الحياة بطبيعتها غير قابلة للتوقع بنسبة 100% وفيها جزء من عدم اليقين، فعندما تشعر بالذعر تكون بخوف من عدم اليقين.
ولكي تحمي نفسك منه تختبره في الحياة، وبهذه الطريقة احتمالية وقوع أحداث غير متوقعة لك تكون أقل.
هناك خمسة أشكال منتشرين للموقف السلبي:
الموقف الأول هو الموقف العدائي:
الذين يتبنون هذا الموقف يقعون في الكثير من المشكلات مع كل الناس، وعندما كانوا أطفال فسروا الانفصال عن الأهل أنه فعل معادي.
وعندما يكبرون يرون الحياة والتجارب على أنها مليئة بالمعارك والخيانة والاضطهاد، ويفسرون كل التصرفات على أنها أفعال معادية ضدهم، ورد فعلهم على عداء الناس يكون عداء بالمقابل.
هم شخصيات ماهرة في إثارة الغضب والإحباط عند الناس، من أجل تبرير موقفهم الأصلي بقولهم (الناس كلهم ضدي).
إذا وجدت في نفسك علامات الموقف العدائي، فالوعي هو الحل للتخلص منه، بأن تكون واعياً بتصرفاتك، وقم بتجارب بسيطة تختبر فيها افتراضاتك.
أفكار إيجابية، تعامل مع الناس بأفكار إيجابية دون تقييم مسبق، لو استجاب الناس بشكل عادي ممكن فعلاً أن يكون العالم كله ضدك، وإذا لم يحصل تكون أنت مصدر العداء من الأول وليسوا هم.
أفكار عدائية، أما تعاملك مع شخص متبني الموقف العدائي ويتعامل معك بعداء دون سبب، فالحل ألا تستجيب للعداء بعداء مقابل رد فعلك المعادي، ما يغذي تبريره ويكمل بالعداء.
لكن إذا لم ترد عليه بالمثل فالموقف يربكه ولن يتصرف بطريقة معادية.
الموقف الثاني هو الموقف القلق:
الأشخاص الذين من هذا النوع، يتوقعون جميع أنواع العقبات في أي موقف قبل حصوله بدون سبب وهذا ما يخلق كمية كبيرة من القلق في حياتهم، ويكونون خائفين من المشاكل لأنها تفقدهم السيطرة.
يكون الحل عندهم تقليل التجارب التي يمكن أن يضعوا نفسهم فيها، وتضييق العالم الذين يتعاملون معه، فكلما شعروا بالقلق يسهل السيطرة عليهم.
وفي بعض الأحيان يخفون الحاجة للسيطرة بشكل من أشكال الحب، لو تعاملت معهم ستجدهم كماليين جداً يريدون كل شيء يجري بأسلوبهم ويتدخلون بأصغر التفاصيل.
ممكن أن تجدهم يسعون لإرضاء الناس ويتملقونهم بشكل مبالغ فيه، يكونون محميين أكثر بإرضائهم للناس، بهذا الأسلوب لا يتصرف أحد ضدهم بشكل غير ودي.
لو تعاملت مع هذه الناس حاول ألا تشعر بالقلق اتجاه قلقهم، بدل من ذلك طمئنهم ولا تستجيب لقلقهم، إذا كنت من الأشخاص القلقين ركز طاقتك اتجاه مشروع منتج يكون له تأثير مهدئ عليك.
الموقف الثالث هو الموقف المتجنب
وهم يتهربون من كل شيء، عندما كانوا أطفالا كانوا يشعرون بالذنب، ويخافون من حكم أهلهم عليهم.
فنمى عندهم إحساس عدم الأمان ودوماً متشككين بكفاءتهم، ويتجنبون أي نوع من أنواع المسؤولية لأنها تختبر تقديرهم لذاتهم ليسهل الحكم عليهم.
حياتهم كلها هروب من العلاقات في منتصف الطريق، هروب من العمل وهروب من الحياة بشكل من الإدمان، دائماً يتكلمون عن أفكار عظيمة يريدون أن يقوموا بها ولكن لا ينفذوها.
