• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لا تكوني أماً تصنع الطعام

سمانا السامرائي / الخميس 30 حزيران 2022 / حقوق / 1783
شارك الموضوع :

إن ما تفعله هذه السيدة عندما يكون نابع من اختيارها الواعي وإدراكها للسبب الجوهري المحرك لأفعالها هو أمر يستحق أن يثنى عليه

تحب بعض النساء التعبير عن مشاعرهن عن طريق العناية بأبسط تفاصيل الآخر، فإن كانت ربة أسرة، فهي تحاول جعل منزلها نظيفاً مريحاً للسكن، جذاباً ليتغلب على أي مقارنة، ويستهويها إعداد وجبات شهية لإسعاد أفراد أسرتها والحفاظ على صحتهم، تضع جداول أسبوعية ترضي الجميع وتلبي احتياجاتهم، وتهتم بتعليم أولادها وقيافتهم ورفاههم فهي تهتم بأوقات فراغهم اهتمامها بأوقات انشغالهم، وحتى أصدقائهم فهي تعرفهم وتعرف أسرهم وتتواصل معهم، وغير ذلك الكثير من المهام التي تعبر عبرها عن حبها الوافر.

إن ما تفعله هذه السيدة عندما يكون نابع من اختيارها الواعي وإدراكها للسبب الجوهري المحرك لأفعالها هو أمر يستحق أن يثنى عليه، ولها من الله جل وعلا أجر عظيم كما روي عن رسول الله (صلوات الله الزاكيات عليه وعلى آله) (أيما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئا من موضع إلى موضع تريد به صلاحا إلا نظر الله إليها، ومن نظر الله إليه لم يعذبه)، غير إن المعضلة تبدأ عندما تصادر أولادها حقهم في تحمل مسؤولية أنفسهم، وتلزم نفسها بما هو ليس من متطلبات الحياة، وأن تُحصر أدوارها الحياتية بالرعاية، وتخشى من وصمة العار إن استعانت بخدمات أو أشخاص لتيسير أعمال المنزل والتفرغ لمهام أخرى أكثر أهمية.

يتحول الفعل المنطلق من الحب عند هذه السيدة إلى تحميل نفسها ما لا طاقة لها به دون أن تعي انطلاقاً من المفهوم الوهم "الواجب" وخوفاً من كلام الناس، فتغدو تربية الأطفال وتولي أمور المنزل كابوساً حقيقياً وحملاً يأكل من روحها شيئاً فشيئاً.

إن الأطفال لن يذكروا كم مرة أعدت الطعام، وكم مرة غسلت الملابس، وكم مرة كنست الفناء،  وكم يوماً ذهبت إلى العمل وبذلت جهداً مضنياً من أجل مرتب تنفقه كله لمشترياتهم، لن يعنيهم كل هذا، بل ربما سيقولون لها بعد كل تلك الجهود المضنية "أنت دائماً مشغولة وعصبية، لم تكوني موجودة عندما احتجنا لك".

ما لا تدركه هذه السيدة أن الأولاد سيحبون أمهاتهم حتى وإن افترقوا عنهن معظم أعمارهم، وستنمو أواصر من المحبة العميقة في اللقاء الأول رغم إن الأم لم تطبخ لهم صحناً واحداً في حياتها، ولم تحممهم، ولم تمسح زوايا المنزل جيداً، لأن الأم هي الأم، لا شيء يحل محلها، ولا أحد يستطيع أخذ مكانها، ولا عمل يزيد من قدرها أو ينقص منه.

ما يحتاج إليه الطفل هي تلك الساعات التي تستمع الأم فيها إلى أحاديثهم مهما بدت لها سخيفة، وتقرأ لهم فيها الحكايات، وما هم بحاجة له حقاً هي تلك التجارب التي يتشاركونها مع الأم والتي ستيسر لهم فهم الحياة فيما بعد، هم بحاجة إلى كلماتها التشجيعية، ثباتها، حكمتها، إرشادها الهادئ.

