قال «بنيامين فرانكلين»: (من عاش على الأمل مات جائعاً)، فأن يبدأ الإنسان بالأمل والحلم فهذا شيء جميل، ولكن إذا حلمت فلا بد من التنفيذ وبلا تردد؛ فالحلم والأمل شيئان جميلان، ولكنهما لا يكفيان وحدهما، وللأسف يعيش كثير من الناس حياة بعيدة عن أهدافهم، فإذا اطلعت على أهدافهم رأيتهم كالصقور محلقين في سماء الحياة، ولكن إذا نظرت إلى أعمالهم وأفعالهم رأيت بونا شاسعا بين ما هو مرسوم، وما هو متحقق وهناك سببان يمنعان الناس من أن يضعوا خططهم موضع التنفيذ:
الخوف من الفشل
من الممكن أن تجد شخصاً مر بتجربة فاشلة، فحتما سيحاول تفادي تكرار الفشل في هذه التجربة، وفي سبيل ذلك، هناك مسلكان: شخص سيدرس أسباب الفشل في التجربة السابقة، ويسعى إلى تلافيها وعدم تكرارها، ويكمل مسيره نحو الهدف، وعلى الجانب الآخر هناك شخص سيسعى إلى عدم تكرار هذا الفشل عن طريق اجتناب الطريق برمته، والتوقف على ما كان عليه، والتخلي عن أهدافه وأآماله في الحياة وللصنف الأخير أذكرهم بحكمة صينية تقول: (القرار السليم يأتي بعد الخبرة التي تأتي من القرار السيء)، ولتنظر مثل نظرة أديسون عندما كان يعمل على تجربة معينة طوال فترة ثلاث سنوات متواصلة وفشل خلالها سبعمائة مرة، وأحبط زملاءه وتلاميذه جميعهم، فتوجهوا إليه وقالوا له:
لقد فشلنا سبعمائة مرة، وهذا فشل ذريع، إذ لم نتوصل إلى شيء بعد، وعلينا أن نتوقف، فضحك أديسون، وقال: (ما الذي تقولونه؟ أي فشل؟ لقد نجحنا في معرفة أن هذه الوسائل السبعمائة لن تجدي نفعاً، ولو لم نجرب، لما عرفنا، ولكنا نقف على الباب الأول تقودك إلى أهداف شهرية، يخرج من أهداف أسبوعية، ترشدك في النهاية إلى تحقيق هدفك المنشود.
ماذا تنتظر؟
عزيزي القارئ وبعد أن تكلمنا عن أهمية التطبيق الفعلي، وخطورة التكاسل وأسبابه من خوف من فشل أو تسويف، بعد كل هذا، ماذا تنتظر؟ هيا لتنطلق في ميدان حياتك، فحياتك تنظر إليك راجية منك أن تعيد صياغتها ورسم ملامحها؛ كي تجعلها تحفة تتباهى بها في سوق الناجحين إبدأ الآن؛ فالبداية هي أصعب شيء في أي عمل، وكل شيء عظيم تراه في هذه الحياة بدأ بفكرة بسيطة، ولكن الأفكار وحدها لا تغير شيئاً، إذ لا بد أن تنقل أفكارك من رأسك إلى مستقبلك السعيد، ما فائدة الأحلام والتفكير والتخطيط ما لم يترجم كل ذلك إلى عمل مفيد تلمسه الأيدي وتراه الأعين وتسمعه الآذان.
ومن العادات الجيدة أن تحدد لنفسك نصف ساعة في اليوم تراجع فيها خريطتك، وما حققته خلال يومك وبناء على ذلك تتابع السير على الخطة بمثابرة وجهد الرجال حتى تصل إلى هدفك المنشود، وتذكر قول الشاعر: وإذا كانت النفوس كبارا.. تعبت في مرادها الأجسام.
اضافةتعليق
التعليقات