هذه الرسالة التي بعثها الإمام الحسين لأخيه محمد بن الحنفية: "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين".
فهذه الرسالة تبين لنا أن خروج الإمام الحسين عليه السلام كانت بنية صادقة مخلصة لله تعالى، ومريدة للإصلاح رافضة للفساد.
ولم يكن خروجه غروراً ولا تكبراً، ولا من أجل مصلحة شخصية أو حزبية، ولم يكن ممن أرادوا أن يعثوا في الأرض فساداً، رغبةً في سلطة أو جاه، فهو إبن محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وإبن علي المرتضى عليه السلام، وإبن فاطمة الزهراء عليها السلام، وهو سيد شباب أهل الجنة، ولا سلطة أعلى من هذه وهو إمام قام أو قعد، ولا ملك أكثر من هذا التمليك الذي أعطاه الله تعالى له على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
"الحسن والحسين إماما قاما أو قعدا".
وإنما كانت غاية خروجه لطلب الإصلاح في أمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإمتداد لدعوته ومنهجه.
وهو يعمل بهذه الخطبة التي تبين لنا ذلك عندما قال عليه السلام: "أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من رأى سلطاناً جائرا، مستحلاً لحرام الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله".
وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله.
ولولا خروج الإمام الحسين عليه السلام لأصبحنا جميعاً عبيداً عند حثالة البشر لا قيمة لرأينا، ولا ستر لنا، ولا إحترام لإنسانيتنا.
فسلام عليك ياسيدي يا أبا الأحرار، بفضلك ننعم بالحرية، وبدمك المسفوك عرفنا معنى الكرامة، ومنك نستمد القوة في مواجهة الطغاة عبر العصور.
اضافةتعليق
التعليقات