لا تؤمن بكلامهم انظر لأفعالهم وافتقارهم للإنجازات.
إذا كنت بهذه الميول، الطريقة للتعامل مع نفسك هي التنفيذ، إذا نجحت أو فشلت أنت من يكسب، ادفع نفسك للبدء بتقليل الخوف والتقدم أسهل.
الموقف الرابع هو الموقف الاكتئابي
يرون نفسهم أنهم لا يستحقون أي شيء، كأطفال لم يشعروا بالحب الكافي من آبائهم وأمهاتهم.
لكن بنفس الوقت يصعب عليهم تخيل أن أهلهم معيوبين ومخطئين ولم يحبوهم بالشكل الكافي، فيخرجون من الموقف بتبرير أن من حقهم ألا يحبهم أحد، وأن هناك خطأ فيهم.
ويبقى الشعور بعدم القيمة يرافقهم طيلة حياتهم، وعندما يكبرون يتوقعون التخلي عنهم، ويمكن أن يخربوا حياتهم لو واجهوا أي نوع من أنواع النجاح، لأنهم يشعرون في أعماقهم أنهم لا يستحقونه.
ويدفعون الآخرين ويشجعوهم أن يتصرفوا معهم مثل الخيانة أو النقد، وهكذا يغذون اكتئابهم ونظرتهم للحياة.
لو كان لديك هذه الميول، أفضل طريق أن توجه طاقتك للعمل بدل أن تواجه حساسيات المواقف بالانسحاب والوحدة.
وجه طاقتك للخارج للعمل بإضفاء طابع خارجي على مواقفك اتجاه الانسحاب فتنحل مشكلتك.
إذا واجهت الناس الاكتئابيين، أولاً لا تجعلهم يواجهوا اكتئابهم بالحديث عن روعة الحياة، بل وافق على وجهة نظرهم اتجاه العالم، وحاول أن تدفعهم لتجارب إيجابية هي التي ترفع طاقتهم ومزاجهم.
الموقف الخامس هو المستاء
هؤلاء يحملون العدادات ويسيرون وهم يقيسون عدد مواقف عدم الاحترام التي يتعرضون لها.
عندما كانوا أطفالا لم يشعروا بما يكفيهم من الحب من الأهل، لذلك يكونوا جشعين اتجاه المزيد من الاهتمام.
خيبة الأمل والشعور بعدم الرضى يبدأ معهم من الطفولة، ويكمل معهم بقية حياتهم، لذلك لا يشعرون أبداً بحصولهم على التقدير الذي يستحقونه.
إحساسهم هذا يجعلهم يسيرون دوماً بعدادات، يقيسون أي علامة من علامات عدم الاحترام أو الاحتقار بالمواقف.
أو يقيسونه في وجوه الناس، ولو وجدوا أي شيء يأخذوه كمؤشر على الظلم والإهانة الشخصية.
ولكن هم يسيطرون على عواطفهم التي يشعرون بها، ولا يخرجونها للناس، ولكن في المستقبل يخرجونها بشكل عدائي سلبي.
إذا وجدت في نفسك هذه الميول، الأفضل أن تتخلص من خيبة الأمل، بأن تنفجر بالغضب في لحظتها.
عندما تشعر بالغضب حتى لو كان بشكل غير عقلاني، ولكن مع الوقت تصبح عقلاني بغضبك وتستطيع أن تحكم على المواقف إذا كانت تستحق الغضب أو لا.
لكن إذا أبقيت عواطفك داخلك دائماً، ستعيش في المبالغات وتأخذ الأمور كلها على محمل شخصي.
إذا تعاملت مع هذه الشخصية فانتبه من العدائية السلبية التي تظهر دون مبرر، وحاول مناقشته بأن يخرج مشاعرة للخارج.
مشاكل المواقف
هناك مشكلتين للمواقف الخمسة السلبية:
المشكلة الأولى: أنها تقلل الذي نختبره في الحياة وندفع التجارب بعيداً عنا، ولهذا يصعب علينا تحقيق أي شيء.
