مع أنفاس شهر رمضان المبارك وأجواء العبادة وتراتيل القرآن الكريم وبين تهليل وتكبير المساجد فهو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله سبحانه وتعالى كما جاء في خطبة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في حق هذا الشهر الفضيل وإن الشياطين مغلولة مقيدة وأبواب الجنان مفتحة، إلا أن البعض جعل هذا الشهر إباحة لدماء المسلمين بذريعة الفتنة والانتماء فيقتلون ويذبحون كما يذبحون الشاة من دون خوف أو تردد حتى تلك البراءة والطفولة قتلوا فيها ربيع أعمارهم فقدموا لهم جثث آبائهم وصراخات أمهاتهم فقط لأنهم يقولون يا علي أو أنهم يرجعون إلى نسب الإمام علي (عليه السلام) فكانت ضريبة هذا العشق والنسب أن يقتل ويسحب في طرقات أو يقتل وينتهك حرمته وإن كان شاباً فيذبح بأفعال وحشية قدمها من يدعوا بإسم الإسلام في أول أيام هذا الشهر الفضيل.
بينما يعيش العالم العربي في حالة صمت وموت الضمير في أعلى مرحلة فلم نجد مدافعاً عن حقوق الإنسان كما فعلوا في وقت سقوط النظام وكيف طالبوا بحق السجناء في صيدنايا وطالبت الدول في حقوق السجناء وارتفعت أصواتهم وكثرت منشوراتهم حتى أصبحت مادة رئيسية في الإعلام العالمي، وهم على قيد الحياة فكيف بهذه الإبادة الوحشية من الأطفال والنساء والرجال وزهرة الشباب التي ذبحت ذنبهم أنهم نادوا يا علي فكان ثمن النداء غالياً .
وهذا ما قد تعارفنا عليه فمنذ سنوات طويلة حيث حكم جدهم ورفع المصحف واختلف في السنة الشريفة ونحن ندفع ثمن هذا النداء ولأنه كل ما نملك نفدي أرواحنا ليبقى علي وأولاده المعصومين (عليهم السلام) في الأذان.
فليست مسألة حديثة وإنما ما نحتاج أن نعرج عليه بعض الفلاسفة والمفكرين الذين يعتقدون أن هذه تصفيات سياسية والسؤال هنا ما هو عمل الرضيع من هذه التصفيات؟
عزيزي القارئ يُعرف الوعي بأنه القدرة على تحليل أمر ما بشكل شمولي والنظر بصورة عميقة ثلاثية الأبعاد له ولأسبابه ونتائجه.
والوعي ثلاثة أنواع، فإما أن يكون:
ذاتي وعيك بماهية العقد، والنواقص، والاحتياجات، والمخاوف والتعلقات، والإدمانات والمكبوتات التي تسكنك.
وجودي وعيك بطبيعة معتقداتك وتصوراتك عن الحياة والوجود اجتماعية عقائدية، علمية - ومراجعتها وتفحصها والبحث فيها.
علاقات وعيك بمدى عمق علاقاتك وحقيقتها كما هي وليس كما تتمنى.
إعادة التساؤل في كل فكرة وشعور وسلوك، وضع حياتك تحت عنوان ما لا ضرر فيه لنفسي لا ضرر فيه لإنسان آخر، القراءة التأملية في الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية في البلد .
في المقابل، تعرف الإدراك على أنه القدرة على القياس المباشر على الواقع عند حدوث هذا الأمر والتصرف باللحظة بسرعة بديهية له - هو سلوكك المباشر باللحظة وفي آية قرآنية قال تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَ﴾.
وعنه (صلى اللّه عليه وآله وسلم): "لَزوالُ الدنيا أهون على الله من دم يُسفك بغير حق".
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) عن جده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "قال أول ما يحكم الله فيه يوم القيامة الدماء فيوقف ابنَي آدم، فيقضي بينهما ثم الذين يلونهما من أصحاب الدماء حتى لا يبقى منهم أحد ثم الناس بعد ذلك حتى يأتي المقتول بقاتله فيشخب دمه في وجهه فيقول: هذا قتلني فيقول.
أنتَ قتلته فلا يستطيع أن يكتم الله حديثاً".
وبين ما يدرك وينقل هناك أنباء عن مقتل أكثر من 1000 شخص في أعمال عنف تجتاح منطقة الساحل السوري التي يقودها لا إسلاميون، ويُعتقد أن الرقم الفعلي أعلى من ذلك بكثير.
وأن "العديد من الحالات كانت إعدامات ميدانية ويبدو أنها نُفذت على أساس طائفي، حيث استُهدفت بشكل خاص المناطق ذات الغالبية العلوية".
ويبقى العرب تحت تأثير جرعة التخدير الموضعي فمازال الدم علوي لا إذن سمعت ولا عين أبصرت!.
اضافةتعليق
التعليقات