نظراً للمشاكل التي يعانون منها الوالدين في التعامل مع أطفالهم والارهاق الذي يصيبهم إثر ذلك ولأهمية التربية وتنشئة الطفل تنشأة صحية وتأثير ذلك على سلوك الطفل وبناء شخصيته اختارت جمعية المودة والازدهار النسوية كتاب التربية الذكية لمناقشته في الاجتماع الشهري لنادي اصدقاء الكتاب لمؤلفَيه د. جيري وايكوف وباربرا يونيل.
فيؤكد في الكتاب أنه بإمكان الأهل أن يقلصوا على الأقل المشكلات المضنية التي تطرحها تربية الاطفال، بأن يتعلموا كيفية التوفيق بين استعداداتهم كأهل وبين احتياجات أطفالهم. ويقترح هذا الكتاب حلولاً عملية لمشكلات السلوك التي تظهر عادة عند الاطفال الأصحاء عقلياً وجسدياً ونفسياً. فالكتاب من وضع شخصين هما أب وأم لأطفال صغار ولأطفال دون سن المراهقة و المراهقين.
جاء في مقدمته: ان سنوات الطفولة الاولى هي سنوات حاسمة يحقق خلالها الطفل تعلماً جسدياً وانفعالياً وذهنياً للحياة. وفي أفضل الحالات يكون الاطفال فضوليين وابداعيين ومتلهفين إلى التعلم ومستقلين. وفي اسوأها يكونون معاندين ومتشبثين بأهلهم بشكل مزعج.
شخصيتهم المتقلبة من جهة وجهلهم لمنطق الكبار من جهة أخرى، يجعلان منهم تلامذة يصعب التعامل معهم لمن يحاول تلقينهم مفاهيم حسن السلوك.
إن هدف الأهل في ما يتعلق بأطفالهم هي الأهداف المباشرة التي يريدونها لأنفسهم، أي ضبط النفس وتحقيق الاستقلالية. وعندما يفهم الأهل أن لطفلهم ساعة بيولوجية مختلفة عن ساعتهم وأن القدرة على التعلم تختلف بين طفل و آخر، فإنه سيكون بإمكانهم أن يؤسسوا عملية التواصل بينهم وبين أطفالهم على التعاطف والثقة و الاحترام.
إذ ليس سهلاً أن تكون أباً او أماً لأن الطفولة مرحلة تؤدي بشكل طبيعي إلى حدوث مشكلات وصراعات، فلا بد من طرح عدد من الاسئلة قبل أن نُصنف هذا السلوك أو ذاك في قائمة "المشكلات" مثل:
-خذوا بعين الاعتبار تكرار وتواتر التصرف غير الجيد.
-تقدير درجة تسامحكم إزاء التصرف غير الجيد.
- ألف باء التربية الانضباطية.
هذا القسم يلخص عشرين عاماً من الأبحاث حول السلوك ويثبت بأنه من المهم، لأسباب عملية وكذلك فلسفية، أن "نميز بين الطفل وسلوكه" عندما يتصرف بطريقة سيئة. فالحقيقة ان نعت الطفل بأنه متخلف لأنه لم يجمع ألعابه لن يحل المشكلة لا لجهة جمع الألعاب ولا لجهة تعليم النظام للطفل. ذلك لا يسهم إلا في تشويه صورة الذات عند الطفل... لذا من الأفضل ان يتم التركيز على طرق محددة وبنّاءة لتغيير سلوكه.
أما القواعد الأساسية التي وضعناها انطلاقاً من هذا المبدأ فهي:
- تحديد السلوك المراد تغييره.
- اشرحوا لطفلكم ما الذي تريدونه منه وبينوا له كيف يفعل ذلك.
- عليكم بالإطراء على الطفل عندما يلتزم بالسلوك المرغوب فيه.
-امتدحوا السلوك الجديد مهما تطلب ذلك من وقت.
-لا تدخلوا في صراعات سلطة مع اطفالكم.
-كونوا حاضرين.
-لاتلعبوا دور المؤرخ.
والمبادىء الواردة اعلاه تحدد ماينبغي علينا أن نفعله، نحن الآباء والامهات عندما يتصرف الطفل، بشكل سيء في الأغلب نحن نصرخ ونضرب اطفالنا، خصوصاً عندما نكون متعبين او شاردي الذهن أو عندما يمتلكنا الشعور بالعجز إزاء عدم طاعتهم لنا. الصراخ والضرب هما ردا فعل طبيعيان ولكنهما غير مجديين لمواجهة التجاوزات السلوكية خصوصاً عندما تتكرر.
ويشجع الكتاب الأهل على اللجوء الى الايحاء الذاتي بهدف عدم الاستسلام لهيمنة الافكار غير العقلانية. ويُعرف الايحاء الذاتي بأنه الأفكار الداخلية التي ترد الى الذهن وتحكم سلوكنا.. كذلك يجب الأخذ بالاعتبار الفرق بين الصبيان والبنات، اذ من الضروري أن تُفهم الفروقات الموجودة بين الصبيان والبنات، فذلك يُساعد في فهم سلوك الأطفال فقد اثبتت الابحاث ان تركيبة الدماغ عند الصبيان والبنات مختلفة، وكذلك العمليات الكيميائية في أجسامهم وهرموناتهم. وهذه الاختلافات تؤثر تأثيراً عميقاً في مسألة الاختلاف السلوكي ما بين البنت والصبي..
إنَّ ضرورة التوجه نحو التعامل السليم بمرحلة الانتقال إلى المدرسة الابتدائية (التعليم الاساسي) هي مرحلة دقيقة لكم و لطفلكم..
ان احاطة الطفل بجو ثابت من الفضائل تقوده وتوجهه في مسيرته من مرحلة" الطفولة الاولى" في الروضات إلى المرحلة الابتدائية التي يصبح فيها" كبيراً".
فعندما تُطبق هذه الارشادات الخاصة بالتربية الناجحة، ستشعرون بأنكم اكثر تقبلاً لطفلكم لأن سلوكه سيكون مقبولاً أكثر..
وايضاً يتطرق الكتاب الى التعريف بمفردات الانضباط، وبعد المرور بالخصائص البارزة في مراحل نمو الطفل من عمر سنة الى خمس سنوات يتطرق الكتاب الى تصرفات الأطفال المؤذية و السيئة ويقدم طُرقاً للحلول لها، منها:
وقت النوم.. وهي احد المشاكل التي يعانيها الطفل، فحاجة الطفل إلى النوم تتغير مع تقدمه بالعمر. ورفض تناول الطعام و الاطفال الذين يلعبون بالطعام، والشراهة، و الأطفال الذين يقولون دائماً "لا" ، و نوبات الغضب التي تعتليهم، وكذلك الشكوى والتذمر، والاجوبة الوقحة، والشتائم، ومقاطعة الكلام، والتصرفات العدوانية، والذين يُحطمون كل شيء، والسرقة، ونزعة التملك، ورفض الاغتسال، والفوضى، وصراع الاشقاء، وتعلّم النظافة (التخلص من الحفاظ)، والأولاد الذين لايستطيعون الابتعاد عن أهلهم، ومشاكل اخر يعانون منها يسلط الكتاب الضوء عليها ويقدم لها حلولاً.
بعدها يختم الكتاب بوضع لائحة شروط السلامة في المنزل، ودليل غذائي للأطفال الصغار وتساؤل هل يعاني الطفل من مشكلة النشاط المفرط (hyper active) ؟
اذ يأخذ الطبيب النفسي او المرشد الاجتماعي أو المحلل النفسي:
أ- تاريخ العائلة.
ب- جلسة حوار مع الطفل لجمع المعلومات.
ج- تحليل سلوك الطفل في المدرسة.
د- اختبارات منهجية لتقويم الامور التالية: المهارات الحسية والحركية وقدراته الكلامية وقدراته على الفهم .
و كُنا قد إستطلعنا آراء المشتركات حول الكتاب وكانت بعضها كآلاتي:
فهيمة رضا أجابت: إن الكتاب توضيح واجابات لتساؤلات عديدة يحتاجها الآباء..
وقالت سجى حليم: كان كتاباً رائعاً ومشوقاً يجبر القارئ على اتمامه لأنه واقعي لدرجة تظن انه دكتور نفسي خاص للمشاكل التي يتعرض لها الاطفال المحيطين بك، فيعرض الحلول باسلوب سهل جداً وطرق بسيطة، ويضمن لك حلول مضمونة فهو قاموس يترجم لغة تصرفات الاطفال الصعبة الى الاهل.
وجدير بالذكر ان نادي اصدقاء الكتاب اسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف الى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات
2020-06-21