المشكلة الثانية: إذا تبنيت موقف من المواقف هذه، فاحتمال كبير ألا ترى الدور الذي تلعبه اختياراتك في حياتك، وتتهم الظروف أنها تظلمك أو الناس أو أي شيء خارجي، وأنت لا تفهم ما أنت عليه وتحارب أشياء ليست هي السبب.
الحل للموقف السلبي والحل هو تبني موقف إيجابي عن طريق شيئين، أولاً أن تنتبه أنك تسقط مشاعرك السلبية على الموقف، لأنك تأخذ المواقف بصورة شخصية.
لذلك حاول أن تتخلص من أخذ ما يصنعه الآخرين ويقولوه بصورة شخصية، وكأنها موجهة لك شخصياً.
انظر للناس أنهم مكونات حديقة، والحديقة فيها الزهور بأنواعها والصخور بأنواعها، الناس فيهم النبيل والمهووس بنفسه والغبي، وهناك الحساس وغير الحساس كلهم مختلفين.
تقبل كل الناس والتنوع، عندما تتصرف بهذه الطريقة تكون أكثر تسامحاً اتجاه الناس وتكون تفاعلاتك الاجتماعية أكثر سلاسة.
نحن البشر دائماُ نقارن بين بعضنا البعض، وهذ المقارنة تعمل كحافز للتفوق، ولكن يمكن أن تتحول لحسد عميق.
هنالك الكثير من الناس يريدون النجاح ولكن يعلمون أن النجاح يتطلب منهم التضحية والعمل الجاد.
المتكاسل شخص نرجسي، يرى من حقه أن ينجح ويأخذ المكافأة ويجذب الاهتمام من غير تعب.
حسده خامل وغير مؤذي، إلى أن يجد نفسه بين أناس ناجحين ويكسبون احترام حقيقي لعملهم، وهذا ما يفّعل إحساسه بعدم الأمان ويصبح حسده نشطا.
المولعة بالمكانة: شخصية حساسة للرتبة ويقيس المركز الاجتماعي، هذه هي الطريقة التي يحدد بها التقدير الذاتي له وللآخرين.
تستطيع معرفتهم بسهولة بسبب اهتمامهم الشديد بتحول كل شيء للمادة، الثياب التي يلبسها والسيارة التي يركبها كل تركيزه موجه على الأموال.
يسألون دائماً أسئلة من نوع كم تحصل على راتب؟ هل هذا بيتك أم أجار؟ وأسئلة أخرى يمكن أن تستخدم بالمقارنة.
إذا كان حولك هذا النوع من الناس، حاول أن تقلل أو تخفي ما عندك مما يثير حسدهم، ولا تتكلم عن مهاراتك وممتلكاتك إلا بأقل قدر ممكن، لكي تقلل من هجومهم عليك بأساليب خفية.
الحسد يمكن أن يجعل الناس تضربك بظهرك وأنت لا تعلم، لذلك عليك بمعرفة التعامل معهم بطريقة صحيحة، بأن تعادل هذا الشعور، أي عندما يأتي ذّكر أي إنجاز لك، ركز دوماً على موضوع الحظ، بأن تقول الحظ هو النصيب الأكبر بالشيء الذي وصلت إليه وليس الجهد.
تجنب التباهي بالمواهب، وبشكل استراتيجي اكشف عن بعض العيوب، كأن توضح غبائك وعجزك في بعض المواضيع خارج نطاق عملك.
وفي الكلام ركز على الأمور التي ليست عندك وتريدها مثلاً لو كنت موهوب بالعلوم وضح للآخرين أنك تتمنى امتلاك بعض المهارات الاجتماعية وهكذا.
وبالتالي لا تحتاج لتحسد أحد، لذلك عليك العمل على موضوع الثقة بالنفس، بالإضافة لتطوير أخلاقيات عمل قوية، فإن كنت ثابتا ومحافظا على معايير عمل عالية تستطيع أن تحظى بمكانتك.
وأخيراً امتلاك حس الهدف، عندما تركز في حياتك، على خططك الخاصة والواضحة هذا يمنحك الرضا لتحقيقها والتقليل من مقارنتك بالآخرين وأهدافهم.
اضافةتعليق
التعليقات