قبل ان أتجرأ وأكتب عن هيروما يجب ان يكون كل شيء واضح للقارئ، إن الشخصية قد تكون حقيقية وتتمثل في العديد من نساء اليوم اللاتي أصبحن في درجة عالية من المساهمة بمختلف أركان المجتمع لكن الاسم هو من وحي الخيال.
كانت هيروما تطلق الشعارات لتأخذ المرأة حريتها لكن طريقتها كانت مختلفة تماما عن الطرق المتبعة من قبل القادة الذين يدعون الى الحرية..
في الغالب هنالك طريق واحد للرجل وهو إدارة العمل بشتى انواعه أما نحن النساء لدينا طريقين الاول إدارة المنزل والثاني إدارة الاعمال كالوظائف وغيرها.
إن المطالبة بحرية المرأة في الآونة الاخيرة أمر متوقع وقد تعايش معه المجتمع لكن هيروما متسلحة بنظرة تحليلية معمقة لا تقتنع بترهات الحرية فهي غطاسة ماهرة لا تريد غرفة في البحر انها تريد البحر بالكامل!.
حين تقترن الحرية فقط بالعيش الرغيد هي حتما ناقصة لبعض المؤشرات المهمّة التي يُراد منها الجوهر اما اقتران الحرّية بالتقدم العلمي والثقافي والقيادة الحضارية بوجود العنصر الإسلامي يعني بناء اساسياتها الرئيسة لبناء الهيكل والإرتقاء الى التقدم الإنساني.
الحرية النسوية تنشد للنساء تحررها وتطلب من النساء القيادة الريادية والمتكاملة في التقدم بجميع مجالات الحياة وبالأخص في بناء جيل واعٍ لا تؤثر فيه التدخلات او التغيرات الغربية او اليهودية..
حُرية هيروما كانت تريد من المرأة الطهر والعطاء والسمو نحو الركائز وجعلها إنموذجا متميزاً مكافح للاصلاح.
لا تهدف الى أخذ المرأة نصييها من الحياة لمناقشة السياسة والدين والثقافة بل لطرح معالجات ينتفع منها المجتمع.
أكبر خطر يتعرض إليه قادة أفراد المجتمع عامّة ومن اهمهم الشريحة الريادية النساء هو عدم الدراية الكافية في كيفية التعامل المنشود مع الدور القيادي وبمختلف مؤسساته كالتربوي، الإقتصادي، العسكري، الإعلام والصحافة..
ولأن القادة بحاجة الى تكتيكات لإدارة كل مؤسسة يجب ان يتحلوا بالحرية المتقدمة والمفهومة فحين تتحد الحرية مع التكتيك المناسب تجاه أي عمل تكون النتيجة منهجية تبتني على أدلة وخاضعة للسيطرة وتصب أيضا بمصلحة الجميع.
إنها لا تضمن حقوق المرأة هي تأخذ حقوقها من المجتمع وتأخذ منها التزامات ومناضلات لكسب تحقيق أهداف يصعب على الرجال القيام بها، وهي أيضا لم تصنف ضمن اطار محدد مثل الهندام والكاريزما الشخصية والاعمال الخاصة كما تعتقد فئة معينة من نساء اليوم، هي تتعدى كل هذا لتهطل العلم والمعرفة من الغيمة التي تريد ابتلاع مفاهيمنا.
فإن استخدام هذا الموروث الحضاري _الحرية_ بالشكل الصحيج ينشط الدورة الفكرية في ابناء الارض كافة مع ضرورة التواصل المعرفي والثقافي الذي يهدف الى تحسين وتعزيز دور المرأة في رفع مستوى أداء المؤسسات العاملة بها سواء كانت الحكومية او الاهلية.
ومن هنا تتبين الحقيقة المخفيّة خلف الحرية التي لا يعلمها الكثير او ربما يظنون انها لا تتطلب شيئا تجاه عطاءها للنساء، نحن نأخذ الحرية لنبني اساسا قوي ومتينا للمجتمع ليتولى الرجال بناء السقوف والجدران.
اضافةتعليق
التعليقات