إن المفهوم من العقم هو الحالة التي تشبه عدم الإثمار وحصول اليأس نتيجة لأسباب فيسيولوجية كثيرة وقد توصل الطب الحديث إلى إيجاد العلاج المناسب لأغلب تلك الحالات.. إلا ان هذه نظرة سطحية تحتاج إلى تعمق لأن الإثمار الحقيقي والإنجاب الفعلي يكون بأنجاب أبناء صالحين ينعمون بـحياة مثمرة بحب الله..لا أن نرميهم في قارعة الطريق فـيتخبط الإبن هنا وهناك وقد انزلق في هاوية الشيطان.. والفسوق.. وشرب الخمر والمخدرات.. والعياذ بالله.
أمـا البنت فـتمسي أشبه بـالبضاعة الرخيصة تقلد كل ماترى وتسمع دون أي تفكير.. وانـتِ عزيزتي الأم تنظرين غير مبالية.. بـل فرحة لأنكِ انجبتِ ابناءاً أو بناتاً يكفي عددهم لـسد أفواه المجتمع الذي من حولكِ لـكي لا ينظر إليكِ على انكِ إمرأة عاقر.. فأعلمي أنه ليس الهدف هو وضع الأبناء لـكي لا تكوني عاقراً بـل الهدف هو تربية الجيل..
فأحياناً نـجد إمرأة يحسبها الجاهل عاقراً.. لأنها لا تنجب! لـكنها في الحقيقة تنجب الحياة كل يوم وتلد الفضيلة كل ساعة وتربي أمـة بأكملها وتثري البشرية بأسرها وتحتضن الحياة بإنسانيتها وبقلبها وروحها التي تتسع للحياة ولا تتسع لها الحياة.!
فـلا أريدكِ أن يكون حملكِ محدداً بـثلاثة أشياء يشغلها جنينكِ ثـم تضعينه في أحضان الزمن لا احضانكِ، وبعدها يفارق الحياة دون أي أثر يذكر بعد أن أخذت منه الحياة مأخذها..
بـل أريدكِ ان تحملي رسالة السماء جنيناً في احشاءك ووليداً بين احضانك.. وطفلاً يترعرع تحت ظلال الأمومة والتربية الصحيحة.. وإلا فأنكِ تكونين قد اصبتِ بالعقم الحقيقي دون أن تشعري، العقم الذي يعجز عن علاجه أمهر أطباء العالم..
كوني شجرة مثمرة بعطائكِ على مر السنين حتى وإن لم تنجبي الأولاد يكفي انكِ أنثى، "والأنثى أم حتى وإن لم تنجب الأطفال" كوني أم للخير وأم للوطن وأم للأخلاق وأم للعلم والمعرفة، كوني كالنبع الصافي تسقي الأرض زلالاً طاهراً كي ينبُت الإيمان والأخلاق الفاضلة بكل بقعة في العالم بفضل عطائكِ المتواصل، هكذا اريدكِ أن تكوني صانعة للحياة مقتدية بالتي قال عنها القرآن الكريم:-
((ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بـكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين)).
اضافةتعليق
التعليقات