حذر باحثون ألمان من التأثير المحتمل للتغير المناخي على صحة الإنسان وبالأخص صحة الكلى. فكيف يصل تأثير تغير المناخ إلى كلى الإنسان؟ وما هي طرق الوقاية من المرض؟
على صفحته الإلكترونية، حذر معهد روبرت كوخ الألماني من تغير المناخ والتهديد الكبير الذي يشكله على صحة الإنسان. من جهتها قدمت الجمعية الألمانية لأمراض الكلى تقريراً حديثاً، يكشف عن مدى تأثير تغير المناخ على صحة الكلى. نتائج هذا التقرير، بالإضافة إلى دراسات أخرى نشرها الموقع الطبي "Heilpraxis.“
باتت أضرار التغير المناخي ملحوظة في جميع أنحاء العالم، آخرها درجات الحرارة القياسية التي سجلت في صيف 2022. إذ تزيد درجات الحرارة العالية بشكل ملحوظ من استهلاك الجسم للسوائل وقد لا يشعر المرء بذلك. لكن بمجرد أن يفتقر الجسم إلى السوائل، تبدأ الكلى في توفير الماء مما قد يؤدي إلى نقص السوائل في نظام الأوعية الدموية وضعف تدفق الدم إلي الكليتين. مما قد يؤدي إلى تطور المشكلة إلى مرض الفشل الكلوي الحاد.
ربطت دراستان نُشرت نتائجهما على الموقع الألماني الطبي"Heilpraxis“ بين درجات الحرارة العالية مع مرض الفشل الكلوي الحاد.
في دراسة من شيكاغو، كان 50 في المائة من المصابين يعانون من الحمى الروماتيزمية بسبب التعرض إلى ضربة الشمس. وفي دراسة أخرى احتاج 10 إلى 30 بالمائة من حالات الفشل الكلوي الحاد الناتجة عن ضربة الشمس إلى غسيل للكلى.
هذه الفئة الأكثر عرضة للخطر
كبار السن بالأخص معرضون للأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة. لأن الشعور بالعطش يتناقص مع تقدمنا بالعمر، وبالتالي لا يلحظ المرء حاجته للسوائل أو قد يلحظ ذلك في وقت متأخر. من ناحية أخرى، لأن وظيفة الكلى تنخفض مع التقدم بالعمر.
لذلك ينصح الأطباء الأشخاص المتقدمين في السن أو من يعانون من أمرض الكلى أو داء السكري بالحرص على شرب كميات كافية من السوائل بشكل يومي. وينصح أن لا تقل هذه الكمية عن 2 إلى 2.5 لتر يومياً في فصل الصيف، وبالأخص مع حرارة قياسية مثل التي سجلت الصيف الماضي، أو عند بذل مجهود بدني أو عند ممارسة رياضة.
كيف تعمل الكلى؟
وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة "Annals of Nutrition and Metabolism" أن أمراض الكلى المزمنة، لها علاقة بموجات الحرارة المتزايدة. بالإضافة إلى الزيادة العالمية في حالات مرض الكلى المزمن، في بلدان مثل ألمانيا ذات الهياكل السكانية المسنة، ستؤثر فترات الحرارة المرتفعة سلباً على صحة الكلى وبالتالي على معدل الوفيات بشكل عام.
التوعية ضرورية في هذا الوقت
يشكل تلوث الغبار الناعم خطورة على الصحة أيضاً، وفق الجمعية الألمانية لأمراض الكلى. زيادة التعرض للغبار الناعم الملوث له أيضاً تأثيرات مباشرة على مختلف الأعضاء، ومنها الكلى. كما قد تتسبب جسيمات الغبار الناعم الملوثة في أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي بدورها تعزز أمراض الكلى لدى الإنسان.
ونظراً للتغيرات المناخية والتلوث البيئي المتزايد في عصرنا الحالي، يؤكد الأطباء والباحثون على أهمية "الوقاية وكذلك توعية الناس بعواقب وأضرار التغير المناخي على صحتهم وكيفية مواجهتهم لها بأفضل الطرق الممكنة "، كما يوضح البروفيسور د. ينس لوتس، رئيس الاجتماع السنوي الرابع عشر للجمعية الألمانية لأمراض الكلى. حسب dw
إليك هذه النصائح الغذائية للحفاظ على صحة الكلى
وجدت دراسة نُشرت في "المجلة البريطانية للتغذية" أن خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن ينخفض بنسبة 11% مقابل كل 5 غرامات من الألياف التي تستهلك يوميا.
