فجأة انطفأ الضوء في المنزل فبقيت ساكنة دون حراك؛ انها المرة الاولى التي لا اشعر بالخوف فيها وكأنني حقيقة لم اخف يوما من انطفاء النور ليلا!.
حاولت ان اعرف سبب ذلك لكنني لم اجد سوى ان رأسي استقام على الوسادة ودخلت في نوبة فكرية، هذه المرَّة لم تكن نوبة تحاكي الاوساط الثقافية او الاجتماعية وغيرها بل كانت مختلفة تماما عن عادتي واستطيع نعتها بأنها ضرب من الجنون!.
لقد فكرت بالاستغناء عن اشياء لم اتوقع يوما بأنني سأكون سببا في زرع العثرات في طريقي نحوها، لقد اردتها بحق.
اردت الوصول بها الى اعالي الطموح لكن في تلك الليلة تغيرت وجهتي وقررت الانسحاب من المعركة الزوجية! في البداية، الامر لم يكن باليسير، لكن كنت وكلما اتذكر المعيشة المبتذلة اتساءل كيف استطعت ان اتماسك رغم كل ذلك؟!
من المؤكد انني دفعت ضريبة الصبر، فيا تُرى بماذا تمثلت؟.
برأيك انت بماذا؛ هل تستطيع ان تجيبني عن كل ضريبة دفعتها انا مقابل ان اصلح علاقتنا الزوجية السيئة!
هل هنالك ضرورة للضرب والاهانة والسب والشتم حين اتأخر بوضع المائدة لك لانني متعبة جدا من اعمال المنزل ومراعاة افراده..
ألم يكن بوسعك ان تنتظر قليلا!
لنتكلم عن الحقيقة اكثر، هل ضربك كان تفريغا ليومك السيء او لانني اخبرتك انن اريد الخروج من المنزل لتغييّر الجو ام لاعطائي لك قائمة باحتياجات المنزل الرئيسية!.
ان كنت تتعب من الحياة او اعمالك فأنا مثلك اتعب وقد اصل الى ذروة التعب لكنني لا افعل شيء سوى ان اقوم بواجبات منزلنا على أتم وجه واحاول الابتعاد عن الحزن لكي ترى وجهي بشوشا واسعدك كزوجة وحبيبة!.
هنالك امر لا يدركه الرجال وهو اننا نحن النساء نحمل همومهم فوق همومنا فالعثرات التي يتعرضون اليها سواء مادية او نفسية.. تؤذينا اكثر منهم لاننا نقوم بترتيب الوضع داخل المنازل على اساسها، فهمهم امر وهمنا امور، متى سيدركون ذلك!.
دعك من كل هذا، هل يمكنك ان تكون الامان لي عوضا عن الخوف، ان كنت تستطيع فأنا سأكون بانتظارك وان لم تستطع فخف الله تعالى وحاول ان لا تؤذيني فإن لم تستطع فالانفصال رغم انه اصعب ما قد يحدث بحياة ايّة امرأة الا انني اطلبه منك رحمةً بحالي.
ارجوكم رجالنا، من لم يجد في نفسه قدرة اعطاء الامان والقوة ومخافة الله فينا، لا تطرقوا ابوابنا، فنحن ورغم اننا لا ننبض غير الحب الا اننا لو وصلنا معكم الى مرحلة تستضعفوننا فيها حينها لا بد من الابتعاد والانفصال وسنكمل حياتنا بعزة نفس وانتم ستضيعون مع منازلكم التي ستكون بلا روح من دون سيدة المنزل.
اضافةتعليق
التعليقات