• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الشكر: بوصلة للتائهين

نجاح الجيزاني / الخميس 23 كانون الأول 2021 / اسلاميات / 2668
شارك الموضوع :

فلنعبد الله شكرا لنعمه، ولنعلم يقينا أن الشكر لله عمل قائم بذاته، لا يؤتاه إلا ذو حظ من الإيمان عظيم

ها هو لساني يرتل حروف الشكر، معلنا أداء فرض العرفان للمنعم الكريم، الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة.. لكن ما بال حروف شكري لا ترتقي للسماء كعادتها؟ كأني أراها متثاقلة تجر أذيالها مرغمة، ما الذي يدعوها للتكاسل والارتخاء ياترى؟ أتراها تعبت من السمو والارتقاء فآثرت البقاء بجانبي؟ أم تراها استكانت فالتصقت بحبات مسبحتي وتملصت عن دورها الملكوتي؟!

بقيتُ حبيسة حيرتي هذه، حتى وجدتني ألوذ بكتاب ربي، فطفقت أقلّب صفحاته النورانية عسى أن تهديني لمرادي وتخرجني من طوق حيرتي، وفجأة وقع بصري على آيات سورة سبأ المباركة، فبدأت أرتّل آياتها آية فآية، حتى وصلت إلى هذه الآية الكريمة: (يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ.)(١)

عجبا لها ما أعظمها من آية؟! وما أزكاها من نعمة دالّة على شكر المعبود؟ وما أجلّها من بوصلة ربّانية تأخذ بأيدي التائهين نحو ساحة العرفان، فتبصرهم بمواقع الفضل والشكر معا.

فالشكر الذي أشارت إليه هذه الآية، لو كان مقصوداً به الشكر باللسان لما كانت هناك أدنى مشكلة، ولمّا كان العاملون به قليلين، ولكن المقصود هو الشكر العملي.

إلا إنّ من المؤكد أنّ شكر الله سبحانه وتعالى يتحقق من خلال عدة أُمور منها:

 ١/ معرفة النِّعَم التي أنعم الله -عز وجل- بها على عباده، وتقديرها والتفكّر بها، فالنعم كثيرة وينبغي على العبد أن يتعرف على نعم الله لديه، ولكن الحذر ثم الحذر من احصائها، لأنه مهما أوتي الانسان من قوة وإحاطة فإنه يبقى عاجزا عن احصائها (وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها)، فليستخدمها بما يُرضي الواهب الرزاق الذي منحها وأعطاها للبشر.

٢/ العلم بأنّ الله سبحانه منحها بفضله على عباده؛ وليس لأنهم يستحقّون تلك النعم دون غيرهم.

٣/إضافة النِّعم إلى الله سبحانه، وشكره عليها باللِّسان، والاعتراف بها بالقلب، والعمل بها بالجوارح، والالتزام بأدعية الشكر..

قال بعض العلماء: إنّ للشكر ثلاثة مراحل: الشكر بالقلب: بتصوّر النعمة والرضى والسرور بها.

والشكر باللسان: بالحمد والثناء على المنعم.

الشكر بسائر الأعضاء والجوارح: وذلك بتطبيق الأعمال مع متطلّبات تلك النعمة.

وكما نعرف أن كلمة "شكور": هي صيغة مبالغة.. ويعبّر بها عن كثرة الشكر ودوامه بالقلب واللسان والأعضاء والجوارح.

ثم عدتُ لنفسي وقلت: إذن الشكر لن يتحقق بكثرة الترديد باللسان في كل آن، ما لم يكن مقرونا بشكر الله عبر العبادة والطاعة وكل عمل صالح يرضي الإله.

"إن في ذلك لآيات لكل صبّار شكور".

إنها دعوة إلهية لكل من كثر صبره في جنب الله، وكل من كثر شكره لخالقه، لا تكتفوا بشكر اللسان فإنه لن يوصلكم إلى ساحة العرفان  .

فلنعبد الله شكرا لنعمه، ولنعلم يقينا أن الشكر لله عمل قائم بذاته، لا يؤتاه إلا ذو حظ من الإيمان عظيم.

(١) سورة سبأ آية ١٣

الانسان
الايمان
العمل
القرآن
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    الإسلام تحت ضوء الإقتصاد الوطني

    النشر : السبت 10 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    بشرى حياة تلتقي الأول على العراق في السادس العلمي

    النشر : الأثنين 06 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    مصاب الإمام الحسين (عليه السلام).. مصنع قوة النفوس

    النشر : الخميس 27 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    رسالة الى زوجي

    النشر : الأحد 31 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    من الحسين نستمد القوة عبر العصور

    النشر : الثلاثاء 18 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    رحمة محمد.. تٌبدّدُ لائحة حقوق الإنسان

    النشر : الأربعاء 18 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 571 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 498 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 412 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 391 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 389 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 370 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1288 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 902 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 711 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 685 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 666 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 16 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 17 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 17 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة