هناك عدة أخطاء يرتكبها الآباء بحق أبنائهم منها:
الخطأ الأول
عدم الوعي الكامل بالدافع الذي جعل الطفل يخطئ، يجب أن يكون للوالدين قدرة على استيعاب تصرفات الأطفال، علينـا أن نسأل أنفسنا أولا: لماذا يفعل الطفل ذلك الخطأ؟
السبب
هناك عدة دوافع تجعل الطفل يخطئ منها:
عدم قدرة الطفل على ضبط نفسه أو إصلاحها وهو أمر طبيعي في الأطفال حيث يكـون عـامـل السن ضد الإصلاح فهو صغير بدرجة لا تمكنه مـن ضبط نفسه ..
فهناك أمهات يطالبن أبناءهن بضبط أنفسهم في مسألة التبول ويبدأن معهم من سـن تسعة أشهر.. وأنا أقول لهم إن هذه السن مـبكـرة جـداً عـلى قـدرة الطفل على التحكم في نفسه فهو أمـر ربمـا يـبـدأ مـن سن سنة ويمتد حتى سن ثلاث سنوات وربها ثلاث ونصف أيضا.
وكذلك من عدم قدرة الطفل على ضبط نفسه اتصافه بالأنانية عند سن سنتين فتكون لدى الأطفال أنانية بطبعهم فهم لا يريدون أن يعطـوا وإنـما يأخذون فقط .. فإذا طُلب منه أن يكون معطاء فنحن: نطلـب منه أن يكـون ضد طبيعته.
٢ - الجهل وعدم الفهم الصحيح للأمور
۳ – حب الاستطلاع لدى الطفل
٤- لفت الانتباه
5- الفراغ لدى الطفل
وهو ما يؤدي للملل عند الأطفال فكل ما يفعلـه الـطـفـل هـو مـشاهدة أفلام الكرتون طوال اليوم.. وهنا احـب أن أنبـه ان الفـترة المسموح بهـا للطفـل ان يشاهد الكرتـون هـو سـاعتان في الأسبوع ليس أكثر، وإن زاد هذا المعدل سنجد سلوكيات الطفل تغيرت ولابد أن ننتقي للأطفال مـا يشاهدونه.
6 - حب اعتماد الطفل على نفسه
وهذا بلا شك يجعله يخطئ، وهنا يجب على الأمهات ترك الطفل يعتمد على نفسه بمعنى تركه يُلبس نفسه وتركه يحمم نفسه، وأنا أسمع من أمهات مازلن يحممن أبناءهن وهم في السادسة من عمرهم وهـذا خطأ، يجب أن نسمح للطفل بالتجربة ونترك له مساحة من الخطأ حتى ينشأ هـذا الـطـفـل على الثقة في نفسه والإحساس والتقدير بالذات.
7 – قلة شعور الطفل بشيء يفتقـده.. وهـذه الأشياء تتمثل في خمسة أشياء أساسية:
توفير الطعام الجيد للطفل.
احساس الطفل بالحب والانتماء للأسرة.
الشعور بالأمان.
الشعور بالتقدير.
تحقيق ذاته وتجربة الأمور بنفسه.
العلاج
إن علينا أن نلتفت للسبب الذي يجعل أبناءنا يقبلون على أي تصرف، وما الدافع لهذا السلوك؛ وذلك حتى نتمكن من حل المشكلات.. وعلينا أن نتعلم متى نستخدم الشدة ومتى نلجأ للين مع أبنائنا..
فبمجرد ولادة طفل علينا أن نتعلم كيف نتعامل معه، وعلى الأم أن تعرف ما الدافع من بكاء طفلها الرضيع هل هو محتاج لتغيير ملابسه، أم أنه بحاجة للرضاعة، أم أنه يعاني مغصا في معدته أم ماذا، فلا تحملـه بـمجـرد بكائه حتى تسكته، فيتعود هذا الطفل على ذلك، وهنا تظهـر لـدينا مشكلة تعلق هذا الطفل بأمه فيما بعد، فإن لم يكن بهذا الطفل ما يدفعه للبكاء فعـلى الأم ألا تحمله وإنما تتركه حتى يسكت بمفرده، وهذه ليست قسوة منا وإنـما هو تنظيم للمجهود.. فأنت لستِ أماً لهذا الطفل فقـط بـل أنـتِ في البدايـة زوجة وستكونين فيها بعد أماً لأطفال غير هذا الطفل؛ لذا فإن عليكِ الكثير من الالتزامات، والتي على الأم الموازنة بينها.
