دعونا نبكي فإن بعض البكاء فرح، نفرح لفرج قادم، نبكي لقلم ساجم، تبتسم الروح، ليوم ولادة، تعانق الهمس وتفاجئ السحاب، ترويه دموعاً قد أغدقت بنعمة الولادة.. ورجب شهر يفتخر بإحتضان النور في أوله حتى آخره .
هكذا، فعل الأولياء يوم ولادة الأتقياء، وأولياء الكلمة، دموعهم رحمة وسماح لأهل الولاء، وهمسهم في أذن الود والعطاء خبر قد جاء ..
في شهر رجب، شرع بدء صومه بسلامة المولودين في رجب، والمغفرة مقرونة بهم، نبتهج، لأن المنبر قد ملك أحدهم تاج الرسالة، وأرضاه تاريخ يحكي رواية، نور وضياء قد ألبس شجرة طوبى جائزة لتفعيل درب السقاية..
البيت دافئ، وعاموده مازال هو الوصي يرمم آثار التيه قد فرضت على طريق السعي والدراية..
عندما تلد اليقظة وتداً، رهن إشارة التكوين، يستحيل على القمة أن تبور، ويضمحل رهابه، فإن الرعاية لها غيب قد علمت الفهم والعلم وكان لنظرها وسادة .
اتقدت الأنفاس، وانكشفت حتى اكتملت بولادة جمال الإنسجام، وألجمت أمواه وأفواه، وأضحت شجرة طوبى هي أجملهم بثمارها وصفاتها وتكلمت أزهارها وتهلهلت وسلسال يطوق منافذ الوجود هو الياقوت والزبرجد، بولادة الفرقد، الإمام الباقر سلام الله عليه..
ويرفده الغيب بنافذة أخرى، تتسع لها مواقع البهجة، وتصفق فرحا حين انبلجت بنور الفاتحة، وشكر الواقعة، بولادة إمام الشافعة، الهادي النقي سلام الله عليه ..
كيف للتكوين أن جمع بين معجزة الفرحة وأهلها، وذكر المواساة لهم في ساعات متناوبة في أن يلد النور مرة ويبكي استرجاعا، كما هجعت نفس العسكري على أخيه السيد محمد سبع الدجيل. وأوجب لبقيع الولاية، أن ابشري بشهر الفرحة، شهر رجب الأصب، وقد صبت فيه البركة واعقبتها كتائب الشفاعة، وقد استهل غفرانا ودواءً لأهل الذنوب .
حجة اعقبتها حجة أخرى، وكلها انعقدت على إمامة البشر، فلا تنحصر في زمن ولا مكان، أو مجتمع دون آخر، فالوصاية في مكنون الغيب، أمر مفترض الطاعة ..
المنهج على اتساعه، هو صحيفة مقررة من لدن حكيم عليم، مرجوة من الله، تعتمر بهدف النبوة وتلتحف بكساء فاطمة (عليها السلام)، حتى أدرجوا في بيت الوحي وقد توج شهر الله بذكرهم، فتصوم الكلمة عن ذكر غيرهم، ويبدأ التسبيح بلهج أسمائهم، وتسجد سجادة الخضوع صباحا ومساء بهم ولهم ومعهم.
تزورهم الموائد كل يوم وقد خصصت لهم طوالع فخر في رواية الكتب فكانت مواقد التواصل بحرفهم، فيزورهم القاصي والداني همسا وقراءة، وأثبت صدقه بدوام نشره ..
الفكرة، ممزوجة بعقيدة الحياة، بيعة لخلافة الذك ، ابتدأت بعلي إمام البررة وحتى الهمام الزكي الغائب الجلي الحجة المنتظر صلوات الله عليه وآبائه الطيبين.
شهر رجب الخير، جاء وفي حصيلته ولاية مفروضه، ابتدأت بفرض قرآنه ولا تقدما عليه ولا تأخر، وشعار الثأر مرهون في سطور العبارة عند اجتهاد أهل العلم والمعرفة .
اليوم، الإشارة الفاطمية تتجدد بلغة مختلفة، كتاب وقرطاس، وشعار المدثر حصن حصين لمن كان مميزا بكلمته ولهجته، فهو البر الذي يلازم المؤمن إلى حد مماته.
في رجب العظمة، عهدا وخصام، فرض لأوله وعداء لآخره، فلابد للصلاح أن يبدأ يومه بصوم بطن الحروف من الزيف، وترك كل مؤاخذة على دين التساهل، لأن الضلال موقوت بأي عثرة تجرها أفواه خاذلة، فلا أمير سواهم أهل البيت، ولا خطى تلبى إلا خطواتهم، ومنهج التفسير تنزيلا بهم وتأويلا .
اضافةتعليق
التعليقات