طلبت من طفلتي التي تبلغ 10 سنين لتعطيني ورقة أكتب فيها مجموعة احتياجات للمنزل ناولتني دفتراً للمسودات لآخذ منه ورقة، لفت انتباهي رسمة قلب التي اعتدنا رسمها ونحن أطفال وأمامه كلمة بابا أخذت الورقة وأكملت عملي واحتفظت بالدفتر لأراجع ما رسمت رغبة مني في مشاكستها كوني لم ألمح كلمة ماما حينها..
بعد وقت جلست أتصفح الدفتر لأتفاجأ أن ذلك القلب مكسور ومكتوب أمامه (ما أحبك بابا) ومرة أخرى (ما أحبك بابا) وأخرى مرسوم قلب مكسور في جزء اسمها والأخرى بابا!!
ذهلت لأني أعرف أن هذه الطفلة متعلقة أيما تعلق بوالدها وحبها له فطري مثل أيّ طفل آخر، هنا لم أتصرف ولم أظهر لهم أني عرفت شيئا؛ لكن من حينها اتبعت أسلوب آخر في تعاملي مع تلك الطفلة والأب الذي دفعه حرصه المبالغ فيه وشدته وغلظته وتمسكه بأسلوب التعامل ذاته مع الطفلة التي بدأت دور المراهقة مبكراً فهو يعاملها على أنها فتاة راشدة وأحيانا أخرى نجده يعاملها على أنها طفل حديث العدو... هذه الأمور البسيطة جداً لا يمكن أن يدركها طفل بهذا العمر هذه الفترة الحرجة التي يريد أن يثبت ذاته ويقارن نفسه بأقرانه وغير الدخول إلى العالم الرقمي الذي أعطى لأطفالنا اليوم مساحة أوسع للتفكير والاعتداد بالذات وغيرها من المؤثرات التي نوجهها اليوم.
مشكلة من الممكن أن توجه الوالدين اليوم وكثير منا لا يدرك حجم ما يمكن أن يحدث على أثرها إذا اهملت ولم تعالج بطرق سليمة مدروسة وعناية خاصّة، وحتى لا تتفاقم وضعنا مجموعة من الحلول التي تساعدنا في بناء طفل سليم نفسياً وليكون فرداً فاعلاً في المجتمع لا انساناً ذا شخصية ضعيفة ومنعدم الثقة لا يمتلك الرأي ومتردد، وبذلك نساهم بتكوين انساناً عنيفا لا يمتلك من الصفات الإنسانية شيء –اذا رأيت إنسان ضعيف، أومتكبر، أو متغطرس، ...- فالأهل هم من صنعوه.
آراء وحلول:
- احترام رأي الطفل ومناقشته للوصول إلى نتائج مرضية للطرفين.
- احتواءه وغمره بالحبّ والحنان لتكون مصدر الأمان والثقة والصديق الأقرب.
- للتغيرات الهرمونية دور كبير في تغير مزاج الطفل ويعد أي تصرف من الوالدين هو تدخل في الشخصية والخصوصية وهنا على المربين ملاحظة ذلك والتعامل مع ذلك الطفل بذكاء.
- منح الأطفال يوماً ترفيهياً ومشاطرتهم اللعب والاستماع لأحاديثهم وتبادل الآراء والأخذ بها وإن كانت بسيطة ويمتلك الوالدان الأفضل منها.
- لا انتقاد لا مقارنة بأقرانهم، لا للتوبيخ.
- مشاركتهم المشاكل التي تتعرض لها العائلة بحسب امكانيات الاستيعاب لدى الطفل.
- شكر الطفل عند تقديم المساعدة وتقديم بعض الهدايا حينما يكون يقدم مساعدة مستمرة ومميزة بحسب امكانياته وعمره.
- النصح والتوجيه بطرق مباشرة وأخرى غير مباشرة إذ يكون الآباء هم الناصح بالعمل.
- عدم مناداتهم بأسماء قبيحة أو صفات بذيئة.
الآباء والأمهات أساس تنشئة جيل الغد من تلك المدرسة يستمدون القوة والصلابة والأخلاق والابداع، إن كانت تلك الأسرة صالحة سوية صلح ما فيها إن نشأ اليوم هم شباب ومستقبل الغد، بالحبّ والوئام تطيب الحياة، بالتعاون والتفاهم تذلل العقبات، على الإنسان مراجعة جميع جوانب شخصيته ومعالجة النفسية قبل الجسدّية منها ليعيش حياة صحية.
التجارب والآرء والدراسات كثيرة ووافية في هذا الجانب يجب الاستفادة منها وما تقدم تجربة وحلول بسيطة.
اضافةتعليق
التعليقات