اليوم الدولي للمهاجرين هو يوم دولي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن يكون يوم 18 ديسمبر من كل عام هو يوما دوليا للمهاجرين بعد الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة والمتزايدة للمهاجرين في العالم، فأصبحت الهجرة جزء لا يتجزأ من العالم العربي فتُعد وسيلة هروب من الحياة الميتة التي يقبع فيها سكان سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرها من البلدان العربية التي أكل الفقر والمرض والأسى ما أكل من شعوبها وأثناء السفر فقد الكثير حياتهم أو أطفالهم أو لربما واليهم فتهدمت كثير من العوائل نتيجة الغرق أو الموت جوعاً وبرداً فالطريق طويلة والبحار شاسعة وعميقة وما النفس تدري بأي أرض تموت وبأي وسيلة.
فخطف الموت الشباب والأطفال والكبار فلم يستثنِ منهم أحداً في طرق الهجرة التي لا مأمن لها فوصل منهم القلة القلية ومن وصل إلى ما يطمح لهُ سيتحتم عليه أن يبدأ من الصفر ليجد عملاً ويؤسس له حياة جديدة وكثير منهم يبدأون وهم لا يملكون حتى شهادة جامعية وإن امتلكوها فهي غالباً غير معرف بها من قبل الغرب تشكيكاً برصانتها العلمية.
ولكن لنرى الجانب الإيجابي في القضية فقد نجح كثير منهم في تأسيس شركات صغيرة وتفوق آخرون في مجالات عديدة ومهمة بالنسبة لدول الغرب نفسهم.
لكن تبقى ندوب وطنهم وما قاسوه فيه ومنه لها أثر كبير لأن في النهاية يبقون هم الغرباء فمن خرج من داره قل مقداره كما وترصد "بوابة الوفد" خلال هذا التقرير أبرز المعلومات الخاصة بهذا اليوم:
- تشير الإحصائيات إلى أن عدد المهاجرين حول العالم منذ عام 2000 لـ 2018 بلغ 175 مليون شخص.
يبلغ نسبة الإناث المهاجرين 48%، فيما تبلغ نسبة الذكور 52%، وذلك على الصعيد العالمي يمثل أصحاب التعليم الجامعي، نصف عدد المهاجرين الدوليين وهذا أكبر دليل على عدم احتضان أوطانهم لما يمتلكوه من مواهب وإمكانيات وقدرات لا تتناسب مع ما تقدمهُ دولهم. كما وتختلف رغبات المهاجرون فمنهم أصحاب كفاءات عالية تؤهلهم للعمل بالخارج،
وآخرون لتحصيل العلم من بلدان متقدمة علمياً، ومنهم خلال بعثات علمية وعملية وهذه بالنسبة لهم ليست فرصة عمل فحسب بل هي فرصة حياة وفرصة نجاة من مستنقع كما يقول المهاجر العراقي أحمد -من مدينة كركوك والعالق في الحدود البولندية- إنه غادر العراق في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي باتجاه بلاروسيا مع مجموعة كبيرة من العراقيين، مشيرا إلى أن عددهم يبلغ نحو آلاف الأشخاص معظمهم من الجنسية العراقية.
ويضيف للجزيرة نت قائلا "جئنا عن طريق الاتفاق في مجموعات خاصة في التليغرام، واتفقنا على التجمع في مكان حدودي معين للوصول إلى بولندا، فأقدمت قوات الحدود البولندية الاثنين (الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني) على ترويع العائلات المهاجرة، وأطلقت الغاز المسيل للدموع وضرب الأطفال وأفزعوهم.
وأكد أحمد أن أسباب هجرتهم من العراق، هو البحث عن حياة كريمة بالإضافة إلى ظروف البلاد والأزمات التي تعصف بها، وقد نوه إلى أنه منتسب عسكري أصيب بالحرب في بطنه، وعاش معاناة كبيرة بسبب مصاريف علاجه وإهمال الجهات الحكومية له، مؤكداً أنهم لا يفكرون بالعودة إلى العراق وسيواصلون بقاءهم في الحدود حتى الدخول إلى أوروبا..
وأشار إلى أنهم ناشدوا الجهات الحكومية العراقية ولم يتم الرد عليهم، ولم يسمح للإعلاميين بالوصول إليهم إلا من بعض مراسلي القنوات التلفزيونية من الجانب البيلاروسي.
وحول تكاليف الرحلة يوضح أحمد أنها بلغت نحو 4 إلى 5 آلاف دولار، شملت تأشيرة الدخول إلى بيلاروسيا والطيران والفندق ومصاريف الطعام، مبينا أن رحلة الطيران لوحدها تكلف 3 آلاف و500 دولار شاملة محطة انتظار بأحد الفنادق لمدة 3 أيام وحتى الوصول إلى بيلاروسيا، وكل ذلك عن طريق سماسرة اتخذوا من ترتيب هجرة الناس مهنة لهم.
ترى إلى أين ستصل بهذه الحال وأين سترمينا حكوماتنا في قادم الأيام تحت كل تلك الضغوطات وهذا الكم من الضرائب والغلاء المعيشي والمستقبل المجهول لمعظم شبابنا العراقي والأجيال القادمة فالحكومات والسياسات من سيء لأسوأ وكثرة الهوة هي زيادة بنسب الضياع لكثير من الأفراد والانتهاء بهم نحو المجهول.
اضافةتعليق
التعليقات