• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مازال هناك وقت..

زهراء جبار الكناني / الخميس 24 آب 2017 / ثقافة / 3656
شارك الموضوع :

هزته الصدمة بعنف فأفاق من غفوته، وبدا له كل شيء وكأنه يراه لأول مرة في حياته، انها الحياة التي نعيشها وننعم بها ولكننا لا نشعر بحلاوتها إلا

هزته الصدمة بعنف فأفاق من غفوته، وبدا له كل شيء وكأنه يراه لأول مرة في حياته، انها الحياة  التي نعيشها وننعم بها ولكننا لا نشعر بحلاوتها إلا عندما نرى خطرا يهددها.

لم يعد يرى غير الطريق الممتد أمامه وقد بدى له بلا نهاية، ولم يعد يسمع سوى محرك سيارته وإطاراتها تنهب الأرض نهباً، لقد أحس ان الحياة  بكل ما فيها من صخب وضجيج قد توقفت تماما من حوله، كان يبكي كالأطفال وقد حار ماذا يفعل بدموعه التي كانت تتساقط من عينيه، إن منديله في جيبه ولم يكن الأمر يتطلب منه إلا ان يمد إحدى يديه ليخرج المنديل ويمسح به دموعه، ولكنه نسى جيبه، ونسى المنديل، ونسى نفسه ولم يعد يذكر شيئا، لم يعد هناك أي شيء يملأ رأسه وفكره وقلبه غيرها!.

كل ما يعرفه الان ان زوجته وأم أطفاله الثلاثة تحتضر في مستشفى المدينة، وصل إلى المستشفى أخيرا واندفع مسرعا إلى مكتب كبير الأطباء وامسك بذراعيه يهزهما بعنف، (زوجتي  دكتور ماذا حدث هل اصابتها خطيرة؟ هل تعيش أتوسل إليك أن تصارحني).

أجلسه الطبيب على الأريكة وراح يخفف عنه، (انها الان بين أيدي الأطباء في غرفة الجراحة، إن إصابة زوجتك خطيرة، لقد أصيبت بارتجاج في المخ  وهي الان في غيبوبة، ونحن نفعل كل ما في وسعنا لإنقاذها، لقد كانت الصدمة عنيفة تجلد بالصبر وأدعو لها) .

وجلس الزوج  وعرف طريق منديله في هذه المرة، فأخرجه من جيبه وراح يجفف به دموعه ويبتهل  ويدعو لها بالشفاء.

لكنه لم يكن جالسا وحده هذه المرة، كانت صورة زوجته وأطفاله الثلاثة وحياته معهم، ماذا فعل بنفسه، كيف وصل إلى هنا، كيف أهمل حياته وأسرته لينصاع خلف رغباته الجامحة من متع الحياة الزائلة من سهر وعربدة مع رفاق السوء الذين أضلوه طريق الصواب، كيف ترك زوجته المتعبة الحامل بطفله الرابع أن تذهب لمعاينة الطبيبة وحدها وحينما قطعت الشارع بالعبور، تعرضت للحادث اللعين الذي افقده ابنه وربما حياتها. 

كانت تتقافز إلى ذهنه أفكار بشعة بخصوص زوجته، وهو يرى في عيون ذويها الملامة والعتاب، أحس بغصة في صدره تعلو وتهبط، ويتساءل في نفسه: ما الحكمة بأن يعيش هو ويموت طفله الذي لم يبصر النور بعد ويصيب زوجته ما أصابها، أنا من يستحق ما حصل لهما، فقد كانت تغدق علي بحنانها ومراعاتها لي بينما أنا غارق في المعاصي لأخمص قدمي حتى تثاقلت ذنوبي على كاهلي.

بقي جالسا ينتظر، وكم هي قاسية ساعات الانتظار وأنت تنتظر المجهول، ثم عاد يردد في نفسه "ارحمها يا الله فهي بين يدي رحمتك، وأنت ارحم الراحمين" وعاد يدندن، يا الله.. يا الله..

الله.. كم أنا بعيد عنك.. كم أخذتني الدنيا بملذاتها حتى تماديت، فهرع يعدو في ذلك البهو الطويل ليصل إلى باب المشفى، وراح يفتش عن الله، أين يمكن أن يجده، انه يعلم بأنه معه، وفي كل مكان، يسمعه ويراه، لكنه يحتاج إلى خلوة في محراب ليجهش بالبكاء ندما وأسفا على أفعاله الرعناء، لعله يغفر له، وينقذ زوجته من رمق الموت، دخل المسجد الذي لم تخطه قدماه يوما، كم كان عبقه يريح القلب، بكى لساعات طوال حتى سكن قلبه المجمور من روعه، وسأل الله: هل ما زال هناك وقت ليغفر له ويضمه إلى كنف رحمته؟

رن هاتفه الجوال ليخبروه ان الخطر قد زال، نهض من مكانه وقدّ على صوته: مازال هناك وقت.. مازال هناك وقت لتغفر عني، ولأكفر عن سيآتي.. غفرانك يا الله إن رحمتك وسعت كل شيء.

إن مراجعة الشخص أفعاله مع شعوره بالأسف والندم على أخطاء ماضية ارتكبها بإرادته، يقربه إلى صاحب العزة، فالكثير منا يخطأ وتختلف أخطائنا وذنوبنا، لكن الله قد اقسم في كتابه الكريم في النفس اللوامة، قال جل وعلاه (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) وخير التوابين الخطاءين، الذين يتوبون بعد أخطاء قد يدركوها في وقت يختاره الله لهم، لوجود جانب مشرق في داخلهم ونقاء سريرتهم، لأجل أن يلتحقوا برحمة الله ونور الهداية.

 ومهما كانت أخطائنا ضئيلة فـلنزكي أنفسنا ولنتعلم أن لا نكررها، فمن جهلنا نخطأ ومن خطأنا نتعلم.

الانسان
الحياة
الايمان
الموت
السلوك
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    كيف أصبحت النساء في إيطاليا ضحايا العنف المتزايد وغياب الأمان؟

    النشر : الأربعاء 29 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    استطلاع رأي: كيف ينظم الطالب وقته بين الصيام والدراسة؟

    النشر : السبت 19 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الاكتئاب المبتسم.. في اليوم العالمي للسعادة

    النشر : الخميس 20 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قراءة في كتاب: عالج مشكلاتك النفسية بنفسك

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: علم الاجتماع الرقمي

    النشر : الأحد 13 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    اكسر قضبان السجن الذي صنعته بنفسك!

    النشر : الأربعاء 12 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1220 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 447 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 441 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 430 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 406 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 400 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1593 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1317 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1220 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1177 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1110 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 762 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة