ورد في زيارة أم البنين سلام الله عليها:
أنكِ أحسنتِ الكَفالةَ وَأديتِ الأمانةَ الكُبرى في حِفظِ وَديعَتي الزهراءِ البَتولِ ((الحسنِ وَالحُسَينِ)).
لاشيء يحدث بالصدفة، جملة قصيرة ذات معنى عظيم نقرأها، دائما هناك أسباب وراء كل شيء يحدث.
عندما نتمعن في حياة العظيمة أم البدور السواطع نرى بأنها كانت مخلصة إلى أبعد الحدود فقد كانت من بيت كبار الصحابة وممن يعرفون ويدركون عظمة الرسول وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين فعندما جاء عقيل بطلب من أمير المؤمنين عليه السلام إليه ليطلب يد ابنته رجع إلى البيت وقال لزوجته وابنته هذا عقيل ابن ابي طالب جاء يخطب ابنتك لمظهر العجائب وسهم الله الصائب علي بن ابي طالب هكذا يعرف الامام و يتكلم عن علو شأنه ثم اخذ الموافقة ورجع منتشراً قال: عقيل ما وراءك؟
قال: كل الخير قد رضينا لابنتنا خادمة لأمير المؤمنين عليه السلام.
هكذا كان والد تلك العظيمة يعرف كيف يحترم و يعظم آل الرسول صلى الله عليهم أجمعين فمن الطبيعي بعد ذلك عندما تريد أن تدخل إلى بيت أمير المؤمنين عليه السلام تطلب الاذن من أولاد سيدة نساء العالمين سلام الله عليها وتقول لهم إنني خادمة لكم فالاحترام لا يأتي هباء بل تعلمت ذلك من والدها ومن ثم زرعت بذور الاخلاص والوفاء في نفوس أولادها، فنقرأ في زيارتها أنكِ أحسنتِ الكفالة، الكفالة هي التعهد فقد آزرت بنفسها وآثرت بكل شيء يملكها في خدمة امام زمانها.
لذلك ليس غريباً أن نرى تلك البطولات الخالدة في أولادها الشجعان كما ذكر أصحاب المقاتل شيئا عن بطولة أولاد أم البنين ومواساتهم للامام الحسين عليه السلام وكيفية استشهادهم فقالوا:
أنه لما رأى العباس عليه السلام كثرة القتلى في أهله وأصحاب الحسين بالنسبة إلى عددهم القليل قال لأخوته الثلاثة عبدالله وجعفر وعثمان: (يابني أمي تقدموا للقتال بنفسي أنتم فحاموا عن سيدكم حتى تستشهدوا دونه وقد نصحتم لله ورسوله).
إنها كانت من ناصرات الدين والنساء الفاضلات قبل أن تصبح والدة شهداء الطف كانت في القمة لولائها لامام زمانها ومعرفة قدرهم فقد نقرأ في الزيارة أنكِ أديتِ الأمانة الكبرى في حفظ وديعتي الزهراء سلام الله عليها (الحسين والحسين) سلام الله عليهم أجمعين.
ونالت شرف التضحية بأعز وأغلى من تملك وزادت شرفاً وكُتب اسمها في قائمة الطف الخالدة.
أهل البيت عليهم السلام أكبروا إخلاصها وولائها للإمام الحسين (عليه السلام)، وأكبروا تضحيات أبنائها المكرمين في سبيل سيد الشهداء (عليه السلام)، يقول الشهيد الأول وهو من كبار فقهاء الإمامية:
(كانت أم البنين من النساء الفاضلات، العارفات بحقّ أهل البيت (عليهم السلام)، مخلصة في ولائهم، ممحضة في مودّتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه، والمحلّ الرفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها الأربعة، كما كانت تعزّيها أيام العيد..).
فقد حافظت هذه المخلصة على وديعتي مولاتنا سيدة نساء العالمين عليها السلام والآن جاء دورنا كي نحافظ على هذه الوديعة فيا ترى أين نحن في حفظها؟
إلى أي مدى نضحي؟
وماذا نقدم؟ أموال، أهل، نفس؟ كيف نربي أولادنا على حب أهل البيت عليهم السلام؟
اضافةتعليق
التعليقات