وما تحتاج إليه السيدة هو نفسها، ألا تنسى أن هذه الأوقات التي تمر هي جزء من حياتها، تتشارك مع أولادها لمدة ما لكن الأولاد سرعان ما يكبرون ويستقلون وتكون لهم حياتهم الخاصة بعيدا عنها، هي بحاجة إلى تخصيص وقت لنفسها تتفرغ فيه لفعل أشياء عظيمة جداً أو غير عظيمة البتة، المهم إنها أشياء لها، أشياء تسعدها، أشياء تحافظ على بقاء ملامح شخصيتها لتكون قدوة لأولادها بالعيش الصحي الهانئ، ليعودوا لها دائماً كأصدقاء مهما بلغ بهم العمر من مبلغ.

دور الأمومة أحد أدوارها في الحياة وليس جميعها، كما إن الأمومة لا تعني بالضرورة طبخ ثلاث وجبات يومياً لعشرين عاماً مستمرة بما في ذلك الحلويات والمشروبات والوجبات الخفيفة.

إن لم تحرر هذه السيدة نفسها من زوبعة الأعمال اليومية التي لن يذكرها بتفاصيلها غالباً أي أحد والتي ستدك جسدها وتفنيه، سيكون المستقبل محملاً باللوم لأولادها من قبلها ومن قبل الآخرين لأنهم لم يعتنوا بها بقدر كل ما بذلته من جهد وطاقة، وبقدر كل ما تركت من الأمور التي تحب وتريد ومن أحلاها، أي بقدر كل ما ضيعته من نفسها، وهم لن يستطيعوا رد كل هذا الدين لأنهم لم يختاروه بل هي من قررت فرضه عليهم، وهم لا يعرفون ما هو لأنهم لا يعرفون من هي قبل أن تتخلى عن كل شيء طوعاً أو تحت إجبار العادة.

ستبقى حلقة اللوم المستمرة لا تخمد، تتسع لتأكل كل السعادات كما يأكل النار الحطب، وستكون العلاقة دائماً علاقة بينها وبين أبنائها علاقة مشوبة بتأنيب الضمير، الحسرات، الخذلان، الإحباط، وعدم الفهم، وهي لا تريد لأي من هذا أن يحدث، لا تريدهم عبيداً لتضحياتها الجسام، هي تريدها علاقة حب واحترام وتقارب روحي.

يحق لتلك السيدة أن تتعب، يحق لها ألا ترغب بالقيام بالأعمال المنزلية، يحق لها ألا تكون مثالية، يحق لها أن تستعين بكل الأجهزة والأدوات والخدمات والأشخاص الذين يجعلون حياتها مريحة، يحق لها أن تختار الطريقة التي تكون بها أماً صالحة، يحق لها أن تقرر، فهي لا تشبه غيرها من النساء، وعائلتها لا تشبه غيرها من العوائل، وخيارات الحياة المناسبة لها خيارات فريدة كفرادتها.

الابناء
الأم
الاسرة
العاطفة
القيم
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    التونة المعلَّبة.. فوائد صحية وأخطاء في التخزين والتناول

    النشر : الأربعاء 05 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قراءة في موسوعة طبية: موسوعة دايفيدسون

    النشر : الثلاثاء 27 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ماذا لو عاش الإنسان بلا ذكريات؟

    النشر : الخميس 18 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    تعرف على فنون الإلقاء في البرامج

    النشر : السبت 19 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    نسخٌ بشرية مكررة على منصات التواصل الإجتماعي

    النشر : الأحد 14 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    لا \"تتحفه\" بنصائحك الباهتة.. 10 جمل احذر قولها لمريض الاكتئاب

    النشر : الأثنين 10 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 887 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 767 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 450 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 375 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 349 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1356 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1344 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1218 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1143 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1066 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1063 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 6 ساعة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 6 ساعة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 6 ساعة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة