قال الله العظيم في كتابه الكريم: (إهدنا الصراط المستقيم).. إن هذه الآية القرآنية الكريمة تعد من الايآت الظاهرة الدلالة الواضحة الجلية المعنى إلى أبعد الحدود لكنها وهنا المفارقة المِلفتة تختزن بحراً من الأسرار والغوامض والمعاني والبطون، كما تستدعي الكثير الكثير جداً من البحوث الكلامية والفقهية والفلسفية والاجتماعية والنفسية والاجتماعية وغيرها.
وعادة البشر يعلمون ظاهر الحياة الدنيا فقط لمكان (من) التبعضية قي قوله تعالى: (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا)، فلايعلمون من باطنها شيئاً كما لايعلمون من الآخرة شيئاً لا من ظاهرها ولا من باطنها ومنها الآية: (إهدنا الصراط المستقيم).
فإننا نجد أن ظاهر الآية واضح جدا وهو الدعاء بأن يهدينا الله تعالى الى الصراط المستقيم، ولكن وراء هذا الظاهر تكمن العشرات من الحقائق والدقائق واللطائف والبحوث..
كتاب (إهدنا الصراط المستقيم) وهو مجموعة محاضرات سماحة السيد مرتضى الحسيني الشيرازي (دام ظله)، والآية المذكورة التي هي موضع البحث في الكتاب المختار لنادي أصدقاء الكتاب الشهري.
الآية تدور في دوائر أربعة وهي (الهداية) و(الصراط) و(الاستقامة) و(الحجج على الصراط المستقيم).
والتعرف على مراحل الكمال والأرشاد إلى أنواع التكامل لكل مؤمن مهتدٍ والمخاطر التي يواجهها المؤمنون والمهتدون في الحياة والتي يحتاجون فيها إلى طلب الهداية من الله تعالى.
وكذلك الحجج التي يمكن الركون إليها في الوصول إلى الحقائق الميتافيزيقية وأهمها وجود الخالق جل إسمه ووحدانيته وعدله وبعثه للرسل إضافة إلى سائر مسائل أصول الدين.
ويكمن الاستفهام هو إن طلب الهداية من المهتدي بالفعل وماهي وجوه ذلك؟ وأن الحجج في الشوؤن العقائدية قد لاتكون عقلية قطعية دائماً، فهل هنالك أنواع أخرى من الحجج وهل هي كافية ومؤمنة؟!
وقد إعتمد البحث مناهج عدة تحليلي وفلسفي ولغوي وتاريخي إضافة إلى كونه تربوياً 'اخلاقياً' وهو يمزج بين المنهجين العقلي والنقلي في مباحثه كما يستخدم المنهج المنطقي القياسي للاستدلال على بعض مسائله أو للإرشاد إلى بعض مطالبه:
كما إعتمد على الدلالات المتنوعة المنطقية - الأصولية كالدلالة الالتزامية ودلالة الاقتضاء ودلالة التنبيه والايماء أو الاشارة وشبه ذلك وهو منهج علمي بالأساس.
وتضمن الكتاب ضرورة طلب الهداية من الله تعالى في مرحلة العلل المبقية وللدرجات العليا وفي القضايا المستحدثة والمواقف الصعبة، وأيضاً الهداية التكوينية والشهودية.
كما تطرق إلى أنواع الحجج والأدلة ومنها:
الأدلة العقلية والعقلائية والعلمية والتجريبية وأنواع أُخرى مثل رهان باسكال ونظرية پلانتيينگا في الربورت المتطور والذكاء الصناعي وفلسفة الذهن والأذهان الأخرى، واعتمد البحث على المراجع الأساسية في تفسير القرآن الكريم وفي مصادر الحديث.
إضافة إلى بعص المصادر الكلامية والعلمية ذات الصلة بمحور البحث، وكذلك اعتمد بشكل كبير على منهج التدبر في القرآن الكريم والتفكر فيه وإستنطاق آياته ودلالاته الخفية..
اضافةتعليق
التعليقات