إذن يجب أن نبحث عن الدوافع التي جعلت الطفل يفعل ما فعـل مـن سلوك سيء ثم علينا الاستمرار على نفـس الـوتيرة لفترة طويلـة بأسلوب ومنهج محدد.
كلمة للوالدين
على الوالدين أن يتعاملا مع مواقف التربية ويتعلما ما هو التصرف الصحيح في مثـل هـذا الموقف فالطفل مثل الإسفنجة التي تمتص كـل ما حولها، وهم مثـل الصـلـصـال الـذي نشكله فإذا كان الطفل سيئاً فإن من شكّله على هذا هما والداه، فإذا قمنا بعصر هـذا الطفـل سنحصل على السلوكيات التي تعلمها منهما، فأنتما المسئولان عنه وتذكرا قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعينه " وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث.." وذكر منهم " ولد صالح يدعو له". فأنتما الأساس في التربية والأساس في التوجيه وإيضاح الصحيح من الخطأ للطفل.
مشاكل وحلول
وهناك العديد من المشاكل التي تقابل الوالدين، وهي على سبيل المثال:
** مشكلة الطفل المخرب
وهنا أذكر أن أبـا قـام بـشراء تلفاز، وفي اليوم التالي وجد ابنه يمسك بالمفـك ويفك هذا التلفاز، فيثور الأب عليه.
وهنـاك أطفـال عـنـدما يشتري لهـم آباؤهم ألعابـاً، فإنهم يفككونها فيطلـق الوالدان على هذا الطفـل لـقـب "طفـل مخرب".
ويبدأ كل من الأب والأم بلـوم الطـفـل وتعنيفه وتهديـده بـعـدم شراء اللعب له لأنه لا يحافظ على ألعابه.
ونسي الوالدان وضع بدائل وأعذار لهذا الطفـل إلا أنـه مخـرب، فـربمـا يكون لدى هذا الطفل حب استطلاع أو حب تفكيك وتجميع الأشياء، أو أن هذا الطفل ربما يكون ممن يتمتعون بالمهارات اليدويـة التـي تحتـاج مـن ينميها، فمن يبحث سيجد الكثير من البدائل..
لكن ما يحدث هو أن الآباء والأمهات عندما يرون تصرفا سيئا لابنهم ينتج عن ذلك رد فعل فوري منهم، فهم يريدون أن يغيروا مـن تـصرفات ابنهم الآن ورد الفعل هذا يتمثل في حرمان الطفـل نهائيـا مـن اللـعـب أو العنف وذلك بضرب هذا الطفل.
** مشكلة التعثر في الكلام، وتعرف باسم (النهنة).
هناك أطفال يتكلمون بشكل جيد، وفجأة يبدأ هـذا الـطـفـل بـالتعثر في الكلام، ونلاحظ صعوبة في تنفسه، ويصبح الأمر ملاحظـة عامـة في نطـاق الأسرة والمدرسة فتطلب منه الأم الكلام بالشكل الصحيح، لكـن الـولـد لا يستطيع فتنهره الأم مرة ولا تهتم مرة وتكلمه باللين مرة لكن الولـد يـتكلم بنفس الطريقة فتقول الأم: "مشكلة هذا الولد ليس لهـا حـل هـذا الـولـد أصابني بالجنون".
لابد للوالدين أن يدركا أن هناك أسبابا كثيرة تتعلـق بـ (نهنهة الطفل)، ومن ضمن هذه الأسباب:
* مـولـد طـفـل آخـر في البيت، وهنـا يـشعر الطفـل الأول بـالغيرة فيحاول أن يلفت انتبـاه والديه فيبدأ هذا الطفل تدريجيا بالتعثر في الكلام..
والحل هنا بتجاهل هذا الأمر دون لوم هذا الطفل على فعله هذا الأمر.
أيضا ربما يكون سبب هذا التعثر هو خوف الطفل مـن إقبالـه عـلى شيء جديد أو مرحلة جديدة مثل دخوله المدرسة لأول مرة..
هنا على الوالدين أن يستوعبا ما يمر به طفلها من حالة نفسية دفعته للخوف من العالم الجديد المقبل عليه هذا الطفل، فعليهما أن يحتـضـنـا هـذا الطفل ويشعراه بالأمان.
** مشكلة الطفل الذي يقرض أظافره
نلاحظ وجود مشكلة قرض الأظافر في عدد ليس قليل من الأطفال، وتحاول الأم بكـل الطرق منع طفلها من ذلك لكن دون جدوى، فالطفل يفعل نفس الخطأ وبنفس الطريقة.. وهنـا أقـول إذا أردت أن تكون مربيـا جـيـدا يراعي الله تعالى في تربية أبنائه فلابد أن يكون لديك شهادة في محو الأمية التربوية.
