ، وصنفها القرآن بأنها الأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي وهداه إلى طريقه فالإنسان يطمح ولا يتوقف إلى حد معين للحصول على الأفضل، فكلما أعطته الدنيا طلب المزيد، فمن يعصمه من حبل المعصية لو ما تمسك بالقرآن وعترة النبي "صلى الله عليه وآله" الطاهرة والسير على نهجهم واتباع أثرهم في إصلاح نفسه ودينه.

فاستذكار القضية الحسينية في موسم عاشوراء استنهاض للهمم وتجديد قيم الحياة النبيلة، وتغدو قريبة المنال لكل إنسان، يكون الإنسان فيها أكثر استعدادا لمساندة الحق، مستمدا رؤيته وإيمانه هذا من رؤية ومبادئ واقعة الطف التي هزت عرش الطغيان قبل قرون، فعاشوراء ليست مناسبة دينية فحسب ولا هي مناسبة لأداء الشعائر فقط إنما هي بيعة ولائية لتجديد وتجسيد مبادئ القرآن، التي نادى بها الإمام الحسين "عليه السلام" والتي قَدَم إزاءها حياته وأهل بيته الكرام ثمناً لمقارعة الظلم والانحراف السياسي والأخلاقي، المتمثلة بحكم آل أمية، الذي حاولوا فيه أن ينحرفوا بالإسلام عن مساره، وكي يُجِيرُوا الدين لمصالحهم وما تبتغي أهدافهم، في الحفاظ على كرسي الحكم بالظلم والجور والتجهيل وإراقة الدماء وكبت الآراء، وكل الوسائل التعسفية التي تساعدهم على البقاء لأطول زمنا في كُرْسِيّ العرش.

فكانت الثورة الحسينية إكسير الشجاعة، للمظلومين والمستضعفين في نصرة الحق ومقارعة حكام الظلم والجَور، بدأت بحكومة ابن زياد واستمرت عبر الأزمان ولاتزال تعلن مقارعتها لبؤر الظلم وأصحابه في جميع أنحاء المعمورة. فالإنسان مخير يمكنه أن يجدد أفكاره وينظر للمحيط الذي هو داخل دائرته، ومدرسة عاشوراء حاضرة في كل موسم يستطيع أن يتخذ من مبادئها ومنهلها كيف شاء.

فإذا أصلح نفسه أصلح من حوله حتى وإن كان ذلك الإصلاح محدودا فالتغير قد يحدث تأثيرا كبيرا، فالإسلام بدأ بفرد واحد هو خاتم الأنبياء محمد (صل الله عليه وآله)، ونما ليُصبح هذا الفرد مئات الملايين يتوزعون على أرجاء المعمورة كلها. والغلبة لا بد من أن  تكون لأصحاب الحق، انتهت ثورة عاشوراء باستشهاد الحسين "عليه السلام" وأهل بيته ظنَّ يزيد أنه هو من انتصر، وشاهد العصر يرى معالم المبادئ التي استشهد من أجلها الحسين "عليه السلام" في جميع المعمورة فأصبحت منارات مضيئة وشعارات يهتدي بها الجميع. وماتزال ثورة الإمام الحسين متجددة الأفكار والمنهج والأثر في النفوس.

لابد لكُلٌّ منّا أن يتحمل مسؤوليّةَ الحفاظِ على هذه الثورة الحُسينيّة المُباركة من خلال إصلاح نفسه وأهله وأسرته، ومن خلال اجتهاده بتوعية المُجتمع الذي حوله بأهميّة هذه الحركة وعظمة هذا المشروع الحُسَيني العظيم، ومع هذا الاستذكار المتواصل لقضية الحسين "عليه السلام" قيماً ومفاهيم يكون الإنسان أكثر استعدادا لمساندة الحق، والعودة إلى كتاب الله، مستمدا رؤيته وإيمانه هذا من رؤية ومبادئ واقعة الطف التي هزت عرش الطغيان ونادت بتجسيد كتاب الله والعمل به. والسلوك الذي يؤدي بالنتيجة إلى مخافة الله وهي رأس الحكمة التي تجعل من الإنسان في حالة انتباه دائم بعدم التجاوز على حدود الله تعالى، ممثلة بعدم التجاوز على حقوق الآخرين وهو مطلب يقع على رأس قائمة الإيمان الحقيقي.

وهكذا تكون هذه الواقعة المتجددة أبداً من كل عام معياراً لقياس وكشف الظلم وإفرازاته التي تنعكس على البشرية أجمع، ودافعاً عظيماً على رفضه أياً كان مصدره والوقوف بوجه الظلم والقهر والبطش بالآخرين من دون مراعاة لحرمة الإنسان وحقوقه التي أقرتها الأديان السماوية والأعراف البشرية.

فهي ثورة متجددة ما بقيت الدهور ومهما امتد بها الزمان. لذا فإن عملية الإصلاح الشاملة وإغاثة المظلوم والثورة ضد حكام الجور والظلم، لابد أن تتفاعل دائما في ذكرى مراسم عاشوراء، استرشادا بالهدف الأعظم للإمام الحسين "عليه السلام"، وهو القيام بعملية إصلاح واسعة وشاملة للنفوس والقلوب والنوايا وتثبيت الهمم.

فما أحوجنا إلى مبادئ إصلاحية جادة وعالم اليوم حائر يصطلي بنيران الأزمات تطحن عظامه العنف والإرهاب والفساد، ومجتمع تختنق أنفاسه بآلام الفرقة والأمراض الفكرية. العلاج الإصلاحي في متناول الجميع، في تجسيد القرآن وفكر أهل البيت فهل نستطيع أن نغترف من مناهل ذلك العلم؟.

الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
الفكر
الايمان
القرآن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    هل يعاني ابنك من مشاكل في تكوين صداقات؟

    النشر : الثلاثاء 01 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    التقوى في التصورات: بناء الوعي الداخلي ونقاء القلب

    النشر : الأربعاء 09 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    قُصصٌ وَ فُرَصٌ ١١: آيتان وإشارتان تربويتان لكل رسالي

    النشر : الأحد 08 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    هي والله مريم الكبرى

    النشر : السبت 18 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    أسماء تتعدى المألوف وتثير الجدل لحامليها

    النشر : الأثنين 10 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    مهنة الحلاقة.. بين الماضي والحاضر

    النشر : الثلاثاء 15 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1213 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 445 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 435 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 419 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 394 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 388 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1579 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1317 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1213 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1174 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1110 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 758 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة