أحد أهم المفاتيح في إحراز وتحقيق الأهداف، هو سيطرة الإنسان وامتلاكه اللحظة التي يعيشها الآن..NOW ... والسر من وراء ذلك هو أن الفكر لا يهدأ ولا يستقر، فهو دائم الترحال إذ يسافر للماضي، ثم إلى المستقبل، ليعود من جديد للماضي. ونتيجة لهذا الترحال الدائم تكون قد ضيعت الفرصة في أن تعيش هذه اللحظة، وبالتالي تكون قد قطعت الطريق في وجه مصادر الطاقة اللامتناهية التي تمدك بالقوة والعون، والتي لا يمكن الحصول عليها إلا في هذه اللحظة، فهذه اللحظة فقط.. هي التي ترسم مستقبلك.. وهذه اللحظة هي التي تقرر مصيرك.
فقط لابد لك أن تدرك وتفهم جيداً بأن الله قد لبى لك كل أهدافك، وهيأ لك كل أمانيك، على شكل فرص سانحة موجودة يومياً وقريبة جداً منك.
قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ لَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) التين، وهذا يعني أن الله وهبك أيها الإنـسـان كـل الـقـدرات والطاقات، ولكنك تهدرها الواحدة تلو الأخرى وذلك لأنك لا تعيش هذه اللحظة.
لذا هي اللمسة هذه اللحظة علماء الميتافز كل يجمعون على أن العقبة الرئيسية التي تقف حائلاً بين الفرد وبين تحقيق أهدافه، الأخيرة، وهي الاستعداد الذهني كي تغتنم ما تسعى إلى تحقيقه، وهذا يتطلب منك في أن تكون يقظاً، نبيهاً، متحفزاً، حدسياً على الدوام. وهذا لا يتم إلا في أن تعيش أن أهدافك التي هي الآن. وأكرر القول من وأحلامك وأمانيك، قد أنجزت، ولم يبق منها اللمسة الأخيرة، وهي أن تعيش هذه اللحظة... الآن. وأكرر القول أيضاً من أن كل أهدافك، وأمانيك التي أخفقت بإحرازها في الماضي، قد ضيعتها بهذه الطريقة، وهي لم تكن قد عشت اللحظة التي تعيشها والتي هي...الآن... لأن سوی تلك أنك الماضي والمستقبل لا يحصل إلا في هذه اللحظة فقط.
مثل تلك الفرص الضائعة، قد تكون في جريدة ربما أهملتها على الطاولة، ولم تقرأها لأنك منشغل بمشاكل أهم، أو قد يكون إعلانا في شريط إخباري، ولكنك لم تلاحظ ذلك، لأنك كنت غارقاً في أحلام اليقظة، أو قد يكون عن طريق شخص لا تعرفه ربما قابلته في الطريق، ولكنك لم تبادره التحية، كي لا تقطع سلسلة أفكارك، أو قد يكون عن طريق صديق قد افتعلت معه شجاراً لأنك لا تريد أن تغفر له إساءة تعود إلى الماضي. إن من أفضل الطرق لكي تعيش هذه اللحظة هو التروي..!! التروي...! في كل شيء، التروي...! وأنت تتنفس، التروي...! وأنت تأكل، التروي...! وأنت تلبس، التروي...! وأنت تستحم، التروي...! وأنت تتكلم.
عندما تفعل ذلك بصبر ومثابرة فإنك تستطيع أن تعيش هذه اللحظة، لأن التروي...! يتطلب منك مراقبة أفعالك بشكل دائم، وبالتالي تغلق الأبواب بوجه الشرود الذهني. كذلك فإن التروي يمنحك الاسترخاء اللازم للسكون البدني والعقلي، والذي من خلاله تحصل على الطاقة التي تمدك بالعون، كذلك فإن التروي والمراقبة الدائمة لأفعالك، يجعلك تفهم وبشكل كبير لغة جسدك، وهذا سوف يضاعف من قواك الحدسية بشكل سيثير دهشتك.
اضافةتعليق
التعليقات