إن ظاهرة قرض الأظافر أمر شائع بين الأطفال ولـيـس عـلى الـوالـدين اعتباره شيئا خطيرًا فربما يكون السبب في ظهور هذه المشكلة يتمثل في توتر هذا الطفل أو عصبيته، فالعصبية الشديدة تسبب التعثر في الكـلام عـنـد الأطفال، والتوتر حله بكل بساطة جعل هذا الطفل يمارس رياضة ما، وهنا يجب على الوالدين الشعور بالمسئولية تجاه هذا التوتر فيبحثـان عـن أسباب توتر طفلهما، فإذا كان الأمر متعلقًا بالمدرسة أو بمـدرس معين في المدرسة فعليها الرجوع للمدرسة وعلاج هذا الأمر.
** مشكلة الطفل الذي يأخذ أشياء ليست ملكه
مشكلة الطـفـل الـذي يأخـذ أشياء لا يملكهـا وفيهـا نـجـد الـوالـدين يشعران بكبر حجم تلك المشكلة ويطلقان على ابنها لفظ الحرامي ..
وعلى الوالدين أو لا أن ينظرا لماذا يفعل هذا الولد شيئاً كهذا فلابـد مـن معرفة الدافع قبل معاقبة هذا الطفل..
وقد نتساءل ما هي الأسباب التي تدفع هذا الطفـل الـذي لم يتعـد مـن العمر ١٢ عاما لفعل هذا السلوك؟
وهذه جملة من الأسباب التي قد تؤدي بالطفل لهذه المشكلة:
- قلة الالتزام بالآداب الطيبة
- قلة الإيمان
- عـدم وضوح الحـلال والحرام عنـد أسرة هذا الطفل
- الإفراط في التدليل
- عدم إلمام هذا الطفل بحدود الملكية الطبيعية
- لفت الانتباه
- الافتقار العاطفي الذي يسعى الطفل لتعويضه من خلال ما يفعله.
لقد تعددت الأسباب وكلها أسباب صحيحة ولكل سبب منها علاج؛ لذا أطلب من الوالدين أولاً أن يبحثا عن السبب حتى يتمكنـا مـن عـلاج المشكلة..
فمن المهم أن أعـرف الـدافـع الـذي يجعـل الطفل يفعل هذا الأمر.
وإذا بحثنـا عـن الـبب سنجد أن أكثـر سبب لحدوث هـذه المشكلة هـو الافتقـار العاطفي لـدى هـذا الطفـل، فهو لا يشعر بالاهتمام أو أسرته تعيش في خلافات مستمرة أو أسرته غير متزنة تربويا..
قصة من واقع الحياة
وهنا أحب أن أذكر قصة بنت تبلغ من العمر 8 سنوات جاءت لي مـع والديها للشكوى من هذه المشكلة وهي أن البنت تأخذ ما لا تملـك منـذ أن كانت في الرابعة من عمرها، وعرفت من أمهـا أنهـا اسـتخدمت معهـا كـل وسائل العقاب الممكنة وغير الممكنة.
ومن خلال حواري مع أمها عرفت أن الأم تقضي أوقاتا كثيرة خـارج المنزل، وبالكاد تجلس مع ابنتهـا، وعندما جلست مع البنـت وجـدتها اجتماعية جدا وتتمتع بالتواصل مع الآخرين، ولديها حنان عاطفي ونظـرة عينيها تدلل على افتقارها العاطفي..
وفي النهاية أدركت أن السبب في هـذه المشكلة هـو عـدم وجـود دفء عاطفي بين الأم وابنتها، فالبنت ليست في حاجة مادية لذلك كانت تأخـذ أشياء ليست ذات قيمة وأقل من مستواها بكثير.
وهنا أقول للأم: إن أي عطاء لها خـارج بيتهـا لا قيمة لـه إذا كان ذلـك على حساب احتياج أبنائها إلى رعايتها وحنانها.
كيف تمنحين عواطفك للآخرين وابنتك تفتقد لهذا العطـف وهـي مـن أشد المحتاجين إليه؟!
وهنا بدأت الأم بتخصيص بعض الوقت للجلوس مع ابنتهـا فـكـانـت تجالسها ساعة يوميًا يفعلان شيئا ممتعًا معا.
وبعد عامين قابلت تلك السيدة مع زوجهـا فقـلـت لهـا مـا حـال ابنتكما؟ فقال الأب: الحمـد لله لقـد انتهت المشكلة بشكل كبير فلم تعـد البنت تأخذ إلا أشياء بسيطة تعتـذر عـن أخـذها ولا يحدث هـذا إلا نادراً.
اضافةتعليق
التعليقات