وأنت تتنفس عقيدتك وتلمع ذاتك وتأكل من ماعون دينك ثم تنظر لمن حولك وتقيمهم حسب نظرتك الدينية لا تنسى أن الإسلام مبدأ حر وهو حبل من القطن بين الفرد وربه لا يمكن قطعه قطعا.
الإسلام إحسان، أن تكون محسناً لنفسك ضمان مكسب صالح يضمن إنسان مسلم حر وأمين يبعث طاقة أمان لكل من حوله.
جميع البشر بحاجة للأمان الذي فقد منذ زمن وهو الشيء الأثمن في السيطرة على غليان الروح لمقتضيات حياة دنيوية مطلوبة ولكن الوضع المعاش يؤثر سلبا على المجتمع ومقتضياته.
حيث إن الفكرة بالوضع الراهن عامة تتعلق بالوضع الإقتصادي وتأثيره على الإسلام وكيفية الموازنة بينهما باستخدام طرق فعلية وليس مؤتمرات ومفاوضات وقرارات لا تنتهي يجدها الأغلبية فارغة وبلا نفع .
فلو بذلنا جهودنا لمعرفة الحقيقة حول تأثيرات الاقتصاد الوطني على النفس البشرية سنجد أن الاقتصاد من أهم العوامل التي تؤثر على الإنسان بشكل سلبي وتجعله يميل إلى الاستحواذ والاكتناز في عمله واستغلال كل الفرص والمواقف لصالحه غير مكترث إن كانت تؤثر على غيره وهو بذلك تناسى مبادئ الإسلام في نبذ روح الأنانية والتملك كونها تجعل الذات البشرية عرضة للهتك ورغم أن كلها أمور معروفة للجميع إلا إن بعضهم ينشغلون بمداهمة الأوضاع الاقتصادية للبلد للسيطرة على ضمان المستقبل لهم ولعوائلهم وهم محقون في سعيهم الدائم تحت ظل الظروف الحالية المائلة إلى الفقر والتقشف وسوداوية النظرة حول المستقبل الذي ينتظر الجميع بظروف اقتصادية جعلت بلداً كالعراق خال من الطمأنينة حول ما سيحصل مستقبلا مما يجعل الانسان أولوياته بناء مستقبل بغض النظر عن الطرق والوسائل التي يستخدمها .
فالوضع الإقتصادي السيء أو ما يدعى بالكارثة الاقتصادية التي باتت تهدد المجتمع من المؤثرات التي تؤثر على نفسية الإنسان وتجعل كل اتجاهاته تصب في مصلحته الشخصية بسبب الخوف الذي ورثه النظام الحكومي تجاه المجهول والذي يخلق من نفس الإنسان إنساناً آخر يموه بين الحاجة للشيء واكتنازه وهذا لا يثير الدهشة فما يبدو أن الخوف وتدني الأوضاع بشكل عام تجعل الفرد الواحد ذو بال محدد بما يجده أمامه بعد زمن غير مدرك أنه قد يقوم بفعل أمور مكروهة في الإسلام وأنه أثناء حصوله على بطاقة ائتمان للمستقبل يكون قد خسر أكثر من بطاقة ائتمان للآخرة دون أن يلاحظ حتى .
لذا لا يجب تخدير ضمائرنا بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها التي نمر بها حاليا لنركز على الأمجاد الشخصية وترك المسؤولية الاجتماعية فكل شخصا منا لديه حقوق وعليه واجبات لا يمكن الفصل بينهما ومع الأهمية المطلقة بأن لا نقارن بين أنفسنا والحكام القائمين على ما يحدث في البلد، فما يحدث اليوم من تردي أغلبية مؤسسات الدولة وعدم رضى المواطنين عليها دليل على الفساد الإداري والمالي والإقتصادي والإجتماعي وترجيح المصالح الشخصية باستغلال المركز الوظيفي حيث طغيان الإنسان بدار الفناء تجعله بعيدا عن مقومات الدين وما يتطلب دار البقاء.
ورغم ذلك الإهتمام بحياة أفضل هي طموح وواجب علينا مع مراعاة كل دعامة من دعامات الأخلاق والدين وعدم السماح لغرائزنا في تحريكنا لأنها من أهم العوامل التي تجعل الإنسان يهلك دون أن يعي.
اضافةتعليق
التعليقات