قرأت مرة: شكرا للناس اللذين رائحتهم طيبة خصوصا اللذين يتركون وراءهم في المصعد أو في المطعم أو في السيارة أو في أي مكان يدخلونه ولو على شكل
موجة خفيفة بعد أن يمروا من جنبنا، بسببكم تبدو الحياة أفضل ولو لثوانٍ عديدة.
فعلا هناك من يجعل الحياة أجمل ولو للحظات بالتأكيد مع مراعاة الحرمات وإن التعطر للمرأة لا يمكن أن يكون للأجنبي، على العموم أخذني الكلام إلى رحلة بما إن رائحة طيبة تؤثر لحظات على حياتنا وتجمل واقعنا ولو دقائق معدودة مابال رائحة أقوالنا حيث إنها خالدة بعض الشيء وتترسخ في خلايا القلب قبل العقل، هل راجعنا أقوالنا ودققنا في أنها تحمل أية رائحة؟
وهل إنها تترك الجمال في حياة الآخرين وتزهرهم أم تسبب لهم اليأس والألم، وبعد ذلك ماهي رائحة أفعالنا؟ هل أنها طيبة أم عفنة؟
هناك من نرتاح لهم ونطمئن ونجد شيئا من الجنة في حضرتهم وهناك من نصاب بالذعر والخوف عند رؤيتهم ونشعر بأن الجحيم سوف يحرقنا بلهيبه، من يتركون فينا أسوء المشاعر والأوجاع، من يقلبون حياتنا رأسا على عقب بسلبيتهم وتأثيرهم السيء على حياتنا.
هناك آثار جانبية للأقوال والأفعال، بما إن الجسم يفرز روائح مختلفة عندما يأكل أكلات متنوعة كذلك النفس تفرز روائح مختلفة ربما تكون مصدر الراحة لنا وللآخرين أو ربما مصدر الشؤم والحزن ولكن مع تأثير أقوى من العطور العادية التي تستخدم لأجل تعطير الجسد.
وهناك أمور تزيد طيب رائحتنا منها ذكر أهل البيت عليهم السلام، ورد عن شاذان بن جبرئيل القمي في كتاب الفضائل: باسناده يرفعه عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "ما اجتمع قوم يذكرون فضل علي بن أبي طالب عليه السلام، إلا هبطت عليهم ملائكة السماء حتى تحف بهم، فإذا تفرقوا عرجت الملائكة إلى السماء، فيقول لهم الملائكة: إنا نشم من رائحتكم ما لا نشمه من الملائكة، فلم نر رائحة أطيب منها، فيقولون: كنا عند قوم يذكرون محمدا وأهل بيته عليهم السلام، فعلق علينا من ريحهم فتعطرنا، فيقولون: اهبطوا بنا إليهم، فيقولون: تفرقوا ومضى كل واحد منهم إلى منزله، فيقولون: اهبطوا بنا حتى نتعطر بذلك المكان.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: تعطروا بالاستغفار لا تفضحكم روائح الذنوب.
هل لكم معي أن تتخيلوا أنكم من يصنع عطوركم بانفسكم فماذا سوف يكون الخليط؟
الكثير من شجرة حب أهل البيت والصدق ونضع بذور الوفاء وأوراق حب الخير للآخرين ومساعدتهم والكثير من الإيثار لنترك آثار طيبة غير مرئية، آثار مخلدة تكون آية لنا في الخلد فشكراً لله الذي هيأ لنا من يجعلون حياتنا أجمل لا لدقائق معدودة فقط بل لأيام ولسنوات في رعاية الله وحبه..
اضافةتعليق
التعليقات