تضطلع الكلى بدور حيوي بالغ الأهمية في جسم الإنسان من خلال تصفيته من السموم وتنظيم ضغط الدم، وتحتاج إلى قدر كبير من الرعاية للحفاظ على سلامة وظائفها.
وفي تقرير نشره موقع "ياهو" (Yahoo)، تقول الكاتبة جولي ستيوارت إن نحو 37 مليون أميركي يعانون من مرض الكلى المزمن، وهي حالة مرضية تشمل تدهور وظائف الكلى تدهورا تدريجيا يعزز احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والوفاة المبكرة، والأخطر أن 9 من كل 10 أشخاص مصابين بهذا المرض لا يعرفون أن لديهم مشكلة صحية في الكلى.
ويعدّ داء السكري وارتفاع ضغط الدم والتقدم في العمر من العوامل التي تعزز خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن، ولكن هناك بعض الأساليب والعادات البسيطة التي يمكن اتباعها لتقليل احتمالات الإصابة بهذا المرض والحفاظ على سلامة الكلى.
تجنب الإفراط في تناول اللحوم والبروتينات
قد يسبب الإفراط في تناول اللحوم مشاكل للكلى، فعندما يهضم جسمك البروتينات، فإنه يفرز مواد ثانوية ينبغي تصفيتها من الدم والتخلص منها عن طريق الكلى.
هذه العملية قد تؤدي إلى إجهاد الكلى المريضة، كما أن هناك أدلة علمية على أن تناول كثير من البروتينات قد يضرّ أيضا بالكلى السليمة.
وقد نفّذت جامعة "جونز هوبكينز" دراسة على امتداد 20 عاما على مجموعة من المتطوعين الذين لا يعانون من أمراض الكلى ويستهلكون كميات كبيرة من اللحوم، وبخاصة اللحوم الحمراء والمعالجة، فوجدت أن خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن يزيد بنسبة 23% مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون كميات أقل من اللحم.
فإذا كنت تتناول اللحوم بكثرة، أو تستهلك كثيرا من البروتين، فعليك أن تنتبه جيدا لأن ذلك يضر بسلامة الكلى.
زيادة تناول الألياف
يقول الباحث خوان جيسوس كاريرو، أستاذ أمراض الكلى في معهد كارولينسكا بالسويد، إن عملية استقلاب الألياف (الأيض أو عملية التمثيل الغذائي) تفرز مركبات مفيدة تعمل على تحسين حساسية الإنسولين وتقليل الالتهابات، وهما عاملان مهمان لصحة الكلى. ويضيف كاريرو أن هذه العملية تقلل أيضا من إنتاج السموم التي تضرّ بالكلى.
ووجدت دراسة نشرت في "المجلة البريطانية للتغذية" أن خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن ينخفض بنسبة 11% مقابل كل 5 غرامات من الألياف التي تستهلك يوميا.
قلل الصودا
وفي دراسة نشرت في مجلة "الجمعية الأميركية لأمراض الكلى"، ترتبط كل وجبة إضافية من المشروبات المحلاة بالسكر -على غرار المشروبات الغازية ومشروبات الفاكهة- خلال الأسبوع الواحد بزيادة خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن بنسبة 18%.
ويوضح الدكتور كاريرو أن تناول كميات كبيرة من السكر يرفع مستوى الغلوكوز في الدم، وقد يؤدي في النهاية إلى تلف الأوعية الدموية في الكلى.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي العديد من المشروبات السكرية، بخاصة الغازية، على كميات عالية من الفوسفور المعدني الذي يعزز مخاطر تلف الكلى.
ومن الأفضل تعويض المشروبات الغازية والسكرية بشرب كميات أكبر من الماء والاستمتاع بعصائر الفاكهة الطازجة.
ابتعد عن الملح
ووجدت دراسة يابانية أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح (نحو 4500 مليغرام من الصوديوم يوميا) يواجهون زيادة في خطر الإصابة بتدهور وظائف الكلى بنسبة 29%.
ويؤدي الإفراط في تناول الملح إلى إتلاف الكلى بوسائل متعددة، أبرزها من خلال ارتفاع ضغط الدم والضغط على الكلى وإرهاق الوحدة الأنبوبية الكلوية (الكليون)، وهي المصفاة المسؤولة عن ترشيح الدم وإزالة النفايات والتحكم في تركيز السوائل.
وتحتوي الأطعمة المصنعة والمعلبة على كميات كبيرة من الصوديوم، لذلك تلزم العناية جيدا بالنظام الغذائي من أجل الحفاظ على صحة الكلى. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات